10خطوات لكسب ثقة أي شخص وفقًا لخبير سلوك في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI
6 د
لعل فيلم “Catch me if you can” واحدًا من أكثر الأفلام تشويقًا وغرابةً، والجدير بالذكر أنه مقتبسٌ عن قصةٍ حقيقية، حيث يقوم مراهقٌ محتال بمراوغة أهم ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.
يقوم ليوناردو ديكابريو (فرانك أبيغنايل) بانتحال عدة شخصيات فتارةً يكون مساعد طيار مدني، وتارة أخرى طبيب ليختفي ويظهر بدور المحامي، ويقوم بسرقة حوالي أكثر من مليوني دولار أمريكي عن طريق التزوير والتلاعب بالشيكات، وأخيرًا يتم القبض عليه من قبل توم هانكس (كارل هانراتي) والذي لعب دور محقق لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي. في مشهدٍ شهيرٍ يحتالُ فرانك (المجرم) على المحقق، واهمًا إياه أنه أحد عملاء الخدمة السرية ومكلفٌ أيضًا بملاحقة المحتال، ويفرُّ مرةً أخرى قبل أن يكتشف المحقق أمره.
في النهاية، وبعد إلقاء القبض على فرانك تم الحكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا، ليتم إقناعه من قبل المحقق أن يقضي بقية عقوبته بالعمل لصالح FBI، وجمعته مع المحقق لاحقًا علاقة صداقة وود.
وددت ذكر قصة الفيلم بإيجاز، لأبين أن ذلك المحتال كسب ثقة الجميع، ولم يكن ليتمكن من ذلك لولا امتلاكه مهارات وسلوكيات خاصةk أهّلته في النهاية لكسب ثقة المحقق الفيدرالي أيضًا! وأصبح زميله في العمل.
لتكسب ثقة الناس هذا لا يعني طبعًا أن تكون محتالًا، أو لصًّا، أو لك نوايا إجرامية..
بالاستناد إلى “روبن دريك” المسؤول السابق عن تحليل سلوك التجسس النخبوي التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي وصاحب كتاب “إنه ليس كل شيء عني”، وبعد جهدٍ حثيث وعملٍ دام حوالي 27 سنة في هذا المجال، يبين لنا أساليب وأدوات الاقتراب من شخصٍ وبناء علاقة ثقة معه.
بدايةً، لكسب ثقة أحدهم هناك شقان أساسيان، الأول: فهم تطلعات ورغبات الشخص الآخر وجعلها جزءًا لايتجزّأ من أولوياتك، حيث أن المماطلة والتسويف تزعزع الثقة؛ فالمطالب إذا ما أُجيبت بعد إلحاحٍ كبيرٍ تقلُّ في القيمة، ويفقد مانحها الفضل ويخسر متلقيها المتعة. الشق الثاني: عندما تكون شخصًا منفتحًا أي أنك تمتلك علاقات اجتماعية إيجابية، فإن دماغك سيثني عليك وتشعر بالرضا، عندما تكون قادرًا على التحدث إلى الناس ومشاركتهم آرائك وأهدافك، وعندما يتم قبولك على طبيعتك، شخصًا حقيقيًّا وغير مدّعٍ، ضع في حسبانك هذين المفهومين:
- حب الانتماء إلى مجموعات أو زمر.
- غريزة الإنسان القوية للبقاء.
بدمج هذين المفهومين، يمكن لك فهم طبيعة الشخص الآخر بشكلٍ أكبر.
بالعودة إلى كتاب “إنه ليس كل شيء عني”، إليك النصائح العشر الذهبية التي أثرانا بها روبن دريك لكسب ثقة الأشخاص الجدد:
اخلق ضوابط زمنيّة وهميَّة
في ظلّ زحمة الحياة وانشغال البشر الدائم بالعمل أو الدراسة أو تلبية حاجاتهم اليومية؛ فإن لدى الجميع رغبةً ملحّةً في الحفاظ على وقتهم من الضياع، يمكنك بواسطة مهارات كلامية بسيطة جعل الناس يشعرون بالراحة للتحدث معك، يمكنك إخبارهم أنك لن تستهلك الكثير من وقتهم بقولك مثلًا:
- لدي موعد مع الطبيب بعد عدة دقائق، هل أستطيع أن أعرف وجهة نظرك بموضوعٍ معين (وليكن مثلًا انقطاع خدمة الإنترنت في المدينة).
- إني ذاهبٌ لإحضار طفلي من المدرسة، بعد قليلٍ يحين موعد انصرافه، هل لي أن أسألك سؤالًا على عجالة؟
“تتمثل الخطوة الأولى في عملية تطوير علاقة رائعة وإجراء محادثات رائعة في السماح للشخص الآخر بمعرفة أن هناك نهاية تلوح في الأفق، وأنها قريبة حقًا.”.. روبن دريك
توقّع كل شيء، والأفضل أن تتوقع الأسوأ دومًا
لا بد أنه سبق لك أن دخلت في مناقشة أو حديثٍ مع أحدهم، وأفرطت في آمالك، وبعدها تلقيت صدمةً كبيرة وجررت خلفك أذيال الخيبة، في حين أنه كان للشخص الآخر مآرب خاصة لتواصله وحديثه معك. لدينا كلنا مصالحنا الخاصة وهذه ليست سمة سلبية، فالإنسان كائن اجتماعي وهو دومًا بحاجةٍ لأقرانه، لكن الأفضل لتعزيز ثقتنا مع الآخرين أن نزيح أحلامنا واهواءَنا ورغباتنا جانبًا، ريثما تعرفنا على الآخر بشكلٍ أفضل، لذا عليك بالصبر دومًا وعدم استباق النتائج.
كن مستمعًا ماهرًا
حاول ألا تهيمن على الحديث، دع الشخص الآخر يسرد قصته أو موضوعه بهدوءٍ دون أن تقاطعه، بذلك تستطيع أن تتذكر الكثير من التفاصيل التي يهتم من يروي قصته أن تكون مؤثرة. يمكنك بشكلٍ أو بآخر المحافظة على جعل الطرف الآخر مهمًا دون أن تخبره بذلك أو تقاطعه، يمكن لحركاتٍ لطيفة مثل تقديم المناديل أو بعض الضيافة أو تشغيل المكيّف أن تكون إيجابية ومهمة.
إيقاف مؤقت (pause) للأنا!
إنه لأمرٌ صعبٌ، وخاصةً عندما تكون شخصًا فاعلًا في المجتمع ولديك الكثير من التجارب لتتحدث عنها، لكن على رسلك، تمهل وضع في حسبانك أن كل محادثة تجريها هي فرصة لتعلم المزيد من التفاصيل في فن الحياة، وإيّاك أن تستخفّ بالآخرين، إنهم غالبًا ما سيدهشونك.
على العموم، درّب نفسك دومًا على التركيز على الآخرين وما يجول برأسهم من أفكارٍ وتطلعات، وخصيصًا عندما يتحدثون بزخمٍ من المشاعر عن موضوع ما يخصهم، إن حديثك عن نفسك لن يكون مهمًا أو محببًا لهم. عندما تستطيع التخلص من أناك، ستكون ملاذًا للأصدقاء والأقرباء الذين سيقصدونك للاستماع والفضفضة، دون إطلاق الأحكام عليهم.
