استخدام الكلور في التعقيم
يستخدم الكلور في التعقيم بكثرةٍ لسهولة تطبيقه وفعّاليته ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، ولثباته ورخص ثمنه نسبيًّا. استُخدام الكلور في العديد من التطبيقات كتعقيم مياه الشرب ومياه حمامات السباحة ومعالجة مياه الصرف، وتطهير المنازل وتبييض المنسوجات لأكثر من مائتي عام.
عندما اكتشف الكلور في 1774، لم يكن العلماء قد توصّلوا بعد إلى حقيقة أن بعض الكائنات الحية الدقيقة هي عواملُ ممرضةٌ، وفي القرن التاسع عشر بدأت تجربة استخدام الكلور كمطهرٍ.
في عام 1835 نصح الطبيب أوليفر ويندل هولمز القابلات أن يغسلن أيديهن بهيبوكلوريت الكالسيوم لمنع انتشار الحمى. لكن لم تُستخدم المطهرات على نطاقٍ واسعٍ، إلا بعد أن اكتشف لويس باستور أن الكائنات الحية الدقيقة لها القدرة على نقل أمراضٍ معينةٍ، وبذلك لعب الكلور دورًا مهمًّا في إطالة عمر الإنسان.
أهم أشكال الكلور المستخدمة
يدمج الكلور مع المركبات غير العضوية مثل الصوديوم أو الكالسيوم لإنتاج هيبوكلوريت، وهي مطهراتٌ فعّالةٌ للغاية. يكون الكلور الممزوج بالصوديوم على شكل سائلٍ يعرف باسم هيبوكلوريت الصوديوم NaOCl، أما الكلور الممزوج بالكالسيوم على شكل حبيباتٍ أو أقراصٍ ويسمى هيبوكلوريت الكالسيوم Ca (OCL) 2. وقد يتوفر الكلور أيضًا كثاني أكسيد الكلور (ClO2)، ولكن تبقى مركبات الهيبوكلوريت هي أكثر مركبات الكلور نشاطًا.
أهم مركبات الكلور المطهرة
- هيبوكلوريت الصوديوم يحوي 5% كلور.
- هيبوكلوريت الصوديوم يحوي 10-15% كلور.
- هيبوكلوريت الكالسيوم.
- ثنائي كلوروايزوسيانورات الصوديوم.
- أكسيد الكلور.
- كلوريد الصوديوم.
أهم تطبيقات الكلور في التعقيم
- تطهير أسطح العمل.
- تطهير الأواني الزجاجية الملوثة.
- التطهير السطحي للمعدات والأقفاص الثابتة أو المحمولة.
- معالجة السوائل للتخلص منها.
- حمام قدم قبل و / أو بعد دخول الحظائر.
- تساعد كلورة المياه في الحفاظ على مياه الشرب وحمامات السباحة آمنةً. فقبل أن تبدأ المدن في معالجة مياه الشرب بشكلٍ روتينيٍّ بمطهراتٍ تحتوي على الكلور، قضى آلاف الناس نحبهم سنويًّ بسبب الأمراض المنقولة بالماء كالكوليرا ، وحمى التيفوئيد، والزحار، والتهاب الكبد A، إلى جانب قتل الجراثيم الخطيرة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، يساعد الكلور في تقليل الطعوم والروائح الكريهة في الماء. ويقضي على العفن والطحالب التي تنمو بشكلٍ شائعٍ في خزانات إمدادات المياه، وعلى جدران أنابيب المياه وخزانات التخزين.
- كما ساعدت مطهرات مياه حمامات السباحة التي تحتوي على الكلور بالقضاء على مسببات الأمراض المنقولة بالماء، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراضٍ كالإسهال وعدوى أذن السباح والطفح الجلدي. .
