المستودعات الرقمية والفرق بينها وبين المكتبات الرقمية

المستودعات الرقمية والفرق بينها وبين المكتبات الرقمية
تمام حسين طعمة
تمام حسين طعمة

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

ظهرت فكرة المستودعات الرقمية في العصر الحديث كبديل عن المكتبات التي كانت تضم مختلف أنواع العلوم بأحجام هائلة من المعلومات، وهذا المقال سوف يتحدث عن مفهوم المستودعات الرقمية وأنواعها ومزاياها وعيوبها وأهم خصائصها.


مفهوم المستودعات الرقمية

 تعدُّ المستودعات الرقمية وسيلة من أجل تخزين وحفظ وإدارة المعلومات والبيانات، وتوفيرها حتى تصبح متاحة بشكل رقمي، ويمكن أن تكون بعدة أشكال مثل النصوص والصور والفيديوهات والأفلام، ويمكن الحصول عليها من خلال الشبكات المحلية والدولية باستخدام الحواسيب، وهي أيضًا مجموعة من الوثائق الإلكترونية، والتي يجري تنظيمها بشكل معين من أجل تحقيق هدف ما ومن أجل سهولة الوصول إليها لاحقًا، وقد تشمل تلك البيانات مقالات وأوراق مؤتمرات ومجلات وفصول كتب وأبحاث علمية وغيرها، وتعد المستودعات من أنواع أنظمة إدارة المحتوى العلمي، إذ تجمع الأصول الفكرية للمؤسسات وتسمح باستخدامها لدعم الأنشطة المتعلقة بذلك.

اقرأ أيضًا: كمبيوتر الكل في واحد .. مميزاته وعيوبه.


أنواع المستودعات الرقمية

توجد أنواع عديدة للمستودعات الرقمية، كل منها يختص بمجال معين، وفيما يأتي تفصيلها:

  • المستودعات المؤسساتية: تتبع هذه المستودعات للمعاهد والجامعات والمؤسسات البحثية والتعليمية عمومًا، وتستقطب الإنتاجات الفكرية ليستفيد منه من هم داخل أو خارج المؤسسة.
  • المستودعات التخصصية: وهي نفسها المستودعات الموضوعية، وتكون مخصصة لنوع واحد من العلوم أو في عدة مجالات أيضًأ، ويتم إيداع الأعمال والأبحاث فيها من قبل الباحثين طواعية أو من المؤسسات على مستوى العالم.
  • مستودعات حسب المجال: وهي أيضًا تعتمد على مجال المادة مثل تقنيات علم الأحياء أو الرياضيات أو الفيزياء وغيرها.
  • مستودعات حسب نوع المحتوى: تعتمد على نوعية الملفات أو البيانات التي تخزنها إما مقالات أو كتب أو رسائل جامعية وغير ذلك.

 مزايا المستودعات الرقمية

توفر المستودعات الرقمية مزايا عديدة لمختلف الأطراف المشاركة فيها، وفيما يأتي تفصيل ذلك لكل من الأطراف المستفيدة:


المزايا بالنسبة للباحثين

يعد الباحثون الطرف الأكثر تحقيقًا للفائدة من المستودعات الرقمية، وفيما يأتي أهم المزايا بالنسبة لهم:

  • أرشفة الإنتاجات الفكرية وسهولة الوصول إلى المعلومات وتحقيق معدلات أعلى في الاطلاع والبحث عن المعلومات.
  • المساعدة في التواصل مع بقية الزملاء، والتعرف على نتائج الأبحاث الجديدة التي ينشرونها، والاطلاع على التراكم المعرفي لهم.
  • مساعدتهم في إدارة ما تطلبه الجهات الممولة للأبحاث عن طريق إتاحة المستودعات الرقمية.
  • اعتبارها كوسيط في كثير من الاستخدامات فيما يتعلق بالأبحاث والمحاضرات والبيانات.

المزايا بالنسبة للمؤسسات

تحقق المؤسسات العلمية العديد من المزايا من المستودعات الرقمية، وفيما يأتي أهمها:

  • نهضة المؤسسة وارتقاء مكانتها من خلال كثرة الاطلاع على محتوى المستودع الرقمي الذي تخزن فيه إنتاجاتها.
  • حفظ السجل العلمي الخاص بالمؤسسة، واعتبار المستودع الرقمي سجل دائم لمختلف جوانب الحياة الفكرية والثقافية في المؤسسة.
  • دعاية وتسويق للمؤسسة من خلال المستودعات الرقمية.
  • استقطاب الإنتاجات الفكرية الرمادية وهو أحد الإنتاجات الفكرية العالمية.

المزايا بالنسبة للمكتبات

توفر المستودعات عدة مزايا للمكتبات أهمها:


عيوب المستودعات الرقمية

رغم كثرة المزايا التي توفرها المستودعات الرقمية إلا أن لها بعض العيوب والصعوبات التي يواجهها بعض المستخدمين، وفيما يأتي بيانها:

  • مشاركة المودعين والباحثين في إيداع أعمالهم في المستودعات قد تسبب إعاقة نشر تلك الأعمال في دور النشر العلمية.
  • خوف العملاء من سرقة أعمالهم العلمية أو انتحالها بأسوأ الأحوال.
  • العبء المتشكل من إرسال البحوث العلمية إلى المستودعات من قبل الباحثين والأكاديميين.
  • خوف وقوع تعدي على اتفاقيات وحقوق الناشرين، وقد يكون سبب ذلك عدم الوعي الكامل حول حقوق الملكية الفكرية.
  • عدم التفريق بين المسودات والمقالات المحكمة، وهذا يسبب الخلط بينها وبين المعلومات التي تطرحها، وبالتالي التسبب في الاعتقاد بتدني المحتوى العلمي والإنتاج الفكري في المستودعات.

وظائف المستودعات الرقمية

تقوم المستودعات الرقمية على عدة بنود أساسية لتحقيق الأهداف للباحثين والمؤسسات، ووظائفها نفسها الوظائف العلمية قديمًا، مع وجود بعض الاختلافات، وفيما يأتي أهم تلك الوظائف:

  • تسجيل المعلومات والمحافظة عليها، حيث يتم تلقي تلك المعلومات من طرق ومصادر مختلفة، ويمكن للباحث أن يحفظ البحث بنفسه في تلك المستودعات من خلال بعض الخطوات، أو يمكن ذلك عند طريق أحد المسؤولين عبر البريد الإلكتروني.
  • أرشفة وحفظ المعلومات، وهي من أهم الوظائف لأنها تعمل على حفظ الأعمال والمعلومات لفترات طويلة، وتعمل على حفظ الأعمال من الحذف أو التلف، وذلك من خلال تعيين عنوان دائم للعمل، والاحتفاظ بنسخ احتياطية للأعمال والمعلومات، وتحويل الأعمال إلى أشكال أخرى عند الضرورة وتطبيق أعلى المعايير في عمليات الحفظ المعروفة.
  • الإحاطة بمختلف المعايير منها الدولية والتي تتضمن مبادرة الأرشفة المفتوحة وفوائدها، وضمان البحث في محتوى المستودعات وإخبار المستفيدين من المواد الجديدة وغيرها.

خصائص المستودعات الرقمية

تتميز المستودعات الرقمية بعدة خصائص نابعة من طبيعة العمل الذي تقوم به، وفيما يأتي أهم تلك الخصائص:

  • وجود عدة أنماط من الملفات النصية فيها إضافة إلى الصور وملفات الفيديو ومختلف أنواع البيانات، وقد تكون رقمية أو ورقية ثم يتم تحويلها إلى الشكل الرقمي.
  • اتخاذ الطابع المؤسساتي إذا كانت المستودعات تتبع إلى مؤسسة بحثية، إذ يشكل التعاون بين جميع الأقسام العلمية للحصول على الإنتاج الفكري والعلمي في النهاية.
  • التراكمية والاستمرارية في العمل، ويشير هذا إلى أن المحتوى في المستودعات الرقمية وضع للحفظ لمدة طويلة، ويجب حمايته من الحذف أو التلف.
  • إتاحة الوصول الحر للمعلومات والتشغيل البيئي مع مختلف الأنظمة.
ما الفرق بين المستودعات الرقمية والمكتبات الرقمية؟

يعتقد بعض الأشخاص أن المستودعات الرقمية هي نفسها المكتبات الرقمية، غير أنَّ كلا المصطلحين يختلف عن الآخر، حيث أنَّ المستودع الرقمي يشير إلى تنظيم المحتوى الرقمي، وتسهيل وصول ذلك المحتوى إلى المستخدمين، وهو عبارة عن تطبيق يعمل على إدارة وتنظيم ونشر المحتوى الرقمي، بينما يشير مفهوم المكتبة الرقمية إلى النظام الذي يقوم بتوفير الوصول إلى مستودعات نظم المعلومات والمعرفة للمستخدمين، وتوفر الأدوات الضرورية من أجل إعادة تنظيم المحتوى وإثرائه من خلال التعليقات التوضيحية والعلامات المرجعية وإنشاء المجموعات وغير ذلك.

تعرفنا في النهاية على مفهوم المستودعات الرقمية والفرق بينها وبين المكتبات الرقمية، وعلى أنواع المستودعات الرقمية وميزاتها وخصائصها وغير ذلك.

هل أعجبك المقال؟