قصة حقيقة: يوشي شيراتوري الرجل الياباني الذي هرب من السجن 4 مرات متتالية!
قيل “لا أحد يحب قيوده حتى لو كانت من ذهب”.. التحرر من القيود حلمٌ يلازم كل سجين؛ لكن يوشي شيراتوري لم يجعله حلمًا له إطلاقًا؛ بل جعله حقيقة وواقعًا 4 مرات متتالية، فقد كانت ملكة الدهاء في خدمته 4 مراتٍ متتالية حتى أصبح أيقونة الهروب من السجون. لم يكن عبدًا للذل والقيود؛ بل قاوم حتى حقق انتصاره على أقوى قضبان السجون، يوشي شيراتوري الرجل الياباني الذي هرب من السجن 4 مرات متتالية دون يأس.
يوشي شيراتوري مصارع القضبان
لم تثر تلك القضبان المدججة بالأقفال الرعب في نفس يوشي شيراتوري أبدًا؛ فكانت مصدر إلهامٍ وإيمانٍ بأنها الفيصل بينه وبين حريته؛ لذا كان يقدم على تنفيذ أدهى خطط الهروب ليتنفس الحرية، قيودٌ تبعث الحماس في نفسِ سجينٍ مقيم هناك خلف القضبان المترسة تمامًا، حماسٌ يخيب آمال الحكومة اليابانية في كلِ مرة. محاولةٌ تلو الأخرى من اليابان لسد الطرقِ أمام شيراتوري وتعزيز الحراسةِ عليه، لكن قوة حكومية بأكملها لم تجرؤ على مضاهاةِ الدهاء الذي يستوطن في أعماقِ يوشي شيراتوري الرجل الياباني الذي هرب من السجن 4 مرات متتالية بكل نجاح، بعيدًا عن مدى اعتباره تصرفٌ سليم أم لا؛ لكن ترفع القبعات أمام ذكاءٍ كهذا.
المحاولة الأولى: يوشي شيراتوري ..هاري هوديني الياباني
لم يبقَ هاري هوديني وحيدًا في ساحةِ فنون فك القيود والتخلص منها؛ فقد شغف يوشي شيراتوري بالوقوفِ إلى جواره حتى اتخذ لقب هاري هوديني الياباني. المحاولة الأولى جاءت جاءت من سجنِ أوموري، حيث وارى قضبانه بعد حكمٍ صدر بحقه بعد أن وجهت إليه أصابع الاتهام بارتكاب الجرائم والسرقة. بعد انقضاءِ ثلاث سنوات وظف ذكاءه فانتشل سلكًا قصيرًا من دلو الاستحمام الخشبي؛ حيث مدد هذا السلك وحطم الأقفال، سلكٌ صغير ينتصر على قيود الحكومة اليابانية بكل بساطة.
بعد مضي ثلاثة أيام وقع مجددًا بقبضة الشرطة؛ حتى يصدر الحكم بالمؤبد بحقه بعد توجيه تهمة سرقة إمدادات المستشفى والهروب من السجن. في عام 1942م نُقل يوشي شيراتوري الرجل الياباني الذي يعجز أي سجنٍ عن استيعابه، إلى سجن أكيتا ليمضي مدة الحكم هناك.
المحاولة الثانية: يوشي شيراتوري الرجل الياباني الهارب
لم تكن الجدران الملساء عائقًا أمام طموح يوشي في سجن أكيتا، محاولة حكومية جديدة في بثِّ اليأس في قلب يوشي شيراتوري الرجل الياباني الهارب؛ فقد أُدخل بين جدرانٍ ملساء للغاية يستحيل تسلقها لبلوغِ فتحة التهوية؛ لكن هذا الكلام بالنسبةِ لسجينٍ عادي رضي بالأمر الواقع، أما الباحث عن الحرية فلن يكون أمامه عوائق إطلاقًا؛ فقد كان الليل صديقه الذي يبعث في نفسه الأمل ليتسلق الجدران الملساء صعودًا وهبوطًا حتى تمكن من تبديد فتحة التهوية والخروج منها.
انكسرت القيود وأصبح يوشي حرًا طليقًا مجددًا؛ لكن للأسف خانه ذكاؤه هذه المرة، فقد وضع ثقته بغير أهلها وهو ضابط الشرطة، حيث توجه يوشي يلازمه التعب إلى منزل أحد ضباط الشرطة الذين عاملوه بإحسانٍ في سجن أوموري سابقًا؛ لكن الضابط أدى واجبه الوطني وسلمه للسلطات مجددًا حتى تبددت الثقة في نفس يوشي.
