كيف تسوق الشركات لمنتجاتها؟.. دور الشائعات في التسويق للمنتجات
6 د
كما هو العنوان، كيف تسوق الشركات الضخمة لمنتجاتها؟ في الواقع الإجابة بسيطة لكن تطبيقها ليس بالأمر السهل! تقوم بذلك عبر عدة مراحل متتالية ومتتابعة … لكن لحظه ألن نتعرف إلى التسويق وما هو التسويق أولاً؟
تعريف التسويق
الربحية خلال فترة مناسبة. ويمكن تعريف التسويق بفن البيع، إلا أن المبيعات هي جزء من العملية.
علينا أن نعلم أن التسويق ليس البيع وهو أيضاً ليس مجرد إعلان يُنشر في جريدة أو يعلق على حائط!
- التسويق لا يعني البريد المباشر.
- التسويق ليست بصناعة ترفيهية.
- التسويق ليس مسرحاً للفكاهة.
- التسويق لا يصنع المعجزات.
إن التسويق عبارة عن منظومه متكاملة ومتناسقة حتى نحصل على نتيجة جيده ومتميزة! إنه مزيج من أربعة أشياء تعرف بـ “ps 4” ليس جهاز البلايستيشن الجديد بالطبع ولكنها 4 أشياء تمتزج مع بعضها لتكون خطة تسويقيه جيدة:
المنتج
فهو باختصار الخدمة أو السلعة التي تقدم للعملاء وبدونها يستحيل التسويق فهي أساس الـ ps4! ويشمل إلى ذلك أيضاً على تحديد اسم السلعة والعلامة التجارية، والتي يجب أن تكون مقبولة وسهلة التذكر وبلون مرغوب وحجم وشكل طيب، وينبغي مراعاة أن يكون المنتج ذو مواصفات وجودة مقبولة لدى المستهلك وضمان جيد بما يعرف بالمزيج السلعي.
السعر
لا يمكن أن تباع بضاعة حتى لو كانت جيدة بدون أن يكون لها سعر جيد وكقاعدة عامة لا تباع البضاعة بأقل من سعر تكلفتها ولكن أحياناً كحيلة تسويقية يُلجأ إلى تقليل السعر إلى أقل من أسعار المنافسين حتى تباع البضاعه بشكل أسرع .. ومن الطرق التي يمكن اتباعها في تحديد السعر: التسعير على أساس التكلفة، والتسعير على أساس الطلب، والتسعير على أساس المنافسة، والتسعير على أساس المستهلك وهذا يعرف بالمزيج السعري.
التوزيع أو المكان
ويقصد به مكان تواجد السلعة أو بمعنى آخر أين يستطيع المستهلك أن يجد السلعة؟
الترويج
يعرف النشاط الترويجي على أنه نشاط الاتصال التسويقي الذي يهدف إلى إخبار أو إقناع أو تذكير الأفراد بقبول أو بإعادة الشراء أو بالتوصية أو باستخدام منتجاً أو خدمة.
أين كنا؟ آه نعم تقوم الشركات بالتسويق لمنتجاتها عبر عدة طرق ومن تلك الطرق صناعة الشائعات والتي تنتشر كالنار في الهشيم!
ولكن ما هي الإشاعة أو الشائعات؟
الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظناً منهم بصحتها. دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار.
وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها. في إحصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلنا من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من مُتاوتري المعلومة!
ولقد حاول كل من ألبورت وبوستمان أن يضعا قانوناً أساسياً للشائعة في شكل معادلة جبرية، ووصلا إلى أنه من الممكن وضع معادلة عن شدة الشائعة على النحو التالي: شدة الشائعة= الأهمية * الغموض
كيف يمكننا صنع شائعة ناجحة لمنتج ما؟
اولاً علينا أن نحدد ما هو المنتج؟ مثلاً جوال أو الثلاجة أو غسالة أو حتى ماكينة خياطة .. مالرابط بينهم؟!
وبعد أن نتعرف نوع المنتج ولنفرض أنه جوال، نبحث عن ما يجذب اهتمام الناس حوله هل هو شكله أو أنه التقنية والبرنامج الذي يشغله …
قبل عدة سنوات … وتحديداً في العام 2009 سمعنا في السعودية عن ماكينات خياطة بيعت بأكثر من ربع مليون ريال ولربما ما هو أكثر من ذلك وهي ليست إلا مجرد ماكينة خياطة عادية ولو بيعت قبل انتشار الشائعات حولها لما جلبت أكثر من 100 ريال فقط كأعلى تقدير!
الشائعة التي تسببت في بيعها بهذا السعر هي: أنه نوع من الماكينات القديمة تحوي عينات من الزئبق الاحمر المستخدم في القنابل النووية! وأيضاً في استخراج المعادن النفيسه كالذهب والألماس! أما عن طريقة التأكد عن أنه اذا ماكانت الماكينة تحتوي على زئبق أحمر أم لا هي أن تمرر جوالك النوكيا “أبو كشاف” تحت إبرة الماكينة فإذا ما اختفت أبراج الشبكة فاعلم أن تلك الماكينة هي صفقة العمر الجالبة للثروات! ولابد أن تتأكد قبل خروجك من السوق أنك حصلت على المكاينة الأصلية فلابد أن تكون مصنوعة في الفترة ما بين عام 1879 وحتى 1900 وأن تحمل الأرقام 28 و31 و22 وتكون صناعة يدوية … بمعنى آخر: خردة صدئة لاتعمل!
