🎞️ Netflix

التقليلية أو Minimalism | فن الاقتصار على الأهم… كيف تكتسبه؟

التقليلية
هدى قضاض
هدى قضاض

4 د

تحيطنا الكثير من الأشياء والأمور في حياتنا، نسعى للقيام بالكثير واستخدام الأكثر، الحواسب والآلات تطوقنا من كلِّ جانب، والمشاغل التي تزيد من ضغطنا وقلقنا نكاد لا ننفك منها، سواءً خلال العمل أو الدراسة أو حتى الحياة العامة.

هذه الزحمة التي ندور داخلها أدّت لظهور ما يسمى Minimalism ما هو؟ وكيف يعمل؟ هذا بالضبط ما سنتناوله في القادم من الأسطر.

ما هي المدرسة التقليلية Minimalism؟

التقليلية أو التبسيطية هي باختصار القيام بالكثير باستخدام القليل. بمعنى آخر، هي الاقتصار على القيام بالمهم واستخدام المفيد فقط والأساسي مع الاستغناء على كلِّ الزوائد التي تعيق الحياة، وتؤدي لازدحامها وتعقيدها دون أيّ فائدة أساسية.

إنَّ الأشخاصَ الذين يتبنون هذه الفكرة يسيرون لأكثر من ذلك، فهم يستخدمون التقليل في كلِّ ما يقومون بهم، فقد تجدهم يملكون ملابس قليلة حسب القدر الذي يستخدمونه عامةً، ويعتمدون على الحلول البديلة الأقل تكلفةً في كلِّ ما يفعلونه سواءً المشتريات، التنقل، بل حتى التفكير والتحليل…

ما يهمنا من هذا المبدأ هاهنا هو استخدامه بطريقة فعّالة في تبسيط الحياة، وتنظيمها بطريقة تقلل التوتر والطاقة التي نستهلكها من أجل الوصول إلى الأهداف، وإنهاء المهام اليومية التي نقوم بها.

مبادئ التقليلية Minimalism

من أجل تبسيط حياتك واعتماد مبدأ التقليلية، يجب أن تلتزم بالآتي:

حدد الأساسيات

إنَّ مجموعَ المهام التي تقوم بها يوميًا ليست من نفس درجة الأهمية. لهذا، لا بدَّ لك من تحديد الأساسيات التي لا يمكن تأجيل القيام بها أو إهمالها، فتحديد ذلك سيمكّنك من تنظيم ما تقوم به يوميًّا، ويساعدك بطريقة تلقائية على تنظيم وقتك بشكلٍ يضمن لك أقل جهدًا وتوترًا.

قبل أن تبدأ يومك، حدد ما ستقوم به، ومجموع ما يمكنك الاستغناء عن فعله. في الغالب ستجد أنَّ وقتك يضيع في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي دونما أيّ فائدة، أو أنَّ المهامَ الأساسية لا تحسن تنظيمها فتتركها لآخر يومك، الأمر الذي يجعل قيامك بها ذو إنتاجية ضعيفًا نظرًا لعوامل الإرهاق والتعب…

وبالتالي، حدد أساسياتك وأولوياتك، واجعلها دائمًا في المقدمة، واستغنِ عمّا يمكن الاستغناء عنه.

ضع حدودًا لما تقوم به

نعيشُ حاليًّا في عصر استهلاك بنسبة 100%، فالمغريات تحيطنا من كلِّ جانب، والشركات بمختلف مجالاتها باتت تتسابق لإيهامنا بـ “ضرورة” الحصول أو تجريب المنتجات أو الخدمات. لهذا، ولكيلا تنساق وراء هذه الأوهام، لا بدَّ لك أن تضع حدودًا لكلِّ ما تقوم به، سواءً مشترياتك أو تصفحاتك أو غيرها. فالأمرُ سيساعدك على السيطرة على عقلانيتك في القيام بالأمور، ويمكّنك من التمييز بين ما تحتاجه فعليًّا، وما يمكنك الاستغناء عنه.

قيامك بذلك سيساعدك بطريقة فعّالة على ضبط جميع جوانب حياتك، وجعل نفسك مركزها الأساسي دون أيّ تحكم أو سيطرة من قوة خارجية كيفما كان نوعها، وستتمكن من تبسيط حياتك والاقتصار على ما تريده أنت وليس غيرك.

اكتسب عادةً جديدةً

إنَّ العادات الجيدة هي الضمان لحياة أكثر بساطةً، حيث أنَّ العقل البشري وبنسبة 40% يقوم بأفعال بطريقة تلقائية دون وعي أو جهد دماغي، الأمر الذي يجعل اكتساب العادات أمرًا إيجابيًا يسهل الحياة العامة. خاصةً، إن كانت العادة المكتسبة تصب في نفس المجرى.

من بين العادات التي يمكن تعلمها أو الحرص على القيام بها: الحفاظ على مكتبك نظيفًا وخاليًّا من الزحمة (قلم واحد بدل مجموعة من الأقلام، الأوراق التي تحتاجها بدل الكثير من المراجع…)، الحفاظ على بريدك الإلكتروني خاليًا (كلّ رسالة يجب أن يقابلها فعل سواءً حذف، إجابة أو أرشفة)، تحديد 3 مهام أولوية كلّ يوم صباحًا…

لا تشتت نفسك!

إنَّ القيام بمجموعة من الأمور في آنٍ واحد يرهق العقل ويضعف إنتاجية ما يقوم به. لهذا، لا بدَّ لك من التركيز على مهمة محددة والمرور لغيرها بعد الانتهاء منها. هكذا، ستحافظ على تسلسل سيجعل تركيزك كاملًا، وفعاليتك ثابتةً فيما أنت تفعله أو تقوم به.

فالتقليلية لا تعني أبدًا تقليص مدّة القيام بالأمر فقط، بل تُعنى أيضًا بالإنتاجية ومدى وصول الشخص للمبتغى أو النتيجة المرجوة بأقل تكلفة ذهنية أو مادية.

أقلع عن إدمانك!

ما أقصده هنا هو إدمان الإنترنت، أو الأدوات الإلكترونية التي يفترض أنَّها تستخدم لتسهيل الحاجيات اليومية والمهام التي يقوم بها الفرد، إن كنت حقًا قد وصلت لدرجة الإدمان بحيث لا يمكنك الاستغناء عنها، فيجب عليك أن تراجع الأمر قليلًا وتحاول السيطرة عليه.

بالتزامك بهذه النقاط، ستُبسط حياتك بطريقة فعّالة، وستتمكن من التحكم في كلّ ما تقوم به والتقليص من حدة توترك طوال اليوم بشكلٍ يكسبك ثقة في نفسك، وسيطرة كاملة على يومك وعلى حياتك.

اقرأ أيضًا:

  • المتابعون الأشباح… كيف تتخلص من المتابعين المزيفين على إنستغرام وتويتر؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

شكرا على المقال استطعت ان اقارب و اسقط معظم افكارك هنا على نظرتي الخاصة للمينامليزم .. في الحقيقة ال Organisationو mindfulness مرتبطان بشدة مع minimalism و قد ذكرتهما ضمنيا في مقالك
لو كان بامكانك ان تشاركينا بعض المواقع الالكترونية و قنوات اليوتيوب التي تساعدك و تستلهمين منها لاني في بحث دائما عنها و اتابع الكثير منها يوميا
و شكرا لك مرة اخرى

ذو صلة