17 حيلة نفسية سوف تجعل الناس يحبونك على الفور!

الحب هو الحياة، شيء مقدس وطاقة إيجابية، وليس بالضرورة أن يكون بين عشيقين، نحبُّ أهلنا، نحب أصدقاءنا، نحبُّ حيواننا الأليف، نحبُّ الطّعام! قد يكون لديك صديق قديم ويحبك، وقد تتعرف على آخر جديد وتشعر بأنك مرتاح نفسيًا معه منذ أول لقاء لكما، وتحبه، من جهة أخرى، هناك بعض الأشخاص يعانون من إمكانية التأقلم والاختلاط، أو حتى قد يكون لديهم بعض المشاكل النفسية الاجتماعية، الخجل والقلق الاجتماعي وغيرها، والتي تجعلهم يشعرون أنه غير مرحّب بهم في المكان الذي يتواجدون فيه، أو أن مَن حولهم لا يحبونهم، غالبًا هي حالة نفسية أو ضعف في القدرة على التحليل والتعامل من منظور إيجابي.

قد تتطور علاقتك بالأشخاص من حولك بشكلٍ بديهي لدرجة أنك لا تعرف لماذا، أو كيف أو متى أصبحوا عزيزين هكذا، ربما هي فطرة في البعض أن يكون لديهم مكانة اجتماعية في قلب الناس، إنما في بعض الأحيان، يحتاج البعض للعمل على تكوين صداقة أو جذب الانتباه، أو ربما أن يصبح صديقًا أفضل لأصدقائه الحاليين.

في هذا المقال، إليك 17 حيلة نفسية لتجعل الناس يحبونك على الفور.

اقرأ أيضًا:  دعك من الآخرين، بهذه الطرق يمكنك اختراق ذاتك والتأثير في نفسك

أو اعكس شخصيتهم، لا نقصد هنا قلّدهم بسوء أو تجريح، إنما ينطوي ذلك على محاكاة سلوك الشخص الآخر بمهارة. عندما تتحدث إلى شخص ما، حاول تقليد لغة جسده، وإيماءاته وتعابير وجهه. هذا الكلام منطقي، وتشير دراسة وُثّقت عام 1999 في جامعة نيويورك، إلى ما يسمى “تأثير الحرباء”، ويحدث هذا التأثير عندما يقلد الناس سلوك بعضهم البعض دون وعي، وذلك ما يسهّل عليهم التقرّب من بعضهم، وغالبًا تمت تسميته بهذا الاسم اقتداء بالحرباء التي تتعايش مع محيطها بتغيير لونها بما يلائم الأشياء حولها.

شارك في التجربة 78 رجلًا وامرأة، مهمة كل منهم هي أن يكون شريك الآخر. طبعًا شارك الشركاء وقاموا بمستويات مختلفة من التقليد، وكان هنا دور الباحثين تصوير فيديو لتفاعلات الشركاء الحاصلة. في النهاية، أشار بعض المشاركين إلى مدى إعجابهم بشركائهم، وكان الشركاء الأبرع في التقليد وعكس الشخصية، أقرب إلى قلوب شركائهم.

وفقًا لما يسمى تأثير التعرّض المحض (Mere-Exposure Effect)، يميل الإنسان إلى الإعجاب بالأشياء المألوفة لديه، تفضيل بعض الأشياء لمجرد أنه على دراية بها.

هذه النظرية ليست بجديدة، تعود إلى خمسينات القرن الماضي، حيث اكتشف وقتها باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتقنية (MIT)، أن طلاب الجامعات الذين يقطنون بالقرب من بعضهم في نفس الوحدات السكنية، كانوا أكثر تفاعلًا مع بعضهم وأكثر عُرضة للصداقة المطوّلة، وهذا منطقيٌّ جدًا، فهم أصبحوا يعيشون أيامهم بسرّائها وضرّائها، يلقون السلام على بعضهم يوميًا، قد تقع مشاكل بينهم أيضًا، ولكن في النهاية وفي ظل ظروف معينة، تتطور غالبًا التفاعلات بينهم بسلبياتها وإيجابياتها إلى صداقات دائمة وقوية.

في دراسة أخرى، أجراها علماء النفس في جامعة بتسبرج (University of Pittsburgh)، حيث وضع العلماء 4 نساء في فصل علم النفس، طبعًا بدورهنّ، ظهرت كل امرأة في الفصل عددًا مختلفًا من المرات، وفي النهاية، عرض العلماء صورًا للنساء الأربع على الطلاب الذكور، أظهر الرجال تقاربًا أكبر مع هؤلاء النساء، على الرغم من أنهم لم يتفاعلوا معهنّ على الإطلاق.

إذن، تشير هذه الأبحاث إلى أن مجرد قضاء المزيد من الوقت مع الناس بإمكانه أن يؤثر بشكل إيجابي على علاقتك معهم، يجعلهم يحبونك أكثر. عزيزي، في حال كان أصدقاؤك بعيدين، حاول الالتزام بروتين معين ثابت للاتصال معهم بشكل دائم، مثلًا اخرج معهم لتناول القهوة كل أسبوع، أو غير ذلك، المهم أن يبقى هناك قيد شعرة من الاتصال.

يربط الناس تلقائيًا الصفات التي تستخدمها لوصف الآخرين بشخصيتك، وهذا ما يسمى علميًا “النقل التلقائي أو العفوي للسمات Spontaneous Trait Transference”. ظهرت هذه الدراسة عندما تبيّن أن هناك أناس يصفون الأشخاص بغير صفاتهم الأصلية. إذن، إذا وصفت شخص بأنه لطيف وصادق، فسوف يربط الناس هذه الصفات بك تلقائيًا، والعكس صحيح، إذا تحدثت عن غيرك بسلبية دائمًا، فسيراك من حولك السلبي.

هناك ما يسمى “العدوى العاطفية (Emotional Contagion)”، تصف هذه العدوى تأثّر الناس في مزاج مَن حولهم بشدّة، فوفقًا لأبحاث أجرتها جامعة أوهايو (Ohio University)، وجامعة هاواي (The University of Hawaii)، يمكن للناس أن يشعروا وبدون وعي، بمشاعر الآخرين من حولهم، لذا إذا كنت تريد أن تكون محبوبًا، ابذل قصارى جهدك لتوصيل المشاعر الإيجابية لمن حولك.

اقرأ أيضًا:  المظهر الخارجي مؤثر للغاية في حكم الآخرين عليك.. حتى لو قالوا غير ذلك🕴

ينطوي هذا البند على نظرية الشبكة الاجتماعية، والتي تسمى نظرية الإغلاق الثلاثي (Triadic Closure)، وتعني أنه من المحتمل أن يصبح شخصان أقرب إلى بعضهما إذا كان لديهما صديق مشترك بينهما. إذا تعرّفت على صديق صديقك المقرّب، فمن المحتمل جدًا أن تصبحا صديقين حميمين أيضًا، فأنت تحب صديقك المقرّب، لذا ستحب مَن يحب.

لتمكين هذه الدراسة، صمم الطلاب في جامعة كولومبيا البريطانية برنامجًا يتيح إقامة صداقات بين أفراد عشوائيين على فيسبوك، وُجد أن الناس كانوا يقبلون الصداقة بشكل أكبر مع زيادة عدد الأصدقاء المشتركين، كانت النسبة تتراوح من 20% (عدم وجود أصدقاء مشتركين)، إلى 80% (وجود أكثر من 11 صديق مشترك).

هناك ما يسمى “مبدأ الربح والخسارة للجاذبية الشخصية”، ويشير هذا المبدأ إلى أن تعليقاتك الإيجابية ستُحدث تأثيرًا كبيرًا في الأشخاص في حال قمت بمشاركتها من حين لآخر، أي لا تكن مجاملًا وإيجابيًا دائمًا، هنا قد تتحول إلى منافق. في دراسة أجراها باحثو جامعة مينيسوتا (University of Minnesota) عام 1965، أثبتت صحة الكلام السابق.

كان لدى الباحثين 80 طالبة جامعية يعملن في أزواج (كل طالبتين سويًا)، طُلب من الشريكات سماع تعليقات شريكاتهن وهنّ يتحدثن عنهن، طبعًا أخبر الباحثون الطالبات ما يجب عليهنّ قوله، التجربة الأولى كانت بإخبار الشريكة تعليقات إيجابية، والثانية تعليقات سلبية، ثم طلبوا منهن أن يجعلوا التعليقات تنتقل من إيجابية إلى سلبية مرةً، ومرة أخرى من سلبية إلى إيجابية.

كانت النتيجة أن الطالبات أحببن شريكاتهن أكثر عندما انتقلت التعليقات من إيجابية إلى سلبية! ربما يوحي ذلك بشعور الاهتمام والاستحواذ، فعندما يهمّك شخص ما، تشعر أنك يجب أن تخبره حسناته ليزيدها، وسيئاته ليتجنبها، لذا، توقّف عن مدح الجميع!

كان لعالمة النفس سوزان فيسك (Susan Fiske) رأيًا هنا، واقترحت نموذجًا يغطي الصورة النمطية في العمل، مفادها أن الناس يحكمون على غيرهم في العمل بناءً على مدى لطفهم وكفاءتهم. أي إذا كان بإمكانك تصوير نفسك على أنك ودود وغير تنافسي في العمل، بل كُفُؤ فقط، وإذا كان لديك وضع تعليمي أو اقتصادي مميز، سيشعر الناس أنه يمكنهم الوثوق بك. حاول الوصول لهذه النقطة.

وفقًا لما يسمى “ظاهرة الخطأ المحرج Pratfall Effect”، وهي ظاهرة نفسية تنطوي على زيادة جاذبية الشخص الذي يُعدٌّ كفؤًا عندما يرتكب هذا الشخص حماقة، وانخفاض جاذبية الشخص غير الكفؤ إذا ارتكب حماقة ما. إذن سيحبك الناس أكثر إذا كنت كفؤا وارتكبت خطأ ما، فالكشف عن عدم المثالية – جميعنا غير مثاليين – يجعلك أكثر ارتباطًا بالأشخاص من حولك.

أكد هذا المفهوم الباحث إليوت أرونسون (Elliot Aronson)، الذي اكتشفه لأول مرة عندما درس كيفية تأثير الأخطاء البسيطة على الانجذاب المدرك، وأجرى اختبارًا على بعض الطلاب الذكور من جامعة مينيسوتا، طلب منهم الاستماع إلى أشرطة فيديو لطلابٍ آخرين يجرون مقابلات. كانت النتيجة أنهم صنّفوهم بدرجة أعلى من حيث الإعجاب عندما كان أداء الطلاب جيدًا في الاختبار ولكنهم أخطؤوا في نهايته، مقارنةً بدرجة الإعجاب عندما لم يخطؤوا نهائيًا أو عندما أخطؤوا في الاختبار كله. لا تخجل من عيوبك، بل اكشفها للجميع، فبذلك لن يستخدمها أحدٌ ضدك، ستحوّل نقاط ضعفك إلى قوة.

جِد نقاط تشابه بينك وبين من تريد أن يتودد لك، فوفقًا لدراسة كلاسيكية أجراها خبير علم النفس الاجتماعي ثيودور نيوكومب (Theodore Newcomb)، ينجذب الناس بشكل أكبر لمن يشبههم، ويُعرف ذلك بتأثير التشابه والجاذبية. في تجربته، وضع نيوكومب بعض رعاياه في منزل تابع لجامعة ميشيغان الأمريكية (University of Michigan)، ليعيشون فترة قصيرة معًا، وبحلول نهاية فترة إقامتهم سويًا، أحب هؤلاء شركائهم في المنزل ممن كان لديهم نفس الاهتمامات.

اقرأ أيضًا: تُعاني تجاهل الآخرين لك دائمًا.. مهلًا: قد تكون أنت السبب وليس الآخرون

اللمس اللاشعوري أو العرضي، ويحدث ذلك عندما تلمس شخص بخفة ومهارة بحيث بالكاد يلحظ لمستك، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك، النقر على الظهر، أو لمس الذراع، وهذا ما يجعل الشخص الآخر يشعر بدفء أكبر تجاهك.

أجريت دراسة في فرنسا وثّقها المؤلف ليونارد ملودينو (Leonard Mlodinow) في كتابه “لاشعوري: كيف يتحكم عقلك اللاواعي في سلوكك (Subliminal: How Your Unconscious Mind Rules Your Behavior)”، حيث وقف شبّان في زوايا الشوارع في فرنسا، وحاولوا التحدث إلى النساء المارّة، مرة بدون إجراء أي لمس ومرة بلمس ذراع النساء بخفة، وكانت النتيجة تحقيق ضعف معدل النجاح في إجراء محادثة عند لمس الذراع، مقارنةً بعدم فعل أي شيء على الإطلاق سوى الكلام.

في إحدى الدراسات، طُلب من 100 امرأة جامعية النظر في صور غيرهن في 4 وضعيات مختلفة، الابتسام مع جسد مرتاح مفتوح، الابتسام مع وضعية الجسد المغلق، وعدم الابتسام في كلتا الحالتين، وأشارت النتائج إلى أن النساء كُنّ محبوبات في وضع الابتسامة أكثر، بغض النظر عن وضعية الجسد. كما تقول دراسة أن الابتسام عند مقابلة شخص لأول مرة يساعد في أن يتذكرك لاحقًا. لذا ابتسم فالابتسامة عمل سهل بسيط يا صديقي.

يحب الناس أن ننظر إليهم بطريقة تتماشى مع معتقداتهم الخاصة عن أنفسهم، وهذا ما يسمى “نظرية التحقق الذاتي Verification Theory)”، فأعتقد أن جميعنا تقريبًا يسعى إلى الحصول على تأكيد على وجهة نظره، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

في سلسلة من الدراسات في جامعتي ستانفورد وأريزونا، عندما سُئل المشاركون عما إذا كانوا يريدون التفاعل مع الأشخاص الذين أعطوا انطباعات إيجابية أو سلبية عنهم، فكان الجواب هو تفضيل المشاركين ذوي وجهات النظر الذاتية الإيجابية لأولئك الذين أعربوا عن تقديرهم لها، بينما فضّل ذوو الآراء الذاتية السلبية النقّاد. ربما يحب الناس التفاعل مع الذين يقدمون لهم ملاحظات متوافقة مع هويّتهم الحقيقية، فهم بذلك يشعرون بفهمهم، هناك من يفهمهم، وهذه القضية ركيزة أساسية لاكتساب محبة الغير.

قد ترى أن هذه الطريقة غير ناجعة، فهو سرّك لن تقوله لأيًا كان لتكسب محبته، ولكن عزيزي، لست مضطرًا لقول سرّك الخفي جدًا، احفظ سرًا ليس خطيرًا معهم، فهو على جميع الأحوال أصبح سرًا بينك وبينهم، وستكسب محبتهم. قد يكون السر حيال علاقتك بأحد أفراد أسرتك، يوم من حياتك لا تفضّله، قد يكون ما هي الفوبيا التي تعاني منها؟!. أيٌّ شيء ليحتفظ به الطرف الآخر.

وفقًا لما يسمى “تأثير بجماليون (Pygmalion effect)”، وهي ظاهرة نفسية يرتفع فيها أداء الفرد بسبب توقعات الآخرين الإيجابية حوله، غالبًا، سيعاملك الناس بالطريقة التي ستُظهر لهم انت أنهم سيتصرفونها في المعاملة، وبالتالي ستجعلهم يتصرفون بطريقة تؤكد توقعاتك حتى لا يخيبّوا أملك. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما أحمق، فستتصرف معه بطريقة تثير سلوكيات متشنجة لديه، ومن جهة أخرى، إذا أظهرت لشخص ما أنه ودود، فتوقع أن يكون ودودًا ليثبت ذلك لك.

عرّف علماء النفس عن ظاهرة تسمى “الإعجاب المتبادل (Reciprocity of Liking)” وتصف الظاهرة ميلنا إلى الإعجاب بمن يُعجب بنا، واعتقد أن ذلك واضحًا في حياتنا الروتينية، تميل النفس لمن يحبّها، فأظهر لهم حبّك لتكسب حبّهم.

توصّلت بعض الأبحاث في جامعتي ولاية إلينوي وولاية كاليفورنيا (California And Illinois)، أنه وبغض النظر عما تفكر فيه في شريكك أو صديقك أو حبيبك حتى، فإن الشعور بأن هذا الشخص يمتلك حس الدعابة أمرٌ مهم جدًا، وغياب هذا العامل له تأثير سلبي. أعتقد أن ذلك واضح أيضًا، فجميعنا يميل إلى الاحتكاك بمن يضحكه، ويرسم البسمة على وجهه.

السماح لشخص بمشاركة قصة أو اثنتين عن حياته معك، بدلًا من الحديث عن نفسك، سيمنحه ذكريات أكثر إيجابية عن تفاعلك وسماعك له.

في إحدى الدراسات، طلب باحثو جامعة هارفارد من بعض المتطوعين المشاركة والجلوس في جهاز الرنين المغناطيسي، والرد على أسئلة تتعلق بهم أو بغيرهم، طبعًا كان على المشاركين إحضار صديق واحد أو أحد أفراد العائلة كجزء من الدراسة، وطُلب منه الجلوس جانبًا.

الاختبار يضم مشاركة رد فعل الشخص الذي داخل جهاز الرنين عند حديثه وسماع الصديق للحديث مرة، وعند إبقاء الكلام سرًا في المرة الأخرى. أظهرت نتائج الرنين أن مناطق الدماغ المرتبطة بالتحفيز والمكافأة كانت أكثر نشاطًا عندما كان المشاركون يشاركون كلامهم علنًا، أو حتى عندما كانوا يتحدثون عن أنفسهم بلا سماع احد. اتركهم يحدثونك عن أنفسهم.

اقرأ أيضًا:  سيكولوجية الفيسبوك: الأسباب التي تدفعنا لاستخدامه والنشر عليه والإعجاب بالمحتوى أو تجاهله