الامبراطورية الرومانية
الديانة في الامبراطورية الرومانية
كانت الديانات الشائعة في المجتمع الروماني هي الوثنية بالإضافة إلى تأصيل فكرة تقديس الإمبراطور الحاكم، كما كان هناك أقليةٌ يتبعون الديانة اليهودية.
كان الرومان ينظرون إلى المسيحية على أنها فرعٌ من فروع اليهودية، ولم يكن يؤمن بها إلا أقلية من اليهود، ولم تتنشر الديانة المسيحية بين الرومان أنفسهم إلا بعد أن قام أتباع المسيح بنشرها بينهم فيما بعد.
انتشار المسيحية وسط الرومان كان يهدد مكانة الإمبراطور الحاكم ومسألة تقديسه مما جعل الأباطرة يقومون باضطهاد أوائل المسيحيين اضطهادًا شديدًا، وكان ذلك في القرن الأول والثاني الميلادي وبلغ هذا الاضطهاد ذروته في عهد الإمبراطورين " نيرون ودقلديانوس".
انتهت أزمة اضطهاد المسيحيين مع تولي قسطنطين الكبير الحكم، كان ذلك في عام 306 للميلاد.
في عام 347 للميلاد أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية وأصبح هناك اضطهادٌ واضحٌ لباقي الديانات المغايرة.
حدود الامبراطورية الرومانيّة
اتسعت حدود الامبراطورية الرومانية في عام 117 ميلاديًا- بعهد الإمبراطور تراجان- اتساعًا لم يسبق له مثيلٌ من قبل ولم تُحدثه من بعدٍ، فاشتملت على بلاد فارس وامتدت حتى بريطانيا، فضمت شرق وغرب وجنوب أوروبا وبلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا ومصر.
ما قبل انقسام الامبراطورية الرومانيّة
خلال القرن الثالث الميلادي زادت قوة الفرس ودخلوا في صراعاتٍ مع الامبراطورية الرومانية، واستطاعوا أن يسجلوا انتصاراتٍ فاستولوا على بلاد الرافدين وأرمينيا، كما ظهرت أزمةٌ أخرى وهي انتشار مرض الطاعون الذي قتل عشرات الآلاف من أبناء الامبراطورية الرومانية، فساءت أوضاع البلاد خاصةً مع اتساع رقعة الامبراطورية.
انقسام الامبراطورية الرومانية
استمرت البلاد في حالةٍ من الفوضى والصراعات وذلك بالأخص بعدما فكر الامبراطور دقلديانوس في تقسيم البلاد إلى جزئين وتحويل نظام إدارتها إلى حكمٍ رباعيٍّ أي أن تُحكم من قِبل إمبراطورين ومساعدين اثنين لكل واحدٍ منهما، فشلت الفكرة وساءت الأوضاع أكثر، حتى أتى واحدٌ من أهم أباطرة الرومان في عام 306 للميلاد وهو قسطنطين الكبير.
استطاع قسطنطين الكبير أن يلملم أشتات الامبراطورية الرومانية ونقل العاصمة إلى مدينةٍ بيزنطة التي سُميت فيما بعد باسم القسطنطينية نسبةً لاسمه، كما استطاع إنهاء عصر اضطهاد المسيحيين واعتنق هو بنفسه الديانة المسيحية وأدرجها واحدةً من ضمن ديانات الدولة رسميًّا.
في عام 347 للميلاد تولى حكم الامبراطورية الرومانية "ثيوديسيوس" والذي قام بإدراج الديانة المسيحية كديانةٍ رسميةٍ للدولة وأعلن الحرب على باقي الديانات واضطهدهم جميعًا؛ فأغلق المعابد وجرّم ممارسة الشعائر القديمة وأحرق العديد من الكتب المتواجدة في مكتبة الإسكندرية كما قام لأول مرةٍ بمنع إقامة الألعاب الأولمبية.
انقسمت الامبراطورية الرومانية انفصالًا نهائيًّا في عهده، فباتت إمبراطورية الشرق وعاصمتها القسطنطينية ولغتها اليونانية ومذهبها المسيحي الأرثوذوكسي، وإمبراطورية الغرب وعاصمتها روما ولغتها اللاتينية ومذهبها المسيحي الكاثوليكي.
سقوط الامبراطورية الرومانية
مع حلول القرن الخامس كانت الامبراطورية الرومانية الغربية قد بدأت بالضعف مع ظهور بعض قبائل البربر التي عاشت في الأرض فسادًا فغزت ونهبت أراضي من الدولة، وذاع صيتها وأصبح لها اليد العليا في البلاد، وسقطت الامبراطورية الرومانية الغربية تمامًا عام 476 للميلاد على يد ملكٍ جرمانيٍّ من البربر يُدعى أودواكر.
بينما بقيت الامبراطورية الرومانية الشرقية المعروفة بالبيزنطية صامدةً ألف عام بعد سقوط نظيرتها الغربية، وقد دخلت في حروبٍ كثيرةٍ مع الفرس والعرب والبلغار والروس، وحققت انتصاراتٍ وهزائمَ حتى سقطت نهائيًّا على يد السلطان العثماني محمد الفاتح في عام 1453 للميلاد.
وبذلك تنتهي أسطورة الامبراطورية الرومانية فقد سقطت بشقيها الغربي والشرقي، واتخذ محمد الفاتح من مدينة القسطنطينية عاصمةً للدولة العثمانية بعد أن حول اسمها إلى إسطنبول.
تراث الامبراطورية الرومانية
تركت الامبراطورية الرومانية بصمتها التراثية في حياة القدماء وبقيت حتى يومنا هذا، فبرعت في فنون العمارة والنحت، واشتهرت ببناء المسارح والمعابد الضخمة، وسجلت تطوراتٍ هامةً في الطب والقانون، وكان لها يدٌ عليا في تحسين الطرق وهياكل المباني وشق قنوات المياه وإحداث تطويراتٍ في السباكة المتعلقة بها، كما أن التقويم الميلادي المستخدم في الغرب مستمدٌ واقعيًا من الامبراطورية الرومانية، وهو الذي أنشأه يوليوس قيصر، فأسماء أيام الأسبوع وشهور السنة الميلادية يعود أصلها إلى روما.