🎞️ Netflix

الهنود الحمر

زاهر بلبيسي
زاهر بلبيسي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

لم يعد أحد يستخدم مصطلح "الهنود الحمر" في وقتنا المعاصر بل أصبح يطلق على القبائل الهندية القديمة أسماء عديدة مثل الأمريكان القدماء أو الأمريكان الأصليين وأحيانًا باسم الهنود الأمريكان أو السكان الأصليين.

لكن مهما كان الاسم المستخدم لتعريف هؤلاء القبائل، لا يمكن لأحدٍ نسيان الماضي المؤسف الذي مروا فيه.


من هم الهنود الحمر

الهنود الحمر هم الشعوب الأولى التي سكنت الأمريكيتين قبل أن يتم اكتشاف المنطقة من قبل كريستوفر كولمبس، وأحيانًا يتم تسميتهم بالأمم الأولى ولا يزال هنالك شعوبٌ منحدرةٌ من سلالتهم وتتواجد بشكلٍ كبيرٍ في دول مثل بوليفيا وبيرو والمكسيك ويتم حتى يومنا هذا التداول بلغة الهنود الأصلية مثل الكيتشوا والأيمارا من قبل مئات الآلاف من الناس.

ويطلق عليهم اسم الهنود الحمر للتمييز بينهم وبين الهنود الآسيويين، ولكن لم يعد هذا الاسم شائعًا في يومنا هذا بل أحيانًا يعتبر إهانةً للشعب الهندي القديم خصوصًا إن تم استخدامه من قبل الشعب الأمريكي، ولذلك تم استبادله بتعابيرٍ مرادفةٍ كما ذكرنا في مقدمة المقالة.


أصول الهنود الحمر


الهنود الحمر

كان لدى الأميركيين الأصليين تقاليد ثرية فيما يتعلق بأصولهم، ولكن حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت معرفة معظم الغرباء بماضي الأمريكيين الأصليين مجرد تخميناتٍ قد تكون غير صحيحةٍ.

من بين المفاهيم الخاطئة الأكثر شعبيةً أولئك الذين يرون أن أول سكان القارة كانوا أعضاءً في القبائل العشرة المفقودة في إسرائيل أو لاجئين من جزيرة أتلانتس المفقودة، وأن أحفادهم قد طوروا ثقافةَ ما يسمى بناة الروابي، وأن السكان الأصليين الأمريكيون قاموا في وقتٍ لاحقٍ باجتياحِ وتدميرِ حضارة بناة الروابي، وكثيرًا ما استخدمت هذه المعتقدات الخاطئة والعنصرية العلنية لتسويغ منطقية تدمير أو تهجير الأمريكيين الأصليين.

لم يتم تبديد هذه المعتقدات حتى تسعينيات القرن التاسع عشر، عندما أثبت سايروس توماس - عالم الآثار الرائد الذي يعمل في معهد سميثسونيان - بشكلٍ قاطعٍ أن منطقة آثار افيجي ماوندز وتلال الدفن وتلال المعابد في مناطق الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية قد تم بناؤها من قبل الأمريكيين الأصليين.

هذا ويعتقد أن البشر وصلوا إلى الأمريكتين قبل 13500 عام تقريبًا، ويطلق على أول قبائل البشر التي سكنت القارات الأمريكية اسم Paleo-Indian أو اسلاف الهنود.


تاريخ الهنود الحمر

كان الهنود الحمر عمومًا أناسًا مسالمين يتمتعون بالعائلة ويمارسون الصلاة بأشكالٍ مختلفةٍ ويتصفون بالإبداع في جوانبٍ عديدةٍ.

كان تقدير الطبيعة واحترامها في غاية الأهمية بالنسبة لهم، حيث نظر الهنود الأمريكيون إلى الطبيعة على أنها هبةٌ من الله يجب تبجيلها ومعاملتها بشكلٍ صحيحٍ في جميع الأوقات.

يعتقد معظم الهنود الأمريكيون أنهم عاشوا على أراضيهم منذ بداية الوقت، إلا أن بعض الناس يدعون بشيءٍ مختلفٍ وأنهم هاجروا في عصور ما قبل التاريخ، ويعتقد آخرون أنهم جاءوا من سيبيريا.

كان الهنود الأمريكيون يعيشون في عزلةٍ وهدوءٍ لمعظم حياتهم لكن عندما جاء الأوروبيون واكتشفوا أمريكا أصبحت الأمور أقل سلميةً وتم إجبار الهنود فجأةً على ترك أراضيهم وجعلهم ينتقلون.

خاضت قبائل الهنود الحروبَ وتعرضت لسفك الدماء، وبينما وقف بعض الهنود في النهاية متعاونين مع المستعمرين، رفض كثيرون آخرون الاستسلام لأساليبهم القاسية وتمردوا عليهم ووقع عددٌ كبيرٌ من الضحايا لكن دون جدوى.


الغزو الأمريكي

قبل سنواتٍ من وصول كريستوفر كولومبوس إلى ما سيُعرف باسم الأمريكتين، كان يسكنها سكان أمريكا الأصليون، وعلى مدار القرنين السادس عشر والسابع عشر، عندما سعى المزيد من المستكشفين لاستعمار أراضيهم، استجاب الأمريكيون الأصليون في مراحلٍ مختلفةٍ، بدأت بنماذجٍ من التعاون إلى السخط وثم وصولًا إلى حالة التمرد.

بعد الوقوف إلى جانب الفرنسيين في العديد من المعارك خلال الحرب الفرنسية والهندية، تم إبعادهم قسريًا من منازلهم بموجب قانون إزالة الهنود الحمر من الرئيس الأمريكي القديم أندرو جاكسون، وتقلص بعدها عدد السكان الأصليين في أمريكا من حيث الحجم وتواجدهم في المنطقة بحلول نهاية القرن التاسع عشر.

قانون إخراج الهنود الحمر من منزلهم أدى إلى هجرةِ أكثر من 15 ألف شخص من شعب مسكوكي، إلا أن حوالي 3500 منهم لم ينجُ خلال رحلة السفر وحالة الاستعمار هذه.

أيضًا تعرضت قبيلة شيروكي الكبيرة إلى تعذيبٍ عبر إجبارهم المشي لمسافاتٍ طويلةٍ وتسريع عملية إخراجهم من موطنهم، وكانت نتيجة هذا موت نحو 5 آلاف شخصٍ من القبيلة.

عمليات الطرد هذه والموت المؤسف رجت خلال سنتي 1836 و 1838 بعد أن تم توقيع قانون طرد الهنود الحمر في سنة 1830.

كان هنالك حالاتٌ من التمرد واجتماع جماعاتٍ هنديةٍ لتحرير موطنهم، وأدى هذا إلى معاركٍ عديدةٍ لعشرات السنوات إلى أن توصلت الحكومة الأمريكية إلى قراراتٍ لملاطفة الهنود ومنحهم جنسيةً تحق لهم البقاء في المنطقة وتوقيع مرسوم حقوق الهنود في سنة 1968 لبعض جزء لا بأس به من حقوق الإنسان.

هل أعجبك المقال؟