حالة (الاكتئاب الدراسي)… كيف تخرج منها بأقل الخسائر الممكنة؟!
خلال فترة الجامعة أو حتى المدرسة تمر عليك فترة تجد نفسك فيها غير قادر على المذاكرة، تجلس ساعات طويلة أمام الكتاب ولا تخرج إلا بخواء لا فائدة منه، تقرأ الدرس عشرات المرات ثم تنسى عنوانه بعد دقائق، ربما أمسكت جوالك وأنت لا تعرف ماذا تريد أن تفتح أو تتصفح فتنتقل من واتساب إلى فيسبوك إلى تويتر ثم تغلقه وأنت لا تعرف ماذا قرأت أو ماذا وجدت فيه وربما تنسى الرد على الرسائل التي وردتك.
تحاول الجلوس لمشاهدة فيلم ما فتجد أنك تتذكر كل ما عليك من دروس لتذاكرها وأشياء لتقوم بها، فيبدأ ذاك المدعو (ضميرك) الذي لا يرتشي ولا ينام بالنخر في عقلك كما يفعل نقار الخشب، لتشعر بالذنب أنك تضيع وقتك وتشاهد فيلماً بينما لديك الكثير من الأعمال الأخرى لتقوم بها!
تقرر الخروج من المنزل كي تستعيد نشاطك وتعود إلى المنزل بكامل لياقتك العقلية لتجلس وتذاكر ما عليك، فتقضي ساعات تسير فيها أو تجلس فيها على القهوة تحادث هذا وتسامر ذاك وتشكو للجميع الدروس المتراكمة عليك، فيمضي الوقت دون أن تشعر به وتعود للمنزل متعباً فتقرر النوم مبكراً كي تستيقظ مبكراً لتدرس منذ الفجر وتقوم بكل ما عليك القيام به…
وهكذا دواليك تدور الدائرة في اليوم التالي وتمر الأيام دون أن تنجز شيئاً مهماً، و تتراكم الأعمال والدروس فوق بعضها أكثر فأكثر، وتملأ صفحات التواصل الاجتماعي الخاص بك بحالات الإحباط والشكوى والتذمر…
هل سبق ومررت بهذه الفترة المظلمة من تاريخك الدراسي؟ نعم، لا تخف… لست وحدك من عاش هذه الحالة، فكل الطلاب لا بد أن تمر عليهم خلال السنة وحتى خلال الامتحانات حالة من (الاكتئاب الدراسي)، وليعذرني الأطباء النفسيون فلستُ أعرف بصراحة إن كان يصح تسميتها بالاكتئاب كما هو المرض النفسي الذي يعاني منه الكثيرون وله أعراض معينة تصيب المريض به ويحتاج معها إلى العلاج، لكن تجاوزاً اسمحوا لنا أن ندعوا ما تحدثتُ عنه بهذا الاسم.
فكل طالب تصيبه هذه الحالة من الاكتئاب الدراسي يسعى بوسائل كثيرة وطرق شتى إلى التخلص منها وتزداد سوءاً إن كان من النوع الذي يكترث للجامعة/للمدرسة وتهمه معدلات نجاحه، لذلك أعزائي سأحاول تقديم بعض النصائح والوسائل التي قد تساعدكم على تجاوز هذه المرحلة بأمان وسلام وبأقل الخسائر الممكنة…
اطمئن… هي مرحلة مؤقتة ستمر على أية حال
يزيد هذا الاكتئاب الدراسي سوءاً الخوف من عدم انتهاءه والعودة للحالة الطبيعية من المذاكرة والحفظ والقيام بكل الأمور التي اعتدت عليها، لكن تذكر كم مرة مرت عليك هذه الحالة من قبل وخرجت منها دون أي آثار جانبية؟ إذاً هذه المرة ستنتهي أيضاً على خير… فاطمئن.
