تريند 🔥

📱هواتف

لا تكن عبدًا للأوراق النقدية بل استَعْبِدها أنت: كيف تظفر بالحرية المالية؟

الحرية المالية
نور الهدى بن الحاج
نور الهدى بن الحاج

6 د

“حين كنّا في الكتاتيب صغارًا، حقنونا بسخيف القول ليلًا ونهارًا”

فقالوا إننا سنتعلم ونكتب ونحل الوضعيات الحسابية حتى ننال ثمرة علمنا وعملنا ونتحرر من عبودية الأموال لنا ونصل إلى الحرية المالية.

هذا الطريق الذي هيأه أغلب الآباء لأولادهم والذي رماهم داخل قوالب جاهزة تقتل الإبداع والطموح، لم يكن الطريق المؤدي إلى الحرية المالية بقدر ما كان الطريق الأقرب إلى استعبادنا في أسواق الشغل. فكيف السبيل إلى هذه الحرية، خاصة وأننا مللنا قسوة المدير واكتظاظ وسائل النقل العمومية؟ وكيف تعرّف أولًا هذه الحرية؟ ما الذي يمكن أن تقدمه لنا وهل هي ممكنة في عصرنا هذا؟

نحاول من خلال هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة ونتمنى أن تتحرر، عزيزي القارئ، من سطوة المال فتصير حرًّا طليقًا كعلاء الدين الذي لم يطلب من المصباح يومًا أموالًا.

اقرأ أيضًا: هل تريد السير في طريق الملايين: طرق مضمونة وفعالة لزيادة دخلك وتحقيق ذلك 

الحرية المالية

تعريف الحرية المالية

مع انتشار هذه العبارة انتشار اللهب في الهشيم في الجرائد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي مجموعات القرّاء حتى، ظهرت ضرورة تعريفها وإخراجها من هلاميتها لتُفهَم أولًّا وتطَبَّق ثانيًا وتدرَّس للأجيال القادمة في مستوى ثالث.

تتلخص الحرية المالية في جملة بسيطة تقول بأنها الحالة المادية التي يعيشها الفرد حين يستعبد الأموال عوض أن تستعبده. وقد نبسط قولنا هذا بالإقرار بأن الحرية المادية هي الوضعية التي يكون فيها الفرد عندما تكون له أموال مدخرة وأخرى مستثمرة، بحيث تدر عليه سنويًّا هذه المبالغ التي دُفعِت في الاستثمارات مداخيلًا تفوق قيمتها قيمة مصاريفه كل عام.

تختلف هذه الاستثمارات حسب رغبة المستثمر وحسب الظرفية التي بُعثت فيها والآفاق التي يمكن أن تتطور فيها. وهنا يكمن التحرر أو تبرز الحرية، إذ لم نعد هكذا في حاجة إلى الذهاب إلى الفروع البنكية التي نتعامل معها وطلب كشف الرصيد والعودة بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها للبيت. فالوظيفة والدخل لا يعنيان شيئًا ما دمنا قد كسرنا القيود التي تربطنا بها.

إضافة إلى ذلك، تحيط الحرية بمفهوم الاستقلالية المالية ولا تقف عندها، فإن اشترطت الحرية الغياب التام للمخاوف المادية تبقى الاستقلالية مرتبطة بمخاوف ودخل محدود وظروف عمل. وبالإشارة إلى هذين المصطلحين، نشير أيضًا إلى “الدخل السلبي” وهو الدخل المتأتي من عملية الاستثمار التي ذكرناها في الفقرة السابقة.

اقرأ أيضًا: نصائح ودروس في الاستثمار من رائد الأعمال آشتون كوتشر

سبل تحقيق الحرية المالية

إن تحدثنا اليوم عن الأموال والبنوك والاستثمار، فإن حديثنا هذا لا ينضوي تحت أي سقف أخلاقي أو توجه اقتصادي ولكن لتبسيط مفهوم “الحرية المالية” والتطرق إليها من باب دراستها ودراسة أسبابها ونتائجها.

وبعد تعريف هذا المصطلح، يبقى السؤال المطروح هو: كيف الوصول إليها والفوز بها؟ تتعدد الطرق وتختلف النصائح ولكن الإيمان بأننا سنصير يومًا من نريد هو الفيصل وخير دليل على ما أقول قصة نجاح كتاب روبرت كيوساكي “الأب الغني، الأب الفقير” التي تضع والده الأستاذ في كفة وتضع صديق والده المستثمر المغامر في كفة أخرى.

الحرية المالية



تتلخص الطرق المتاحة للوصول إلى حالة “الحرية المالية” في العديد من النقاط وهي كالآتي:

دراسة وضعيتنا المادية الحالية ورسم الأهداف وضبط كيفية الوصول إليها

لم أبدأ كتابة مقالي هذا إلا بعد التخطيط له وضبط أهدافه، فما بالك بتحرر مادي كلي، له أن يغير مجرى حياتك؟ تتمثل نقطة البداية دائمًا في دراسة وضعنا الحالي (مداخيلنا ومصاريفنا الحالية، الديون التي علينا دفعها، قدراتنا، مواهبنا، ممتلكاتنا، وقتنا المتوفر) حتى ندرس بذلك تقريبًا مجال تطورنا الممكن ونرسم أهدافًا على المستوى القريب والمتوسط والبعيد.

