الدب القطبي

مرام سليمان
مرام سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تعيش حيوانات الدب القطبي في القطب الشمالي، وهي سباحةٌ قويةٌ تسبح في المياه الساحلية لتلك المنطقة وتتنقل على الصفائح الجليدية، وقد تشاهَد بعض الدببة القطبية تسبح على بعد أميالٍ من اليابسة والتي غالبًا ما تكون قد وصلت ذاك العمق بالطفو فوق الصفائح الجليدية، وسنتحدث عن هذه الكائنات أكثر في مقالنا هذا.


مظهر الدب القطبي


الشكل الخارجي

الدببة القطبية حيواناتٌ كبيرةٌ ضخمةُ الجسم ذات رقبةٍ طويلةٍ ورأسٍ صغيرٍ نسبيًّا وأذنين صغيرتين ومدورتين. تبدو الدببة القطبية بيضاء اللون، لكن شعرها في الحقيقة شفاف اللون يكتسب لونه الأبيض من انكسار الضوء عبر خيوطه، وتصبح هذه الدببة في الصيف ذات لون أصفر بسبب الأكسدة، كما يمكن أن تبدو بنيةً أو رماديةً تبعًا للوقت من السنة وظروف الإضاءة، وتبقى هذه الدببة دافئةً بسبب جلودها ذات اللون الأسود والتي تمتص حرارة الشمس.

توجد طبقةٌ عازلةٌ من الدهون تحت الجلد ويكسو باطن أقدامها العريضة الشعر لتأمين العزل والحماية وتسهيل حركتها عبر الجليد، كما يحميها من الانزلاق إضافةً إلى ذلك وجود بعض البقع الجلدية على باطن الأقدام. أما مخالبها فهي حادةٌ قويةٌ تمكنها من السحب والحفر في الجليد وقتل الفريسة.


الوزن والطول

على الرغم من شكلها المحبب إلا أن الدببة القطبية صيادةٌ شرسةٌ، وهي أكبر اللواحم بين حيوانات اليابسة، وأكبر أنواع الدببة، ويتراوح وزن الدب القطبي البالغ بين 351 كغ و544 كغ، وقد بلغ وزن أكبر الدببة القطبية التي تم تسجيلها 1000 كغ، أما الإناث فهي أقل وزنًا من الذكور، وتتراوح بين 50 كغ و295 كغ. يبلغ طول هذه الحيوانات 1 م إلى 1.5 م، وعادةً ما يتم قياس الطول حسب ارتفاع الكتف عندما يكون الدب واقفًا على قوائمه الأربعة، أما عند الوقوف على الساقين الخلفيتين فيمكن أن يصل طول الدب القطبي البالغ إلى أكثر من 3م، وقد تبلغ المسافة بين الرأس والأرداف 2.5 م، ويتراوح طول الذيل بين 7.5 سم و12.5 سم.


الصيد والغذاء عند الدب القطبي

إن الغذاء المفضل للدب القطبي هو الفقمة، ويبحث عنه في أماكن الجليد المتصدعة حيث يمكن أن تخرج منها الفقمة إلى السطح لتتنفس، كما أنها تراقب بحذرٍ حواف للجليد وحفر التنفس، وإذا حالفها الحظ فإنها ستحظى بجثث حيواناتٍ ميتةٍ كالحيتان. يقضي الدب القطبي أكثر من نصف وقته في الصيد، وتعتمد كمية الصيد على الوقت من السنة وعلى عواملَ متغيرةٍ أخرى، ويتركز غذاؤه على الفقمات المحلّقة والفقمات الملتحية لأنه يحتاج إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون ليحيا.

إذا توافر الغذاء بكثرةٍ، تتغذى الدببة القطبية على شحوم الفقمة فقط وتساعدها هذه الوجبة الغنية بالسعرات الحرارية على تخزين الدهون مما يحافظ على صحة الدببة، ويحفظ درجة حرارة جسمها، فهي تحتاج يوميًّا إلى 2 كغ من الدهون.، لكن إن لم تجد الدببة فقماتٍ لاصطيادها، فإنها مستعدةٌ لتناول أي شيءٍ تجده كالأسماك والبيوض والنباتات وأيائل الرنة والقوارض والطيور والثمار اللبية وفضلات البشر.


تكاثر الدبب القطبية

تتزاوج الدببة القطبية في الربيع، ويستمر الحمل من 195 إلى 256 يومًا، وتلد في الشتاء، وغالبًا تلد توأمًا، وتتخذ الأنثى لنفسها ملجأ آمنًا يقيها من مخاطر القطب الشمالي ويعزلها عنها وذلك بالحفر عميقًا في الثلج. تبقى الدياسم الصغيرة تحت رعاية الأم إلى أن تبلغ 28 شهرًا لتتعلم مهارات النجاة في تلك المناطق، وتستميت الإناث في الدفاع عن صغارها دون أن تلقى أي مساعدةٍ من الذكر.

تكون إناث الدب القطبي قادرةً على التزاوج بين أربع وثماني سنواتٍ، وتصبح الذكور بالغةً في نفس عمر الإناث إلا أنها تبدأ بالتزاوج بعدها بعدة سنواتٍ، ويبلغ متوسط عمرها في البرية 25 إلى 30 عامًا، أما تلك الموجودة في المحميات فقد عاشت أكثر من 35 عامًا.


مخاطر تهدد حياة الدبب القطبية

  • تغيرات المناخ: يعتبر فقدان جليد البحار المتجمدة من أكبر المخاطر التي تهددها لأنها تتخذها منصةً للصيد والاستراحة والتكاثر، وبذلك فقد سبب ارتفاع درجات الحرارة ذوبان الجليد مما اضطرها إلى الانتقال إلى مسافاتٍ أعمق، وقد تتجه الدببة إلى المناطق الشاطئية إلى حين تجمد الجليد مرةً أخرى، مما يمكن أن يسبب نقصًا في التغذية.
  • الاحتكاك مع البشر: حيث يجبر تغير المناخ الدببة على الانتقال إلى الشواطئ، فتصبح على اتصالٍ مباشرٍ مع المجتمعات البشرية في تلك المناطق مما قد يأتي بنتائجَ كارثيةٍ لكلا الطرفين.
  • الحركة الصناعية: إن منطقة التطوير الصناعي في القطب الشمالي محدودةٌ على اليابسة، وقد سمح ذوبان الجليد بتوسيع مناطق هذه الأعمال في البر والبحر، كما سبب ذلك قضاء الدب القطبي وقتًا أطول على اليابسة، ومن المتوقع أن تؤثر العمليات الصناعية النفطية البعيدة عن الشاطئ هناك على الدببة القطبية وعلى موطنها على النحو التالي:
    • إن للنفط المتسرب تأثيرًا قاتلًا على الدببة.
    • يمكن للتسرب النفطي أن يؤثر على كامل السلسة الغذائية.
    • سينتقل هذا التسرب إلى مناطقَ أخرى ليترك آثارًا مدمرةً، كما أن حركة السفن تشكل خطرًا على الدببة القطبية.
  • الصيد الجائر: توجد مراقبةٌ شديدةٌ للدببة القطبية في العديد من المناطق القطبية، لكن مناطق أخرى تشهد حالات صيدٍ غير قانونيٍّ تؤثر سلبًا على أعداد الدبب القطبية.
هل أعجبك المقال؟