تعريف الصحافة الإلكترونية وأنواعها

سلوى حيدر
سلوى حيدر

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

أصبحت التكنولوجيا تصبغ العالم، وتغير طريقة الناس في بيع المنتجات وشراءها حتى. ويخضع الاتصال أيضًا للتحول، ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالصحافة، والتي تغيرت كثيرًا خلال العقود الأخيرة، بسبب استمرار تأثير التطورات التكنولوجية على عادات استهلاك المستخدمين للإعلام، ورغم بروز خصائص جديدة في هذا المجال، إلا أن العديد من الصفات الرئيسية ما زالت باقية. احتلت الصحافة الإلكترونية مكانًا رئيسيًا، وأخذت تحلّ رويدًا رويدًا مكان الصحافة الورقية التي أصبح مستقبلها غامضًا كمصدر لنشر المعلومات، وربما تختفي يومًا ما، ولا تتواجد إلا في المكتبات والمتاحف.

رغم أفول شمس الإعلام المطبوع، ستستمر حاجة الناس إلى الأخبار، ورغبتهم بمعرفة كيفية أداء الاقتصاد العالمي، وسماع أخبار القادة السياسيين. ولا ننسى أنهم يرغبون بمعرفة طريقة تصرف أيقونات الترفيه. مع كل هذه الحاجات؛ من الحقيقي أن نقول أن الصحافة لن تفنى، وبدلًا من ذلك ستتبدل وتتحول إلى أشكال أخرى.

مر المجال الصحفي، خلال الـ25 سنة الماضية، بجملة من التحولات والتغييرات، ليتكيف تدريجيًا مع الاتجاهات العالمية الحديثة في صناعة الأخبار. وقد تغير الفهم التقليدي للصحافة كمهنة، ويعود الأمر إلى حقيقة أن بيئة الإعلام الرقمي وفرت فرصًا جديدة، وأيضًا تحديات مرتبطة بالممارسة الصحفية.

ولا ننكر أن الصحافة التقليدية والالكترونية تعايشتا معًا لأكثر من عقدين. وعُدّت هذه الفترة تمهيدًا لعصر الإعلام الرقمي، وحسب المتنبئين من الاختصاصين الإعلاميين فإن “الدور الرقمي” سينتج عنه تراجع في قراءة الصحف، أو حتى “الانقراض الكامل” للصحافة المطبوعة. لذلك من غير المستغرب أن يُرغم الناشرون على اتخاذ خطوات مسبقة لحماية قاعدة قراءهم الموجودة، على كل حال؛ لا تقترح الحالة الراهنة أي في المستقبل القريب. بالمقابل، يُلاحظ ازدياد في توزيع العديد من الصحف الورقية في الولايات المتحدة وآسيا وجنوب إفريقيا ببطء لكن بثبات. ورغم هذه التطورات ستدعم الصحافة الإلكترونية على الأرجح موقعها التسويقي المعاصر كمصدر معلومات مريح، وسيزيد دون شك من فرصة توسعها المستقبلي تطور الصحافة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الرقمية.


تعريف الصحافة الإلكترونية

يعني مصطلح الصحافة الالكترونية (Online Journalism أو Electronic Journalism أو Digital Journalism) المحتوى الصحفي وقصص الأخبار- بكل أنواعها- المنشورة على الانترنت.

ووصف قاموس “أكسفورد” للصحافة أن الصحافة الالكترونية تشمل أنواعًا مختلفة من الأخبار المنشورة عبر المواقع، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقنوات RSS، والبريد الالكتروني، ونشرات الأخبار وغيرها من أشكال الاتصال الالكتروني.

تقف الصحافة الإلكترونية في تعارض حاد مع الوسائل الأكثر تقليدية من حيث نشر المعلومات الصحفية المرتبطة بالإعلام، وتسمح للمنتجين بتقديم الأخبار بشكل غير خطي (Non‐Linear)، حيث يستطيع المتلقي أن يختار متى يستقبل الأخبار وبأي طريقة يريدها.

يفضل “راسل” مصطلح “الصحافة الشبكية”، وقد لاحظ أنها أكثر من مجرد استخدام الصحفيين لجمهور مزود رقميًا كنوع من المصدر الجديد الفائق، بل هي تحول في توازن القوى بين مقدمي الأخبار ومستهلكيها.

يمكن أن يُنظر إلى الشكل الالكتروني أو الرقمي لنشر وتقديم منتجات الصحافة عبر الانترنت كميزة أساسية تسمح بالتمييز بينه وبين الصحافة التقليدية. ولا يمكن تجاهل حقيقة أن المبدأ الخلاق للصحافة -الذي ينتج عنه أنشطة خاصة في معالجة المعلومات وتشكيلها حتى تخلق منتجات صحفية- المشابهة جدًا لحالة الصحافة التقليدية- متزامنة مع استخدام أساليب مصممة على نحو صارم.


