نصائح لتعلّم أسرع .. ستساعدك كثيراً في انطلاقتك الدراسيّة
يعتمد التعلم السريع في الغالب على الإدراك الجيّد وتجزئة المعلومات إلى أقسام صغيرة سهلة الفهم والإستيعاب، وتساعد هذه الأجزاء المخ على التمكّن من فهمها وحفظها بسهولة. وبالرغم من عدم امتلاك جميع الأشخاص القدرة على فهم وإستيعاب المعلومات بسرعة وسهولة، لكن تقريبًا جميعُنا لو إتبعنا أسلوب أو روتين ما في التعلُّم، سيساعده ذلك بشدة على زيادة سرعة التعلُّم عندما يحتاج لذلك.
ما سيُعرَض في هذا المقال ليس من الضروري أن ينجح في كل المواقف، لأن بعض المسائل المعقدة في التعلُّم قد تحتاج المزيد من التفكير والتحليل والخروج عن المعتاد لفهمها، لكن ما يلي مجموعة من النقاط الجيّدة في أغلب المواقف وفي بدايات التعلُّم.
أولاً: تعرّف على تحديات التعلُّم
هناك العديد من الأسباب التي تسبب تحديات تعيق سرعة التعلُّم يجب أن تعرفها في البداية كي تبدأ بمعالجتها إن واجهتك. وفي هذه الحالة فإن مواجهتك للتحدي وبداية العلاج (إعتمادًا على رؤيتك لمواقف مماثلة أو عن طريق مساعدات من أشخاص محترفين) سيساعدك في التغلب على تلك العوائق وسيزيد فرصك في التحوّل لشخص سريع التعلُّم، فكما تعلم أن معرفة وتحديد المشكلة هي بداية الحل والعلاج. وهذه هي أمثال لتحديات التعلُّم:
- القلق
- التسويف (وهو يعتبر من أخطر وأقوى التحديات أثناء التعلُّم)
- البيئة المحيطة
- الملل وعدم الإهتمام بالموضوع
- ضعف القراءة
- عدم وجود حافز
- التشتت
فلكل منهم حل، سنتناول كل من القلق والتسويف بالتفصيل في النقاط القادمة لأهميتهم وصعوبتهم، أما البيئة المحيطة فهي ملكك، إجعل حولك كل ما هو إيجابي ويدفعك للأمام، من أصدقاء وزملاء ومعارف، نظّم غرفتك وإجعلها نظيفة كي ترفع من معنوياتك، كما سبق وقلت بيئتك المحيطة ملك لك فاجعلها سببًا لدفعك للأمام في عملية التعلُّم.
أما بالنسبة للملل وعدم وجود حافز فعلاجهما بين يديك، تذكر دائمًا لماذا بدأت في تعلُّم ذاك الموضوع، دافعك للتعلم هو ما سيكسر لديك هذا الملل حتى وإن كان ما تتعلمه مملًا. إخلق لنفسك حافزًا ودافعًا إذا لم يوجدا لديك، فهما محركك للتعلُّم السريع.
التمرين والتدريب والخطأ والتصويب من أهم طرق معالجة أي نوع من أنواع ضعف المهارات، كذلك ضعف القراءة. تكرارك وتدريبك وتمرينك مرارًا سيُحسّن لديك هذه المهارة بالتأكيد.
ركّز على هدفٍ واحد فقط، قم بإنجازه، إصنع فيه تقدمًا، أشعر بالفرح ونشوة النجاح في تعلمه، ثم إنتقل إلى هدفٍ آخر تعمل عليه لتتعلمه. هذا هو علاج التشتت.
ثانياً: تجنب القلق
من أكثر معوقات وتحديات التعلُّم هو القلق، وينتج عندما نخبر أنفسنا أن هذا الموضوع صعب وأننا لا نمتلك القدرة على تعلُّمه، وبعد أن كان مجرد وهم يتحول لحقيقة ونصبح قلقين بالفعل ولا نستطيع تعلُّم أي شيء، لا بمعدل طبيعي ولا بسرعة.