مهارات التواصل غير اللفظية
كن مرنًا قليلًا، ولا تحاول أن تطيل التحديق في الشخص الآخر، ربّما تبدو فظًّا بعض الشّيء، كن مبتسماً وحاول ألا تقطّب حاجبيك؛ فالابتسامة دليل اللطف وتعطي شعورًا داخليًّا بالراحة والأمان، وهي من أهم أساليب التواصل غير اللفظية. عندما تقصد مكانًا معينًا وليكن مركز دفع الفواتير، ستذهب بشكلٍ لا إرادي إلى الكوة التي يكون موظفها مبتسمًا وتفضله على زميله في الكوة المجاورة إذا كان غير إيمائي أو متجهّمًا قليلًا. يقترح روبن دريك أسلوبًا غير لفظيّ بسيط ومحبَّب:
- أَمِل رأسك قليلًا إلى الجانب، لتفادي النظر بشكل مباشر إلى الآخرين.
- اترك مسافة أمان بينك وبين الآخرين حتى لا تقيّد حركتهم.
استخدم معدّل كلمات أقل
لا تكن ثرثارًا. على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن الذين يتحدثون بسرعة كبيرة هم أكثر صدقًا، إلا أن الغاية الأساسية عند مقابلة الأشخاص الجدد، جعلهم يشعرون بالارتياح لك، فاحرص أن تتكلم بهدوءٍ واتّزان، واترك فواصل زمنية بين كل فكرة وأخرى، حتى يتمكن الناس من فهمك مليًّا؛ فليس كل الناس بنفس السوية الإدراكية.
تخيّل معي أنك كنت مديرًا لشركة ما، وجاء إليك أحد الموظفين مشتكيًا على زميله، ومتحدّثًا بسرعة كبيرة، حتى إن كان محقًّا ربما سيشعرك ببعض التشويش، وتخيّل أيضًا أنك أرسلت فى طلب زميله لتتحقق من صحة المشكلة، وشرح لك الخلاف بهدوءٍ ورزانة، ربّما ستنحاز إليه أكثر.
كن ودودًا وعطوفًا وتحلّى بالعطاء
هناك بعض الطلبات والخدمات غير التعجيزية، يمكنك تقديمها لأقرانك، ويمكنهم تلبيتها لك. مثلًا يمكن لزميلك في الجامعة أن يطلب منك حجز مقعدٍ له في المحاضرة، إنه علق في زحمة المرور وسيتأخر قليلًا، وبالمقابل يمكنك أن تطلب من زميلتك في الجامعة إخبارك بأهم النقاط التي تحدث عنها أستاذ المادة لأنك اضطررت أن تتغيّب عن الفصل لظرفٍ طارئ. تلبية هذا النوع من الطلبات يمكن أن يخلق ثقةً مع الآخرين مقرونة بالودّ والامتنان.
اجعل أدوات الاستفهام مفتاحًا
حاول التركيز على الشخص الآخر، واستخدم الكلمات المفتاحية (أدوات الاستفهام) كوسيلة مساعدة، يمكنك أن ترسل بريدًا إلكترونيًّا إلى أحدهم وتستهله بها، مثلًا:
كيف حالك؟
هل حقًّا تمت ترقيتك؟ لقد أفرحني ذلك كثيرًا.
متى انتقلت إلى البلدة المجاورة؟
قدّم الهدايا
من منّا لايحب الهدايا، أغنياء كنّا أم فقراء. بمعرفة اهتمامات الشخص الآخر، يمكن لهدية بسيطة أو رمزية تقدمها له أن تخلق الكثير من الفرح لديه والثقة بك، لأنه سيشعر أنه شخصٌ مؤثرٌ، وسيميلُ إليك بثقةٍ كبيرة كونك مهتمٌّ به وبتفاصيله.
خطوة منك وخطوة منه
عندما يكون الشخص انطوائيًّا، أو خجولًا، يمكنك أن تشجعه على الحديث بذكر بعض تجاربك في نفس الموضوع الذي ترغبان في التحدث عنه، سيكون ذلك بمثابة جرعة من الطاقة له، وسرعان ماسيستجمع قواه وأفكاره ليواصل كلامه معك.
اقرأ أيضًا: كيف تتوقف عن القلق بشأن ما إذا كان الناس يحبونك أم لا
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.