تستدعي هذه الخطوة عمليات حسابية وسهرًا وتكهنات، فلا تخف منها وابدأ بها لعلها تكون القطرة التي ينزل بعدها الغيث النافع.

ابدأ بدفع مرتبك الخاص

هذه العبارة هي عبارة إنجليزية تقول “Pay yourself first” وتعني ادخار بعض الأموال في كل الحالات. هذه المبالغ التي تتحكم فيها حسب رصيدك الأصلي هي التي ستخولك لاحقًا للاستثمار. ومع هذا الادخار، حاول من جهة أخرى التقليل من مصاريفك دون أن تتحول إلى أحد بخلاء الجاحظ.

استثمر في تعليمك وفي وقتك

حاول أن تدفع أموالك في شراء تجارب تجعلك بعد ذلك تستخدمها لتوفير الربح المادي ومراكمة الزاد المعرفي، فالأشياء تعوض وتنتهي صلاحيتها وتُهجر، بينما تبقى التجارب والمعارف والقدرات. كن محاطًا بمن تتعلم منهم كيف تحب عملك وتبدع فيه، واستثمر وقتك في أنشطة تزيد من تنمية ملكة الخلق عندك.

حدد مساوءك وأخطاءك

لا يمكن لأحد أن ينجح دون أن يضبط نفسه في سيرورة تقوم على التقييم المتواصل لأخطائه وسلوكياته حتى لا يكرر نفسه وتذهب مبادؤه وأهدافه في مهب الريح. وقد يتعلم الفرد من أخطائه تلك ما لا يمكن أن يتعلمه يومًا من قصص نجاحه.

إجعل لنفسك مصادر أخرى للدخل

إن كنت تحلم حقًّا بالحرية المالية، عليك أن تقدم في سبيل ذلك تضحيات قد تشمل وقتك وراحتك في مراحل أولى. وهنا نتحدث عن الالتفات إلى استثمار قدراتك في توفير مداخيل إضافية. اكتب مثلًا للصخف والجرائد الإلكترونية أو وظف مهاراتك في التواصل لتوفير محتوى هام ومدفوع عبر الإنترنت. اعمل في تسجيل كتب صوتية أو حاول حتى أن تبيع ما قد تستغني عنه. كلها أفكار بسيطة تزيد من دخلك وبالتالي تزيد من قيمة المبلغ الذي يمكنك أن تحوله إلى استثمارات.

لا تنس صحتك النفسية والجسدية

في خضم كل المعارك التي قد تخوضها، لا تنس أنك فيها لأنك تنوي أن تعيش عيشة هانئة ومرفهة تكون فيها مرتاحًا وفي صحة جيدة. لا تنس أن استقرارك النفسي لا يعوَّض وأنك قد تحتاج للراحة والانعزال بين الوقت والآخر. ادرس كل خطواتك وتذكر أن تبرمج هذة الخطوة وتضعها في رأس جدول أوقاتك.

تفاوض

تجاوز عائق الخجل وحاول أن تتقن فن أو علم التفاوض إذ سيسهّل عليك هذا عملية الادخار بعدها وسيزيد من مجال الربح، بتقليص المبلغ المدفوع في كل مرة.

 أين وصلت؟

لا تكن قنوعًا جدًا فالطموح هو المحرك الأساسي للوصول للهدف، لكن تذكر أن تدرس بين الوهلة والأخرى وضعيتك الحالية والمرحلة التي وصلت إليها وأن تعالج الخطوات التي خطوتها. لا تنس من أين قدمت ولا تقزم مجهودًا بذلته واعلم أن الإرادة هي السبيل.

اخلق لنفسك تحديات جديدة

مع كل إنجاز تحصده، اخلق لنفسك تحدٍّ جديد ولعبة مختلفة وقوانين أخرى. لا تكن ثابتًا متجمدًا بل كن متطورًا لأن التاريخ يخاف الثبات والاقتصاد يقدس الحركة.

 تذكر أن تستمع بالحياة

كتب تساعدك في التعمق في مفهوم “الحرية المالية” وطرق تحقيقها

نرشح لك، أيها القارئ، في هذه الفقرة الأخيرة من مقالنا الذي نرجو أن يخرج من إطار النصائح المتكررة إلى إطار الفعل البنّاء أبرز الكتب التي تحدثت عن هذا المفهوم ودرست كل جوانبه وهي:

  •  الأب الغني، الأب الفقير لـ”روبرت كيوساكي”.
  • المال- إتقان اللعبة – 7 خطوات بسيطة لتحقيق الحرية المالية” لـ”أنتوني روبنز”.
  • كتاب “المستثمر الذكي” لـ”بنيامين جراهام”.
الحرية المالية

الخاتمة

يقول شاعر تونس الخضراء “أبو القاسم الشابي” في إحدى قصائده:

“خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النَّسيمِ    وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ

تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ اندفعتَ            وتشدو بما شاءَ وَحْيُ الإِلهْ

وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصَّباحِ                    وتنعَمُ بالنُّورِ أَنَّى تَرَاهْ.”

فلا تجعل لطموحك حدًّا وحلّق في سماء الحلم والحرية دون أن تنسى من أين بدأت..

اقرأ أيضًا: الرأسمالية: بعد أن حولت الشيوعية إلى أضحوكة وأصبحت قيمة العمل في جني المال!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة