في جعبتي أشهر قصص الأطفال العربية!

تتردد مسميات كثيرة في الأذهان لا يمكن أن تُنسى على مر الزمان كتلك قصص الأطفال العربية التي سمعناها في طفولتنا، وقصصناها على أبنائِنا الآن، فكانت “في جعبتي حكاية” و”حكايات عالمية” ومسلسل الأطفال “كان يا ماكان” مدخلًا للكثير من أشهر قصص الأطفال العربية، التي تحمل في طياتها المغزى والفائدة. لا بد من الاعتراف بأنّ الشغف ينتابني للشروع في التطرق إلى أشهر قصص الأطفال العربية الآن بعد مرور سنين طويلة كنت قد شاهدتها عبر شاشة التلفاز، والآن أقدمها للقُرّاء عبر شاشة عالم الإبداع.

أصبحت سندريلا حُلمًا يرافق كل فتاة منذ الصغر؛ لما رسمته القصص ومسلسلات الكرتون لها من شخصية ذات أنوثة طاغية وأخلاق حسنة وجمال آسر، فهذه الشخصية الخيالية واحدة من أشهر الشخصيات، وأيقونات عالم قصص الأطفال المؤثرة شخصيات ديزني في طفولتنا، فحتى هذه اللحظة ما تزال في نفس كل منّا رغبةٌ في مشاهدة فيلم كرتوني أو قراءة قصة سندريلا، التي تعد من أشهر قصص الأطفال العربية. تجسد زوجة الأب في بداية الأحداث أقسى صور الظلم والإجحاف بحق سندريلا، لتحظى سندريلا بالجزاء الحسن والمكافأة الحسنة على ما صبرت عليه من ظلم وأذى، فتقدم هذه الفكرة أنّ لكل ظالم يوم ينال به عقابه وسينصر الله المظلوم، فترسم في ذهن الطفل صورةً جشعةً للظلم وصورةً جميلةً للصبر، وقدمت القصة مغزى عميق الأثر في نفس كل من سمع أو شاهد الأحداث عن كثب على هيئة تفاصيل حياة الطفلة سندريلا، التي عاشت في كنف زوجة أب ظالمة، فظهر في نهاية القصة إطارٌ بداخله أمل في تحقيق الأحلام حتى لو طال انتظارها، والصبر على المتاعب والألم.

أحدثت هذه الرواية العالمية الفرنسية الأصل ضجةً كبيرةً في بلادِ العرب، فبعد ترجمتها إلى اللغة العربية أحبها الأطفال جدًا، ورسّخت في أذهانهم الكثير من القيم والأخلاق السامية، التي لا بد أن يتحلى بها الإنسان، وتروي هذه القصة تفاصيل حياة شاب أحدب ذات مظهر قبيح وقع في عشق فتاة رائعة الجمال، التي ضحى بحياته من أجلها أكثر من مرة، ويذكر بأنّه كان يقيم بشكل دائم خلف أسوار الكاتدرائية تجنبًا لعدم إرعاب الآخرين من شكله، وكان هدفه في الحفاظ على حياة محبوبته أن يحافظ على الجمال الإنساني في هذا الكون وعدم حرمان الحياة منه، كما كان انعزاله في الكاتدرائية ناجمًا كردة فعل عن احتقار العالم الخارجي للقباحة الخارجية والظلم والعنف، ونظرًا للأهمية التي حظيت بها هذه القصة فقد تحوّلت إلى عددٍ من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وآخرها المسلسل السوري “جواد الليل” الذي جسد هذه القصة على شكل مسلسل.

مَن مِنا لم يحلم يومًا بأن يقطن بذلك المنزل الخشبي المخبَأ بين أغصان الشجرة؟! أذكر أنّني كنت أتمنى يومًا أن أسكن في منزل مثله فوق الأشجار، فقد كان توم سوير يعيش بمتعة لا مثيل لها بالعيش هناك، فمنذ الطفولة لم تلقَ أحداث هذه القصة أي انتقاد أو ملل، فقد حظيت بإعجاب ورواج كبير منذ أول دبلجة للغة العربية لها من قبل مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، ومن أبرز الشخصيات في القصة: توم سوير، وبيتر القط، وهاك وغيرهم الكثير.

تُرجمت قصة الذئب والخراف السبعة من اللغة الألمانية إلى العربية، فحققت نجاحًا في الوسط العربي بين صغار السن، وخاصةً ممن هم أقل من 6 سنوات، فتروي الأمهات والجدات هذه القصة للأطفال لغاية عدم الذهاب والاستماع للغرباء، فتتناول أحداث أم خرجت لجلب الطعام لأطفالها الخراف السبعة وحذرتهم من الذئب الماكر، ولم يستمعوا لكلام الأم ودفعوا الثمن غاليًا بأن أكل الذئب بعض الإخوة، وترك بعضهم لاختبائِهم في أماكن متفرقة من المنزل، وعادت الأم لتجد منزلها بحالٍ يرثى لها، فأنَّبت أطفالها وخرجت للحاق بالذئب فوجدته نائمًا عند النهر، فقصت بطنه وأخرجت صغارها وثقلته بالحجارة وعادت إلى المنزل، فتعلّم أولادها الدرس بألّا يستمعوا للغرباء.

أو كما عرفت أحيانًا بذات الرداء الأحمر، أصبحت هذه القصة تتردد على لسان جميع سكان الأرض دون مبالغة، فتُرجمت إلى كل لغات العالم لتصل إلى أقصى الأرض، ليظهر للجميع أنّ الذئب مخادع وكاذب. تبدأ الأحداث بعد أن طلبت الأم من ليلى أن ترسل الكعك إلى الجدة القاطنة في أحد أرجاء القرية، وحرصها لها من عدم الاستماع إلى الغرباء وخاصةً الذئب، فمضت ليلى في منحنيات الغابة وكان يتبعها الذئب ويترقب خطواتها، ففي نهاية المطاف تمكّن من الإيقاع بها والذهاب إلى منزل جدتها قبلها ليأكل الجدة المسكينة ويجلس في سريرها ينتظر قدوم ليلى ليأكلها هي الأُخرى، إلّا أنّ ليلى تمكّنت من كشف أمره عند وصولها، وأنقذها فلاحو القرية من بطشه، وأنقذوا جدتها بإخراجها من بطنه.

في القديم كنّا نشاهد برنامج حكايات ما أحلاها في كل حلقة قصة جديدة، فقد اخترت واحدةً من أشهر قصص الأطفال العربية والأكثر قربًا لقلبي، وهي قصة بائعة الكبريت:

لا يمكن حصر قصص الأطفال العربية الرائعة في مقالي هذا، لكن أستذكر أنّ كمًا ضخمًا من القصص كانت تتردد على مسامعنا، وبقينا نسمع بها حتى بلغنا رشدنا، ومنها أليس في بلاد العجائب، أنستازيا، علاء الدين والمصباح السحري، الراعي والذئب وغيرها الكثير، وأنتم أي أكثر قصص الأطفال العربية قد عاصرتموها في طفولتكم؟