النرجسية عند الأطفال

أميرة إسماعيل
أميرة إسماعيل

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

قام طفلٌ -يبلغ من العمر ١١ سنةً- بكسر لعبة صديقه، لأنها أغلى من لعبته. عندما عاتبته أمه، أعرض عن الاعتراف بالخطأ، وألقى اللوم على صديقه لأنه اشترى لعبةً غاليةً، وأنه كان عليه ألا يريه إياها، إنها النرجسية عند الأطفال في إحدى صورها.


ما هو اضطراب الشخصية النرجسية

اضطراب الشخصية النّرجسية هو أحد أنواع الاضطرابات الشخصية، وهو حالةٌ عقليةٌ يشعر فيها الشخص بإحساسٍ كبيرٍ من الأهمية لنفسه، وحاجة كبيرة للاهتمام الزائد والعرفان ونقصان التعاطف مع الناس. كما أن هناك مصطلحًا كثير الانتشار ويرتبط بالأمر ذاته، وهو الغضب النرجسي، وهو بالفعل مرتبطٌ بنفس الشخصية التي تعاني من هذا الاضطراب، وهذا أشبه بانفجارٍ ينتابهم عندما يشعرون أن شخصًا ما أو حدثًا قد أهانهم أو جرح شخصيتهم، فهذا الأمر له أهميةٌ مبالغٌ فيها عندهم.

الطفل بفطرته أنانيٌّ، وذلك شعورٌ طبيعيٌّ كجزءٍ من خطته في النمو وتطوير نفسه وتلبية رغباته واحتياجاته، دون أن يفهم احتياجات ورغبات الآخرين. ولكن، كيف نميز بين هذه الفطرة التي تنضج وتتغير مع الوقت، وبين جذور مرض اضطراب النرجسية عند الأطفال ؟ هذا ما سنوضحه في موضوعنا اليوم.


أعراض النرجسية عند الأطفال

الموقف الذي ذكرناه في بداية المقالة يعتبر مؤشرًا للإصابة باضطراب الشخصية النرجسية لذلك الطفل، والذي يمكن أن يتطور لتصرفاتٍ أسوأ على المدى البعيد. الأعراض التالية إذا توفرت معًا في الطفل، معناها أنه مصابٌ باضطراب النرجسية عند الأطفال :

  • درجة عالية من الاهتمام بالنفس.
  • أفكار غير عملية للإنجازات غير المحدودة.
  • يشعر بأن له الحق في إجابة كل طلباته.
  • لا ينظر في عيون الشخص المتحدث.
  • قلق الانفصال.
  • مؤمن أنه أفضل من كل الأطفال المحيطين به.
  • يتوقع أن الناس يعشقونه ويحترمونه احترامًا كبيرًا.
  • له نمط سلوك انتهازي.
  • لا يفهم احتياجات الآخرين.
  • متكبر.
  • يعظم من قدراته الشخصية ونجاحاته.
  • يستنزف البيئة.
  • يحسد إنجازات الآخرين.
  • سلوكه رسمي حتى في علاقاته مع المقربين.
  • لا يتحمل النقد أو الإهانة.
  • يلوم الآخرين على فشلهم.

مقارنة بين الطفل السوي والطفل النرجسي

الطفل السويالمُصاب بـ النرجسية عند الأطفال
يسعى لجذب الانتباه ولاهتمام الآخرين، وحينما يحصل عليه يكون ممتنًا وشاكرًا لمن اهتم به.يسعى لجذب الانتباه والاهتمام كحقٍ من حقوقه، ولا يشكر أهله على لطفهم ومعاملتهم الجيدة.
يتمنى أن يكون بطلًا وله دور فعال، ولكنه يعرف أنه ليس كذلك.يؤمن أنه شخصٌ عظيمٌ وكل الآخرين أقل منه.
احتياجاته واقعية ويمكن تلبيتها.يتوقع أشياء مبالغ فيها وغير منطقيةٍ من الآخرين.
عنده القدرة على تكوين صداقات ويحب عائلته.لا يستطيع تكوين علاقاتٍ ناجحةٍ أو الحفاظ عليها.