المحاولة الثالثة: حساء الميسو.. اليد اليمنى ليوشي
فكرة جديدة أضاءت في ذهن يوشي شيراتوري الرجل الياباني الهارب من السجن، لم يكن أمامه سوى حساء الميسو ليساعده في الهروب هذه المرة؛ فقد سلب ثقته من جميع البشر ووضعها في الحساء؛ لكن لحسن حظه أنه لم يغدر به!
المشهد: يوشي أسيرٌ مقيد في سجن أباشيري مجددًا في أحد المناطق النائية شمال هوكايدو، يجلس في سجن يحتضن أسوأ تصنيفات المجرمين على مستوى اليابان؛ جاء إلى هنا بفضل محاولاته الهروب من قضبان السجن مرتين سابقًا، في هذه المرة كان يبصق حساء الميسو على أطر البوابة الحديدية التي تفصله عن حريته، مما أفضى إلى تآكل الباب وإضعاف متانته تحت تأثير الرطوبة والأملاح، وقد تزامن ذلك مع زمن الحرب المندلعة في 26 آب عام 1944م؛ فقد استغنى عن كتفيه وأجبر نفسه على ضغط جسمه في إطارٍ معدني صغير للغاية، كما تسبب سكب حساء الميسو إلى انزلاقِ الحراس أرضًا.
مجددًا وللمرة الثالثة يوشي هارب من السجن؛ ويستيقظ أهالي المنطقة على نبأ هروب يوشي شيراتوري الرجل الياباني للمرة الثالثة في صفحات صحف هوكايدو شيمبون.
المحاولة الرابعة: النضال من أجل الحرية
أستذكر أمام ناظري أحداث المسلسل الأمريكي Prison Break ورحلة المعجزات للحصول على الحرية؛ القاسم المشترك الحرية، لكن الفرق يكمن أن يوشي شيراتوري كان حقًا مذنبًا ويستحق الجزاء والبقاء خلف القضبان؛ لكن الغريزة الإنسانية بالقتال لأجل الحرية كانت مهيمنة على الموقف، يوشي شيراتوري الرجل الياباني الذي هرب من السجون 4 مرات متتالية!
نحن الآن بصدد الحديث عن المرة الرابعة والأخيرة، مجددًا تهمة الفرار توجه إلى يوشي، أصدرت محكمة مقاطعة سابورو حكمًا صادمًا يتجسد بإعدام يوشي، كما كُلف ستة حراس مسلحين في مراقبته على مدار 24 ساعة، بالرغم من ذلك لم يكن الهروب صعبًا على متمرسٍ في ذلك، فقد صبت الحكومة اليابانية جل اهتمامها هذه المرة على فتحة التهوية في السقف؛ لكن الأرضية مهملة تمامًا.
وضع الحراس ثقتهم بهذه الزنزانة بأنها لن تمكن يوشي من الهرب، لذلك فقد أهملوا تقييد يديه؛ ففكك المسامير المثبتة على الأرضية الخشبية بطريقةٍ أو بأخرى متسللًا إلى حيث حريته، فعلًا تكللت المحاولة بالنجاح.
الحلقة الأخيرة: يوشي سجين اليأس والزنزانة دون هرب
تكللت المحاولة بالنجاح؛ وأصبح يوشي حرًا طليقًا يتنفس الصعداء أينما شاء، انقضى عام كامل من التواري عن أنظار الحكومة اليابانية؛ إلا أن ذكاء يوشي قد غدر به هذه المرة بعد أن تناول سيجارة من ضابط شرطي أجبرته على الاعتراف بكل شيء؛ فأقر بأنه محكوم هارب وتم تسليمه للسلطات، وصدر الحكم بحقه بواسطة المحكمة العليا في سابورو، وقد ألغي قرار الحكم بالإعدام نظرًا لعدم إلحاق الأذى والإساءة لحراس الزنزانة؛ فأمضى 20 عامًا في السجن في طوكيو حتى عام 1961م، وأفرج عنه لينتقل إلى محافظة أوموري مكملًا حياته هناك.
اقرأ أيضًا: أفضل روايات أدب السجون وأكثرها تأثيراً
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.