يؤثر القلق بالسلب علينا ويجعل عملية التفكير بطيئة ويجعلنا نتفاعل أكثر مع الأحاسيس السلبية المتولدة بسبب القلق، ويؤدي بالتالي إلى الإختباء والهروب من المسؤوليات. إذا كنت تعاني من القلق فعليك في البداية مواجهته (كما ذكرنا في النقطة السابقة من تحديات التعلُّم) وعلاجه قدر المستطاع حتى لا يؤثر بالسلب عليك.
يمكنك الحدّ من القلق بطرق مختلفة، مثل رؤية مواقف مماثلة وكيف تصرف أصحابها فيها، التحدث مع أشخاص ذوي خبرة فيما تريد تعلمه، تحفيز نفسك وإقناعها أنه في أسوء الظروف لن تخسر شيء من خوض تلك التجربة التعليمية وأنك بالتأكيد ستتعلم شيئًا ما. عليك بالتحفيز ثم التحفيز ثم التحفيز.
ثالثاً: أقتل كلمة “سوف”
لا “سوف” بعد اليوم! نعم عليك التخلص من هذه الكلمة إلا لو فعلًا تخلصت من التسويف وأصبحت حين تقولها فأنت تفعل فعلًا.
عندما تريد البدء بتعلُّم شيء ما أو مذاكرة موضوع غير محبب للنفس يتولّد في منطقةٍ في المخ شعور بعدم الارتياح والألم النفسي مما يجعلك تتشاغل بشيء آخر أكثر إثارة منه كي تتهرب من مذاكرة أو تعلُّم هذا الموضوع الأقل إثارة. هل تجد نفسك مُقبلًا على القراءة في مواضيع مختلفة في أوقات الدراسة حين يفترض بك أن تفرد وقتًا أكبر لمواد الدراسة ووقتًا أقل للقراءة العامة؟
هذا لأن لديك مشكلة التسويف حيث تنفُر مما أنت مجبر عليه إلى أمر مُحبب إلى نفسك.
يكمن علاج تلك المشكلة في أمرين
- خرجت الدراسات على تلك المشكلة بنتيجة أن إجبار نفسك على البدء في هذا الأمر غير المحبب لك يجعل هذا الشعور بعدم الارتياج يزول بعد فترة من بدء العمل عليه، لذا لا تتهرب وورط نفسك فيه وستجد نفسك إندمجت فيه تمامًا وزال الشعور بعدم الارتياح.
- ضع نظامًا لنفسك بحيث لا ترهقها في العمل على هذا الأمر. غالبًا ما يستطيع الإنسان التركيز على موضوع ما خلال 25 دقيقة تقريبًا قبل أن يبدأ بالإرهاق منه أو الملل من العمل عليه.
فرّغ نفسك من كل ما يشغلك ويشتت تركيزك وأضبط مؤقتك على 25 دقيقة وابدأ العمل على ما تريد. عندما تنتهي الـ 25 دقيقة اعط لنفسك 5 أو 10 دقائق من الراحة الذهنية التامة. سواء كنت ستتحدث إلى شخص أو تقوم لإعداد بعض القهوة أو الشاي أو ستستلقي بذهن فارغ من التفكير في أي مشكلة.
خلال فترة الراحة فأنت تعطي لعقلك الفرصة كي يهضم المعلومات التي كنت تعمل عليها منذ قليل ويتحول قليلًا من وضع التركيز إلى وضع الانتشار ليعطيك مفاتيح جديدة عند العودة للعمل على ما تركته منذ قليل. وبهذا تعود متجدد النشاط وبذهن أكثر قدرة على استكمال العمل على تلك المشكلة.
وضع التركيز أو الـ Focus Mode هو: النمط الذي يكون عليه العقل البشري حينما يحاول استنفاذ طاقته والتفكير في حل مشكلة أو فهم أمر ما. حينها يقوم العقل باستخدام ما تعلمه من قبل من مبادىء ومفاهيم لفهم المعضلة التي أمامه وإيجاد حل لها.
في تلك الحالة يكون تركيز العقل منصبًا على استخدام ما تعلمه من قبل، فإن كان ما يحاول فهمه يحوي مبدأ جديد تماما عليه فقد لا يستطيع العقل إدراكه.