أسباب اضطراب النرجسية عند الأطفال

الأسباب الدقيقة لاضطراب النرجسية عند الأطفال غير معلومةٍ، ولكن هناك عوامل عديدة متعلقة بالتنشئة والطفولة يمكن أن تؤدي إلى هذا الاضطراب:

  • إهمال الآباء: فالآباء الذين يتجاهلون أطفالهم ويكونون غير مسؤولين بشكلٍ كافٍ يمكن أن يتسببوا في تسلل هذا الاضطراب إلى عقول أطفالهم.
  • الحماية المبالغ فيها: يوجد خيطٌ رفيعٌ بين حماية الآباء للأبناء وبين الحماية والخوف المبالغ فيهما، وهما من الأسباب المؤدية للاضطراب أيضًا.
  • التدليل الزائد: صنع شخصية ذهبية من الطفل وتفضيله على الجميع في العائلة والثناء على كل تصرفاته بشكلٍ مبالغٍ فيه، يشارك في تكوين اضطراب النرجسية عند الأطفال .
  • النرجسية في الآباء: يمكن أن يتوارثها الأبناء من خلال تصرفات الوالدين وطرق تربيتهم المتأثرة بالسلوك النرجسي.
  • النقد الهدام الزائد عن الحد: يسبب للأطفال مشاعرَ سلبيةً تجاه أنفسهم، مما يجعلهم يلجؤون للنرجسية كوسيلةٍ دفاعيةٍ.
  • انفصال الوالدين: الذي يمكن أن يؤثر على الحالة العاطفية ونقصان مشاعر الحب عند الطفل، فيلجأ لحب الذات ليعوضه عن الحب الذي لم يجده من أهله.
  • التوقعات غير المنطقية للآباء تنعكس فيما بعد على الأبناء ونظرتهم في أنفسهم والآخرين.

طرق التعامل مع النرجسية عند الأطفال

الجلسات النفسية لها فاعليةٌ كبيرةٌ أكثر من الجلسات الطبية، ويوجد العديد من النماذج العلاجية لاضطراب الشخصية النرجسية، كالعلاج بالسلوك الإدراكي الذي يمكن المريض من الاعتراف بمرضه، وغيره الكثير، ولكن هذا ليس هامًّا لك كأبٍ أو أمٍ، لأنها مهنة الطبيب النفسي ويعرف كيف يقوم بها، ولكن هناك دورٌ تجاه طفلك النرجسي في البيت يجب عليك فعله وإدراكه جيدًا:

  • كن حازمًا ولا تكن عنيفًا: العنف والعصبية يمكن أن يبعدوا طفلك عنك تمامًا.
  • حِد من إحساسه بالأحقية: اجعل طفلك يفهم أن مثله كمثل أي فردٍ في الأسرة ولن يحظى بعنايةٍ خاصةٍ، ولكن لا تنسَ أن تفهمه ذلك بدون عنفٍ.
  • عدل سلوكه الحواري: اجعل طفلك يفهم أن لا بد أن يستمع للآخرين كما يسمعونه عندما يتحدث، وأن الحوار السليم يجب أن يبنى على 50% تحدث و50% استماع.
  • علمه آلية اتزان العلاقات: أفهم طفلك كيف تبنى العلاقات الناجحة على التوازن، وأن المشاركة من أهم بنود نجاح العلاقة، ومثَّل ذلك عمليًّا في البيت.
  • قدم الحب غير المشروط: لا تربط حبك لطفلك بسلوكه، فلا تربط التدليل والمكافآت والهدايا والمشاعر الإيجابية بإنجازاته، وكذلك لا ترفض حبه إذا أخطأ، هناك عقابٌ ولكن الحب موجودٌ دائمًا.
هل أعجبك المقال؟