آلية عمل الكلور كمعقم
يقتل الكلور العوامل الممرضة مثل البكتيريا والفيروسات عن طريق تحطيم الروابط الكيميائية في جزيئاتها. تقوم المطهرات المستخدمة لهذا الغرض والحاوية على الكلور بتبادل الذرات مع المركبات الأخرى (كالإنزيمات الموجودة في البكتيريا). عندما تتلامس الإنزيمات مع الكلور، يتم استبدال ذرةٍ واحدةٍ أو أكثر من ذرات الهيدروجين في الأنزيم بالكلور؛ مما يسبب تغير شكله بالكامل أو تحطمه، وعندما لا تعمل الأنزيمات بشكلٍ صحيحٍ، تموت الخلية أو البكتيريا.
أسباب فعالية الكلور في التعقيم
- وجود مواد عضوية: تقلل المواد العضوية من تأثير الكلور، ولذلك يجب استخدام الكلور على الأسطح النظيفة فقط، والتأكد من إزالة جميع بقايا المواد العضوية بما في ذلك الدهون والبروتين، قبل تطبيق الكلور كمطهرٍ.
- الرقم الهيدروجيني pH لمحلول الكلور: عند استخدام محاليل الكلور بنطاق pH من 6.5 إلى 7.0 يتحقق أفضل نشاط مضاد للميكروبات. عند قيم pH قريبة من 4 (الأوساط الحامضية) تكون محاليل هيبوكلوريت أكثر فعاليةً، ولكنها غير ثابتةٍ. عند قيم pH مرتفعة (الأوساط القلوية) تقل فعالية الكلور. في حال استخدام منظفٍ عالي القلوية لإزالة بقايا المواد العضوية، لا بد من التأكد من تنظيف الأسطح جيّدًا قبل تطبيق محلول الكلور لأن مخلفات المادة المنظفة القلوية تقلل من نشاط الكلور.
- درجة الحرارة: يزداد نشاط الكلور المضاد للميكروبات مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن عند درجات الحرارة المرتفعة قد تطلق مركبات الكلور غاز الكلور السام، كما تزداد احتمالية تآكل الأسطح أيضًا.
- التركيز: يزيد تركيز الكلور العالي من فعالية قتل الكائنات الحية الدقيقة، ومع ذلك، لا ينصح بتركيزات الكلور العالية لأنها يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة العمال. يوصى بتركيز الكلور من 50 إلى 200 ppm لتطهير الأسطح بما في ذلك الأواني والمعدات.
- زمن التماس: يزداد نشاط الكلور المبيد للجراثيم مع ازدياد زمن التماس. إذا كان محلول الكلور الذي تستخدمه لا يتجاوز تركيزه (200 ppm)، فلا حاجة لشطف السطح. في حالة استخدام محلول أقوى بتركيزٍ أعلى من (200 ppm)، اشطف السطح بالماء النظيف بعد بضع دقائقَ من التطبيق. لا تدع محلول الكلور يبقى على اتصالٍ مع المعدات لأكثر من 30 دقيقةً وإلا فقد يسبب تآكلها. .
بعض المحاذير الواجب مراعاتها عند استخدام الكلور في التعقيم
- لا يجب استخدام الكلور على الأجزاء المعدنية من أجهزة الطرد المركزي والآلات الأخرى التي تتعرض للضغط عند استخدامها.
- عدم القيام بتعقيم محاليل الكلور أو المواد المعالجة بها، حيث يمكن أن يتبخر الكلور المتبقي مما يؤدي إلى خطر استنشاقه.
- الكلور النقي سام وقد يسبب تهيج العينين والجلد والرئتين. من المفيد ارتداء نظاراتٍ واقية أو قفازاتٍ مطاطية أو مآزر أو ملابس واقية أخرى عند التعامل مع المحاليل غير المخففة..
- يجب توخي الحذر أيضًا عند استخدام مطهرات الكلور والتي يمكن أن تؤدي إلى تآكل أو إتلاف المعدن والمطاط والأسطح الحساسة الأخرى.
- هناك نوعان من مخاطر التعرض المهني المحتملة عند استخدام محاليل هيبوكلوريت: