تشريح العين بالصور
على الرّغم من حجمها الصّغير إلّا أنّها عضو في غاية التعقيد والدقّة، نحن نتحدّث عن عين الإنسان؛ العين البشرية من حيث التشريح ومبدأ العمل تشبه كثيرًا الكاميرا، فكما تقوم العدسة الكاميرا بتركيز الأشعة الضوئية على الفيلم، تقوم قرنية العين بتركيزه على غشاء حساس للضوء هو شبكية العين. في هذا المقال سنتحدث بشكل مبسّط عن تشريح العين ونسلّط الضوء على وظيفة وأهميّة كلّ من أجزائها.
تشريح العين وأقسامها
لتبسيط الفهم، سوف نقسّم البنى المكوّنة للعين إلى قسمين؛ أوّلها البنى خارج المقلة (أي البنى الموجودة خارج كرة العين) والبنى داخل المقلة.
أجزاء العين خارج المقلة
تتوضّع العين ضمن تجويف عظمي يسمى جوف الحجاج بهدف حماية الجزء الخلفي والأعظمي من العين، بينما تقوم الأجفان بحماية الأجزاء الأماميّة.
وتتحرّك العين ضمن الحجاج بواسطة ست عضلات بكافة الاتجاهات للأعلى وللأسفل، لليمين واليسار، بالإضافة إلى القدرة على الدوران باتجاهين معًا (للأعلى واليمين مثلًا) بفضل العضلات المدوّرة للعين. ترتكز هذه العضلات من جهة بالتجويف العظمي ومن الجهة الأخرى بالطبقة الخارجيّة للعين والتي تعرف بالصّلبة التي تغطّي كامل السّطح الخارجي للعين تقريبًا.
تتم حماية السّطح الخارجي للعين من الجفاف والعوامل المؤذية في الأجزاء المعرّضة للهواء بواسطة الأجفان أولًا - كما ذكرنا - وبواسطة طبقة سائلة رقيقة ثانيًا تعرف بفيلم الدّمع؛ يتكوّن فيلم الدّمع هذا من عدة طبقات هي:
- الطّبقة المائيّة: تشكّل معظم تركيب الدّمع وتفرزها الغدّة الدّمعيّة التي تقع على الحافة الخارجيّة للحجاج (الجهة المعاكسة للأنف).
- الجزء المخاطي: الذي تفرزه الملتحمة التي تغطّي الوجه الدّاخلي للأجفان والوجه الأمامي للعين.
- الجزء الدّهني: من هذا الفيلم تشكّله غدد صغيرة متوزّعة على الحواف الخارجيّة للأجفان وتسمّى غدد ميبوميوس.
أجزاء العين داخل المقلة (أجزاء كرة العين)
يُظهر تشريح العين أنّها عبارة عن بنية كروية غير متناظرة، يتألّف قسمها الأمامي (أو ما تراه عند نظرك إلى المرآة) مما يلي:
- القزحية: الجزء الملون من العين، من المهم أن نعرف هنا بأنّ المتحكّم بلون العين هو كمية الصّباغ الموجود على القزحيّة وأنّ الجينات المكتسبة من الوالدين هي التي ستحدّد كميّة الصباغ المتشكّل.
- القرنية: قبة شفافة فوق القزحية.
- الحدقة: فتحة دائرية سوداء في القزحية تسمح بدخول الضوء إلى داخل العين.
- الصلبة: الجزء الأبيض من عينك.
- الملتحمة: طبقة رقيقة من الأنسجة تغطي الجزء الأمامي من العين بالكامل، باستثناء القرنية.
خلف القزحية والحدقة مباشرةً تقع عدسة العين التي تساعد على تركيز الضوء وتجميعه على الشّبكيّة التي تحوي على الخلايا الحسّاسة للضوء وأجزاء من العصب البصري الذي سينقل المعلومات البصريّة المسجّلة بواسطة هذه الخلايا الحسّاسة للضوء إلى المراكز العصبيّة المسؤولة عن الرؤية في الدّماغ. تتزود شبكية العين بالدم عبر شبكة غزيرة من الأوعية الدموية، وتتكون من ملايين الخلايا العصبية المستشعرة للضوء والتي تعرف بالمخاريط والعصي. أمّا جوف العين من الدّاخل فهو ممتلئ بمادّة هلاميّة القوام تعرف بالجسم الزجاجي.