اجعل فترات مذاكرتك قصيرة
خلال هذه الفترة لا تجلس ساعات طويلة لتذاكر ولكن اجعلها فترات قصيرة متكررة كثيراً خلال اليوم، فلا تجلس أكثر من ثلاثة أرباع الساعة وأيضاً إن وجدت أنك غير قادر على استيعاب ما تقرأ أو حفظه فلا تجبر نفسك على المتابعة… غالباً أنت مصاب بحالة الاكتئاب الدراسي لأنك ببساطة أرهقت نفسك بالمهام أكثر مما تحتمل، وعقلك ونفسك تحتاج إلى الراحة فإن لم تعطها هذه الراحة بنفسك أجبرتك على ذلك… فكن حنوناً على نفسك متفهماً لجسدك ولحاجاته.
جسدك أولاً
تستهلك المذاكرة والأنشطة العقلية من طاقة الجسم أضعاف ما تستهلكه الأنشطة البدنية، لذلك خلال فترة المذاكرة ستكون بحاجة للنوم لوقت يكفي جسمك ولا يقل عن سبع أو ثماني ساعات، وتحتاج إلى الغذاء الصحي الذي يساعد عقلك على العمل مثل المكسرات والبروتينات والفيتامينات.
لذلك تفقد قبل كل شيء صحة غذاءك و نومك فهما الأساس ووقودك للمذاكرة، فإن لم تعط جسمك وعقلك الوقود اللازم فإنه لن يتمكن من القيام بما تطلبه منه والإقلاع كما ينبغي.
استخدم أساليب ممتعة في المذاكرة
الملل هو سبب آخر من أسباب حالة الاكتئاب الدراسي، فالعقل والنفس يرغبان دائماً بالتجديد والبحث عن الممتع، وأساليب المذاكرة التقليدية تسبب الملل وتجعلك غير راغب بالجلوس ساعات، والحفظ والتكرار… هناك الكثير من الطرق التي تجعل عملية المذاكرة أمراً ممتعاً ومسلياً للغاية وتختصر عليك الوقت أيضاً مثل الخرائط الذهنية، فحاول أن تتعلم تلك الأساليب وتختار ما يعجبك ويناسبك منها لتستخدمه أثناء مذاكرتك.
ضع أهدافًا دراسية قصيرة المدى وقليلة في كميتها
كما أنك خلال هذه الفترة تجلس وتذاكر فترات قصيرة، كذلك اجعل الكميات التي تذاكرها من الدروس قليلة، يمكنك أن تحدد عدداً قليلاً من الصفحات تحفظه خلال فترة معينة ثم تكافئ نفسك عليه بفترة راحة، فهذا سيجعل لديك حافزاً للانتهاء وشعوراً بالإنجاز مما سيحفز لديك الرغبة على إنجاز المزيد ويدفعك شيئاً فشيئاً للخروج من حالة الاكتئاب الدراسي تلك.
ربما ينخفض إنجازك المعتاد في هذه الفترة فلا تقلق، فالمهم ليس هي الكمية بقدر ما تكمن الأهمية في أن يكون ما أنجزته جيداً أو ممتازاً وذاكرته بطريقة تحافظ عليه فيها وليس تنساه بعد خمس ثوان من إقفال الكتاب.
لا تركز على حالة الاكتئاب الدراسي التي تعيشها
قاعدة جميلة تقول (ما تركز عليه يزداد ويكثر) وهذه الحالة هي مجرد حالة نفسية انعكست على أفعالك وحياتك بشكل سلبي فلا تجعلها محور اهتمامك بحيث تحدّث كل من حولك عنها وتنشرها على صفحاتك على وسائل التواصل وتجلس تشتكي من هذا، ولا تتجاهلها وتجبر نفسك على الجلوس فترات طويلة لا تجد لها نتيجة، بل اعمل على الخروج منها كما أخبرتك بإحدى الطرق السابقة أو ابتكر الطريقة التي تناسبك و تريحك… فهي كما قلت لك مجرد حالة مؤقتة ستنتهي عاجلاً أو آجلاً.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
شكراُ
شكراً جزيلاً
مشكور على الموضوع
ونتمنى ان يستفسد كل قارئ منه