تريند 🔥

📱هواتف

ليس مجرد شخصية خيالية.. تعرف على قصة فرانك فيجل الشخصية الحقيقة وراء باباي!

باباي- فرانك فيجل
صالح محمد
صالح محمد

5 د

على الرغم من أن العديد لم يلقاه، أصبح باباي بطل طفولة الملايين حول العالم، وهو بحار قوي بساعدين قويين منتفخين، عيون ضيقة ووجه مشدود، ويضع في فمه غليون لا يخرج منه ابدًا، مستعد دومًا للقتال بدلًا من النقاش، وحكمته دومًا “تناولوا السبانخ يا أطفال” وصديقته “زيتونة” التي تساعده ضد منافسه “بلوتو” الضخم.

قصة باباي والسبانخ

باباي يتناول السبانخ

البداية: لم يكن باباي محورها

يبدأ الأمر في عام 1919 عندما ابتكر رسام الكاريكاتير الأمريكي إي. سي. سيغار رسمته الشهيرة باباي البحار، بعد أن درس الرسم في كليفلاند وقام بتحويل الرسمة لشريطٍ فكاهي لينشره بصحيفة إيفنينج جورنال الأمريكية Evening Journal تحت عنوان “مسرح الكشتبان Thimble” وعلى الرغم من أن باباي لم يكن شخصية رئيسية فيه، إلا أنه كان أكثر الشخصيات جاذبية للجمهور ما جعل الصحيفة تغير اسم البرنامج لتضيف في نهايته جملة “بطولة باباي”.

قد يكون من المفاجئ لك أن البحار الكارتوني الذي كنت تتبعه في طفولتك مقتبس عن شخص واقعي!

كانت البيئة التي ولد بها سيغار، مبتكر باباي، وتحديدًا مدينة تشيستر الأمريكية، هي من خلقت معظم أعماله غالبًا، وهذا ما حدث مع شخصية باباي التي من الواضح أن سيغار اقتبسها من البطل المحلي فرانك فيجل المشاكس والذي كان معروفًا لدى سكان مدينته.


الاكتشاف المتأخر!

لم يُكتشف هذا الشبه الشديد بين فرانك وباباي إلا متُأخرًا، وتحديدًا عام 1979 عندما أصبح مُتشردًا، وإليكم قصته التي تتشابه كثيرًا مع قصة باباي: كان يعمل نادلًا ولكنه ترك عمله ليتسكع في المدينة وليصبح بطلًا محليًا، كان فرانك شهيرًا بقبضته (وكذلك باباي) القوية التي يستطيع بها هزيمة من يتحداه وكان، كما يروي ابن شقيقه كلايد فيجي، يرتدي القفازات قبل أي نِزال (تمامًا كقفازات باباي).

باباي وزيت الزيتون

باباي في رسم بدائي عام 1921 يقول على اليسار: أنا ذاهب الآن لأطلب من والد زيتونة الزواج من ابنته، وعلى اليمين أصوات ضرب

أثارت هذه القصة استغراب العديد من القراء ما جعل فريد غراندينيتي يؤلف كتابه الشهير عنه: باباي، تاريخ ثقافي مصور والذي يقص فيه الشبه الذي نجده من ملامح روكي في شخصية باباي.


روكي الصخري: شبيه باباي

كان يُعرف فيجل باسم “روكي (الصخري) Rocky” بسبب قوته الشديدة، ومن الواضح أن هذا الاسم قد أثار إعجاب سيغار ما جعله يستخدمه كثيرًا في أعماله.

من الواضح أن الرسام الصغير كان يتخذ باباي مثلًا أعلى له، ما جعله يرسمه تمامًا كما كان، كان فيجل بطلًا لقريته بينما كان هو شابٌ صغير، ولد فرانك عام 1868 بينما ولد سيغار بعام 1894، ويُقال دائمًا أن فرانك كان يساعد جميع أطفال القرية ويحبهم كلهم، وهذا يتشابه جدًا مع شخصية باباي التي رسمها لنا سيغار.

هل كان يعرف روكي أنه هو باباي؟ أو على الأقل أنه ملهم ليسغار؟ يقول البعض أنه علم ذلك بعد وفاة سيغار بسرطان الدم عام 1938 من إحدى الصحف التي أعادت نشر كل القصص المصورة التي نشرها سيغار. ولكن يروي مؤرخون آخرون أن سيغار كان دائم التواصل مع فرانك وكان يرسل له شيكات تعبر عن الشكر والعرفان عن نجاح الشخصية القائمة عليه، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على الرأيين، وفقًا لكتاب فنانو القصص المصورة في الصحف الأمريكية – Comic Strip Artists in American Newspapers لمويرا رينولدز فإن سيغار لم يعترف أبدًا بأن هناك مصدر إلهام للبحار بابابي.


هل باباي هو الشخصية الوحيدة التي عكست شخصيات من حي تشيستر

يبدو- في الواقع- أن فيجل وباباي لم يكونا الشخصية الأولى التي اقتبسها سيغار من حي تشيستر المحلي في أوائل القرن التاسع عشر، بل كانت العديد من قصصه تحكي أحداثًا حية بالحي، فمثلًا نشرت صحيفة النيويورك تايمز ملفًا أوضحت فيه التشابه الكبير من شخصية زيتونة (صديقة باباي المفضلة) ودورا باسكيل، والتي كانت تدير متجرًا في عهد فرانك، وهي تطابق مواصفات زيتونة بصورة عجيبه: نحيلة بشكل غير طبيعي، ترتدي لفافة في مؤخرة رقبتها، وطويلة.

يبدو كذلك أن ويمبي السمين العاشق للهامبرغر كان مستلهَمًا من ويليام شوشيرت، مدير الأوبرا بمدينة تشيستر، وكان سيغار يعمل معه لفترة من الوقت وعلم عن حبه غير المعهود للبيرغر.

مما لا شك فيه أن العديد من معارف روكي، أو فرانك فيجل علموا بأمر تشابهه الكبير مع باباي وإلهامهم لرسومات سيغار، يقول النقش الموجود على قبره بمقبرة سانت ماري الكاثوليكية بتشيستر:

هنا يرقد فرانك، الصخري، فيجل
ملهم شخصية باباي ملك البحار

فرانك فيجل

مقبرة فرانك فيجل الشخصية الحقيقة وراء باباي

وفوق النقش مباشرة نجد النسخة الأصلية لأولى للوحات باباي التي نُشرت عام 1929.


انتشارٌ عالمي

خلال فترة حياة كل من روكي وسيغار، كان باباي قد أصبح أكثر الشخصيات شهرة، لدرجة أن الكاريكاتيرات الخاصة بباباي كانت قد نُشرت في مئات الصحف حتى في خارج الولايات المتحدة الأمريكية مثل إيطاليا، التي عُرف فيها باسم Braccio di Ferro والذي يعني بالإيطالية “الذراع الحديدية”.

فرانك فيجل

كان فرانك واحدًا لإسرة من خمسة أطفال بولنديين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أسماءهم: آنا، بارتوميج، جوزيف، سيليا، وبالطبع فرانك، وفي الواقع لم يتبين حتى الآن اسما الأبوين، بينما فرانك فيجل يبدو أنه ليس اسمًا حقيقيًا، أو على الأقل فيجل، فهو يعني بالبولندية “الدعابة” أو “المزحة”، ومن الواضح أن أهل تشيستر قد أطلقوا هذا الاسم على فرانك لدعابته الحادة.


باباي والسبانخ

عندما أقول لك أن شخصية باباي قد رفعت من عائدات بيع السبانخ فأنا لا أمزح، وفق دراسة نشرت عام 2010، فإن الأطفال الذين شاهدوا رسومات باباي الكرتونية تناولوا كمًّا أكبر من الخضروات مثل السبانخ[i] وعلى الرغم من ذلك فإن حب باباي كان مبنيًا على خرافة علمية، وهي خرافة توصل لها أحد العلماء بالخطأ عندما قاس نسبة الحديد الموجودة في السبانخ وجعل النتيجة أكبر عشر مرات مما هي عليه.[ii]

مصادر

[i] Hewitt, Katie (August 16, 2010) How to win the kids v. veggies battle, Toronto Globe and Mail
[ii] Arbesman, Samuel (September 27, 2012). “Paradox of Hoaxes: How Errors Persist, Even When Corrected”. Wired magazine. Retrieved June 29, 2019.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.