أمّا عن أنواع الخلايا الحسّاسة للضوء في الشّبكية وووظيفة ومكان كل منها، فيمكن أن نوضّحها على الشّكل التالي:
- المخاريط: تتوضّع بشكل أساسي ضمن اللطخة الصفراء، وظيفة هذه الخلايا الأساسيّة هي رؤية التفاصيل الدقيقة وتمييز الألوان.
- العصي: تتوضّع بشكل أساسي في محيط البقعة الصفراء وفي الأجزاء المحيطيّة من الشّبكيّة، ومهمّة هذه الخلايا الأساسيّة هي الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، بالإضافة على رصد حركة الأجسام المرئية.
آلية عمل العين
بعد تشريح العين والتعرّف لأجزائها الأساسيّة، لنتعرّف بشكل موجز ومختصر عن آليّة تكامل عمل هذه الأجزاء لحدوث رؤية واضحة وسليمة:
- يمر الضوء عبر الأجزاء الأمامية من العين
تنعكس أشعة الضوء من الأشياء الموجودة من حولنا وتدخل إلى أعيننا باستمرار، إذ تنكسر أشعة الضوء عن طريق القرنية لتمر عبر الحدقة. يتم التحكّم بكميّة الضوء الداخل عن طريق توسيع وتقليص الحدقة بفعل تقلّص وتمدّد العضلات الدقيقة الموجودة في القزحيّة.
- عندما يصل الضوء إلى العدسة
تنكسر أشعة الضوء الواردة عبر الحدقة باتجاه العدسة المقعّرة الوجهين المثبّتة أمام الحدقة، تعمل هذه العدسة على التغيّير من تحدّب وجهها الخلفي حسب قرب وبعد الجسم المرئي لتؤمّن أفضل رؤية ممكنة للأجسام وهذا ما يعرف بعمليّة المطابقة. هذه الأشعة المنعكسة عن القرنيّة تتجمع على الشبكيّة الحاوية على الخلايا الحسّاسة للضوء -كما ذكرنا سابقًا.
- عندما يصل الضوء إلى الشّبكيّة
بعد أن يتشكّل خيال الجسم على الشّبكيّة، تقوم العصي والمخاريط باستشعار هذا الخيال، وتحويل المعلومات البصريّة إلى سيّالة عصبيّة تنقلها ألياف العصب البصري إلى المراكز العصبيّة المسؤولة.
- عندما تصل المعلومات البصريّة إلى المركز الدّماغي المسؤول
يقوم الدّماغ بتفسير المعلومات الواردة إليه وتحليلها لنرى الأجسام المختلفة على الصّورة التي نراها، وتقع هذه المراكز بالتحديد في الفص القفوي من الجزء القشري من الدّماغ.
مقارنة بسيطة بين العين البشرية والكاميرا
في بداية المقال، شبّهنا العين البشريّة بالكاميرا من حيث البنية التركيبة في تشريح العين وأيضًا الآليّة التي تعمل بها، أهم أوجه التشابه بينهما:
- تركيز الصورة: تقوم كل من عدسة العين البشرية وعدسة الكاميرا بتركيز صورة مقلوبة للشيء الموجود أمامها على سطح حساس للضوء. في الكاميرا هذا السّطح هو الفيلم أو شريحة مستشعر، يقابله في العين البشريّة الشّبكيّة.
- تعديل الضوء: يمكن لكل من العين والكاميرا ضبط كمية الضوء الداخل إليها عن طريق تعديل فتحة دخول الضّوء. في الكاميرا يتم ذلك من خلال التحكم في الفتحة المدمج، بينما يتم ذلك في العين من خلال تصغير أو تكبير فتحة الحدقة بواسطة القزحية.
إن جسم الإنسان غاية في التعقيد والإتقان، وتشابه أعضاء منه مع أجهزة حولنا لم يكن مجرد صدفة، بل كان نتيجة دراسة وفهم لبنى الجسم ومحاولة استخدامها لصنع أجهزة تقدم الفائدة للبشر، وأكبر مثال على ذلك هو العين البشرية.