استقلال مصر
قاد القائد الراحل جمال عبد الناصر مصر إلى الاستقلال الكامل لمصر سياسيًّا وجغرافيًا بعد ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو عام 1952 والتي تم إعلان مصر بعدها بلدًا مستقلًّا بنظام حكمٍ جمهوريٍّ.
خضعت مصر للكثير من المحتلين في القرون الأخيرة فاحتلَّها العثمانيون والفرنسيون وكان البريطانيون آخر محتلي مصر، فنشأت حركات المقاومة والثورات الكثيرة لمقاومة المحتلين على مر السنين والتي أنهكت الشعب المصري بسبب المطامع الكثيرة في مصر، من المطامع في النفوذ والسيطرة، إلى الموقع الجغرافي المميز، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لاحتلال قناة السويس ممَّا يوفر الكثر على السفن التجارية ويختصر الزمن والمال اللازمين للوصول إلى البحر الأحمر.
الاحتلال العثماني لمصر
كان العثمانيون أول محتلِّي مصر، ضمن حملتهم لاحتلال البلدان العربية والتي شملت الدول العربية في قارة آسيا وشبه الجزيرة ومصر؛ إذ كانت هناك قوتان متصارعتان على النفوذ في المنطقة هي دولة الشيعة في إيران، والدولة العثمانيَّة في الأناضول، أمَّا المماليك حكام مصر وقتها فكانوا يميلون إلى العثمانيِّين، ممَّا سهل على العثمانيين الوصول إلى مصر واحتلالها.
تحركت جيوش العثمانيين باتجاه مصر، وواجهوا جيش المماليك في معركةٍ غير متكافئةٍ، لأن معركة مرج دابق كانت قد أنهكت جيوش المماليك ممَّا سهل المهمة على الأتراك، ليدخلوا القاهرة ويحتلوا مصر عام 1517 م.
اتسمت مرحلة الحكم العثماني لمصر بَتكريس الجهل والتخلف وخلق الفتن وتقسيم الشعب، وهذا هو ما خلفه الاحتلال العثماني لجميع الدول التي احتلها، واستمر الحكم العثماني حتى وصول الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت إلى مصر.
الحملة الفرنسية على مصر
انتقل النزاع بين انجلترا وفرنسا من الصراع على الأراضي الأوروبية إلى النزاع على النفوذ في الشرق الأوسط، وكان العثمانيين والإنجليز على وفاق، فيمكن اعتبار مصر تابعة سياسيًّا بشكلٍ أو بآخر لبريطانيا، لذلك قاد نابليون الحملة الفرنسيَّة على مصر لتثبيت قدمهم فيها وتوجيه ضربةً للإنجليز.
بدأت الحملة عام 1798، حيث نزل الجيش الفرنسي في الإسكندرية وسيطر لاحقًا على كامل أرجاء مِصر، ولكن نابليون لم يكتفي بمصر فزحف بجيشه إلى بلاد الشام، وحقق عدة انتصاراتٍ، في طريقه وأول خسارةً له كانت في عكا، فقد حاصر عكا دون جدوى وعاد بعدها إلى مصر، بعدها بسبب المشاكل الفرنسية الداخليَّة عاد نابليون سرًا إلى مصر لتنتهي بذلك الحملة وينتهي احتلال فرنسا لمصر عام 1801 م .
الأسرة العلوية في مصر 1805-1953
بدأ حكم الأسرة العلوية في مصر بحكم محمد علي باشا لها تحت سلطة الاحتلال العثماني بالاسم، لكن محمد علي كان يتدبر جميع أمورها دون أن يتدخل السلطان العثماني، توفي محمد علي باشا عام 1849 ليتولَّى الحكم من بعده ولده إبراهيم ومن ثم إسماعيل الذي كرَّس جهده للاستقلال بمصر عن العثمانيِّين ولكن هذا لم يحصل بشكلٍ كاملٍ حتى عام 1914.
شهدت مِصر في عهد حكام الأسرة العلوية ازدهارًا في شتى المجالات كإنشاء شبكة الطرق الحديديَّة والتطوُّرات العمرانيَّة والمشاريع الاستراتيجيَّة التي كان أبرزها قناة السويس التي تربط البحر المتوسط بالأحمر، فتختصر الطريق على السفن الأوروبيَّة المتنقلة بين الهند وأوروبا للتجارة، هذا الإنجاز زاد أهمية مصر الاستراتيجيَّة، وزاد النزاع عليها لتقوم بريطانيا باحتلالها عام 1914، ولكن الأسرة العلوية بقيت في الحكم، فكان الحاكم الأول في فترة الاحتلال البريطاني السلطان حسين كامل، ومن بعده حكم فؤاد الأول حتى عام 1922.
أصدرت بريطانيا تصريح 28 فبراير 1922، وهو تصريحٌ من طرفٍ واحدٍ، أصدرته بريطانيا لتعلن فيه مصر دولةً مستقلةً ذات سيادةٍ، لتبدأ بذلك فترة المملكة المصريَّة، ولكن استقلال مصر كان جزئيٍّ؛ فقد وضعت بريطانيا العديد من الشروط في الاتفاق للإبقاء على مصالحها في مصر، فكان لها حق تأمين مواصلاتها البريَّة والبحريَّة في مصر، الإبقاء على احتلال السودان دون سحب القوات المصرية منه، وغير ذلك من الشروط التي ترهن مصر بمصالح بريطانيا، ممَّا يجعل مصر مستقلَّةً اسميًّا فقط.
حكم المملكة المصرية ثلاثة ملوكٍ هم فؤاد الأول وفاروق الأول وأحمد فؤاد الثاني الذي كان آخر الملوك حيث قامت ثورة الضباط الأحرار التي أطاحت بملكه وبالنظام الملكي ككلٍ.
ثورة الضباط الأحرار واستقلال مصر 1952
ساد الفساد في عهد الملك فاروق وزاد الأمر سوءًا نكبة 1948 والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبدأت الحركات الوطنيَّة المعارضة لحكمه، فتنازل عن الملك لصالح أحمد فؤاد الذي كان ما يزال رضيعًا، بينما كان الحكم الفعلي بيد الضباط مع استمرار النظام الملكي في مِصر، لكن الأمر لم يبقى على هذه الحال؛ إذ قاد محمد نجيب وجمال عبد الناصر ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952م التي أطاحت بالنظام الملكي وأعلنت مِصر دولةً مستقلَّةً بشكلٍ كاملٍ عام 1953.