بالمناسبة لا يمكننا تأكيد وجود مادة الزئبق الأحمر من عدمه ولربما الأمر يتعلق بسياسات دول كالاتحاد السوفييتي! وهنالك برنامج أجرته قناة الجزيرة عنه بعنوان “سري للغاية” بإمكانكم البحث عنه في جوجل.
لنعد إلى الموضوع ..
يساهم الجو العام في جعل الشائعة جيدة أو سيئة ونقصد بالجو العام الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية أو الاجتماعية التي تصاحب إطلاق ذلك المنتج ولذلك تجد أن أغلى الإعلانات هي أثناء مباريات كرة القدم وفي كأس العالم تحديداً لأنها البطولة الأكثر مشاهدة عالمياً والأشهر تقريباً.
فتلاحظ في أغلب الإعلانات أنها تحوي في فحواها محتوى يتزامن مع الفعالية الكروية العالمية!
الآن أطلق العنان لخيالك
تخيل أنك مدير لإحدى الشركات العالمية المختصة بإنتاج الجوالات أو التطبيقات؛ ما الخطوة الأولى؟
حسناً فكر بالجو العام نحن الآن في الشتاء وتكثر الأمطار والسيول والثلوج أيضاً ويزداد الإقبال على شراء المدافئ والوقود و الحطب.
كيف يمكنني استغلالها في إنتاج شائعة تلقى رواجاً كبيراً؟
حسنا لنستغل الوضع ولنضع بعض الشائعات التي تناسب الوضع .. مثلاً، جوال جديد يصدر أشعة ضوء تساهم في التدفئه و التقليل من الشعور بالبرد! .. من يدري لعله يكون اختراعاً!
تطبيق جديد يشعرك بالدفء حتى لو كنت ترتدي ملابس صيفية أو ماذا عن تطبيق يشفي من أمراض الانفلونزا؟ جيدة صح؟
حسنا بعد ذلك قد تحتاج إلى وكالة أنباء أو حتى كاتب مشهور في تويتر مثلاً ليغرد بتلك الخزعبلات التي اخترعتها!
لكن قبل أن ننسى .. لا تزعبل أقصد لا تكتب شائعة إلا وفيها جزء من الحقيقه حتى يصدقها الناس.
المرحلة الثالثة
انشر المنتج سواء كان جوالاً أو تطبيق جوال بعدد محدود جداً وتعرف إلى ردود الفعل المبدئية ولا تنسَ أن تكون قد أضفت شيئاً من شائعاتك إليه أي حولت بعض الشائعات إلى حقيقة وبذلك تكسب ثقة الناس وأيضاً إذا ما كان لديهم أي انطباعات سيئة حول المنتج تكون تعرفت عليها وصار أمامك الوقت الكافي لكي تتلافى صدورها في الإصدار الرسمي والنهائي من المنتج ولكن تلن يمكننا في الفترة التي تسبق إصدار المنتج أن نرفع حماسة الجمهور وذلك بوضع بعض الفلفل والبهارات للمنتج؟ .. لماذا وُجدت الشائعات إذاً؟ هيا بنا لنؤلف بعضاً منها …
الجوال الجديد سيصدر بشاشة قياس 7 انش!
التطبيق سيصدر بـ7 لغات عالمية
لاحظ أن شائعات مرحلة ما قبل الإطلاق تكون أقرب للواقع مما يساعد على إطلاق مراجعات للجوال ومقارنات مع المنافسين .. ألم نطلق كميات بسيطة منه إلى السوق؟
ثم تحين مرحلة الحسم والدور النهائي .. وتكتظ المدرجات بالجماهير المشتعلة بالحماس والانبهار .. ياللهول! ما هذا المشهد نعم .. إنه نهاية الدوري ..احممم .. تخيلت نفسي معلقاً كروياً على مبارة نهائية! ولكن حينما تشاهد مهووسي التقنية وخصوصاً مشجعي أبل كيف يقفون طوابير طويلة قد تستمر إلى ساعات أو حتى أيام! لا تتعجب .. هناك سياسة تسويق جعلت من كل هؤلاء يقفون منتظرين إعلان نتيجه المباراة! أقصد فتح متجر أبل بمنتجه الجديد .. نشرت جوجل استطلاعاتها حول أكثر الاشياء التي بحث الناس عنها في محركها للبحث للعام 2013 فكان من بينها: أيفون 5s!
عزيزي القارئ إذا كنت من عشاق النجوم الثلاثة سامسونج فلن تحتاج إلى الوقوف ساعات طويلة فسامسونج ستصل إليك! فهي تعرف بأنها وحش التسويق الذي لايمكن كبحه أو ايقافه! بالنسبة لقطاع الجوالات مثلا فهي توفر جميع المقاسات والأحجام والأسعار بما يعرف بسياسة إغراق الأسواق أو التسونامي! فيستحيل عندها أن يخلو منزل من أحد أجهزتها …
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.