أما وضع الانتشار أو الـ Diffuse Mode هو: النمط الذي يكون عليه العقل البشري عندما لا يجبره الإنسان على استهلاك طاقته في التركيز في نقطة بعينها. حينها يقوم العقل بمحاولة فهم ما أشُكل عليه من قبل والنظر إلى أبعاد المشكلة من عدة زوايا بحيث يقترب من المفهوم العام لها وبذلك يقترب من تكوين مبادىء يبني عليها حل للمشكلة حينما تبدأ في حلها مرة أخرى في وضع التركيز.
رابعاً: تجزئة المهام والمعلومات إلى أقسام صغيرة
تجنّب تعلّم كل المعلومات مرة واحدة لأن هذا سيأتي بنتائج سلبية وسيسبب لك الشعور بأن الأمر صعب جدًا، ولكن يمكنك إتباع الآتي:
- اقرأ المعلومات ببطئ وتركيز وخذ إستراحات بشكل منظم، بمعني أنك تحدد وقت معين وليكن 25 دقيقة تُركّز كامل التركيز فيما تتعلم وبعدها إستراحة مابين الـ 5 إلى الـ 10 دقائق لتريح عقلك وتجعله ينتقل ما بين أنماط التفكير ما بين التركيز والراحة حيث يجعله هذا يعيد ترتيب وربط المعلومات ببعضها البعض.
- قم بتدوين الملاحظات، اقرأ بصوت تسمعه أنت، إختبر نفسك أول بأول، كلها طرق قد تساعدك في التعلُّم، إعتمادًا على ما تتعلم.
- تعلّم وراجع على فترات وليس مرة واحدة فمن الصعب إمتصاص جميع المعلومات مرة واحدة ومن مرة واحدة فقط، ولكن إجعلها على فترات متقاربة ولا تضطر نفسك إلى الوقت ما قبل الإمتحان حتى لا يتملكك القلق.
خامساً: إكتشف الإسلوب المناسب لك في التعلُّم
هناك أسالىب وطرق عديدة للتعلّم، تعتمد على نقاط قوة كل شخص. فهناك البعض يعتمد على الفهم المرئي (فيديوهات – صور – إلخ..)، وهناك من يعتمد على الفهم السمعي، إلى آخره من الأسإلىب تختلف بإختلاف الشخص.
لكن المُتفق عليه أن معظمنا عبارة عن خليط من تلك الأسالىب ومن خلال التجربة والخطأ نكتشف ما هو أكثر أسلوب يصلح لنا. وبمجرد أن تكتشف ما هو الأسلوب الأصلح لك عليك أن تركز عليه وتطوره حتى تستطيع أن تصل لمرحلة التعلُّم السريع.
سادساً: إسأل دائمًا
هذا بالظبط هو مفتاح التعلم السريع .. بمجرد ظهور تلك الأسئلة في رأسك، إستمع لها ولا تجعلها تمرّ هكذا دون إجابات، لأن تلك الأسئلة ظهرت في رأسك لأن عقلك يحاول تجاوز تعقيد المعلومات الجديدة قبلك أنت وهذا معنى آخر لتجزئة المعلومات لأجزاء صغيرة سهلة الهضم للعقل. وتذكّر لولا تساؤل نيوتن عندما سقطت عليه التفاحة لما كان ووصل لإكتشاف الجاذبية.
سابعاً: راجع مع معلمك دائمًأ
راجع دائمًا أخطائك وإقتراحاتك وتعلىقاتك مع من تتعلم منه. لا يوجد شيء يساعد في التعلم السريع أكثر من الخطأ ومعرفة التصحيح مما يزيد من ثبات المعلومات في العقل.
نتمنّى أن تكون هذه النصائح حول التعلم السريع خير إفادة ومساعة لكم في المستقبل .. بالتوفيق جميعاً!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
شكرا كتير بس ممكن تحطولنا مقال عن تعلم لغة جديدة ونصائح عن هالموضوع
thanks for this advice.
مقال عبقري
بارك الله فيك يا اخي الكريم <3 ^_^
بارك الله فيكم
Ab Do
شكرا لمجهودكم
يا لروعة مقالتك ونريد المزيد
حقيقة شيء رائع و لكن لي ملاحظة على الموقع ..لماذا لا تنشئون نسخة للطباعة ..أعني اضافة أيقون طابعة …هناك الكثير الجميل من المقالات و لكن لا نستطيع طباعته و أخذه للناس الذين لا يملكون انترنت أو حتى لا يملكون كمبيوتر
مقال رائع =D , استمر <3