أنواع الصحافة الإلكترونية

  • المواقع الإخبارية: وتعتبر امتدادًا للصحف الورقية نفسها مثل نيويورك تايمز، وتستطيع تغطية قطاع واسع من الموضوعات.
  • المواقع الإخبارية المستقلة: تغطي أخبار حكومة البلديات، ووكالات المدينة، وتطبيق القانون والمدارس. وتميل إلى التواجد في المدن الكبيرة، وتشكل منظمات غير ربحية تستمد تمويلها من المنح أو الهبات. وتشتهر باستقصاءاتها الفاضحة التي ينفذها مراسلون دائمون.
  • المواقع الإخبارية المحلية جدًا: تركز على جماعات صغيرة، وتميل لتكون مواقع مستقلة أو تديرها صُحفها المحلية.
  • مواقع صحافة المواطن: تكون هذه المواقع متعددة ومتنوعة، ومكان ينشر فيه الناس عادة أشياء مثل الصور ومقاطع الفيديو، وقد يستهدف بعضها منطقة جغرافية خاصة. منها ما هو قابل للتحرير، والأغلبية ليست قابلة لذلك.
  • المدونات: وهي مكان يدلي الناس فيه بآرائهم وتعليقاتهم على موضوعات معينة. ولا يكون المدونون فيها بالضرورة حاصلين على شهادة في الصحافة.

خصائص ومميزات الصحافة الالكترونية

  • تقديم الأخبار بتوقيتها الحقيقي: اعتاد الناس سابقًا على الجلوس بجانب الراديو أو أمام التلفاز لسماع الأخبار، والتي يكون زمنها قد مضى في هذه الحالة، وينطبق نفس الأمر على الصحف الورقية التي كانت مصدرًا جيدًا للمعلومات لكنها معلومات “ماضية”؛ حصلت قبل يوم أو يومين، لكن غيّر ظهور الانترنت الوضع، وأتاح للجمهور فرصة الحصول على الأخبار خلال عدة ثوان وبتوقيتها الحقيقي وأثناء حدوثها، ويعود السبب لقدرة الصحفي على تغطية أحداث مباشرة ونقلها بسرعة باستخدام هاتف محمول فقط دون الحاجة لمحطة متنقلة.
  • سهولة جمع المعلومات: يعتبر جمع المعلومات في الصحافة، مهمة شاقة، تحتاج إلى جهد وانتظار ومتابعة، كما يعتبر إيجاد مصدر معلومات هو الأصعب بالنسبة للصحفي، لكن غيرت الصحافة الإلكترونية من هذه المعضلة، فمع بزوغ صحافة المواطن، أصبح باستطاعة الصحفيين أن يعرفوا بسهولة بالأحداث التي تقع في المجتمع، من خلال مشاركة الجمهور للمعلومات الفورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. حيث أصبح العامة في هذا النوع شريكًا في نشر الأخبار والأحداث المختلفة. وعندها يصبح من السهل على الصحفي أن يتأكد من المعلومات بزيارة المصدر أو طلب مساعدة المراسل في تلك المنطقة، ما سهل عملية جمع المعلومات وقصّر من مدة إنجازها.
  • سهولة الوصول إلى المعلومات: عندما كان المتلقي أو حتى الصحفي يرغب بالحصول على خبر أو معلومة قبل أسبوع، كان عليه زيارة المكتبة، وما يترتب عليها من عملية بحث تتطلب جهدًا ووقتًا، ورغم الموثوقية ودرجة الثقافة التي تمنحها تلك المعلومة، فإن إلهامها سيدوم ليوم واحد، وتنتهي في سلة المهملات. بالمقابل أضافت الصحافة الإلكترونية حياة للقصة على عكس الصحف الورقية، فالمقال أو المعلومات التي ينشرها الصحفي تُحفظ في أرشيف المنشورات لمدة 5 سنوات على الأقل طالما الموقع قائم بعمله، وعليه سيتمكن الجمهور من الوصول إليها في أي وقت يرديه، كما باستطاعة الصحفي العودة إليها عند تطوير القصة أو كتابة مقال جديد.
  • تحديث الأخبار بوقتها الحقيقي: سيرغب الجمهور بالتأكيد بمتابعة الأحداث عند وقوعها، كما يرغب بمعرفة نتيجة فريقهم الرياضي المفضل، ويتعجّل لمعرفة تطورات الأوضاع الجارية، ويريد أيضًا معرفة من يترأس مؤتمر اقتصادي عالمي ما. كل ذلك أتاحته الصحافة الإلكترونية، وأصبح بمقدور الصحفي أن يزود الجمهور بفرصة متابعة كل ما يرغبه عن طريق تحديث المعلومات بوقتها الحقيقي، ولم يعد هناك داع لانتظار نشرة الأخبار الرئيسية، والصبر لليوم التالي للاطلاع على المجريات والنتائج، بل تتم متابعة كل شيء في ساعته.
  • قدرة الصحفي على العمل لصالح أكثر من وسيلة إعلامية: على عكس الصحافة التقليدية، حمل الفضاء الرقمي معه المرونة، فلم يعد الصحفي مضطرًا للعمل مع مؤسسة إعلامية واحدة، بل يمكنه العمل بشكل مستقل لصالح أكثر من وسيلة ومؤسسة، ما يتيح له الفرصة لكسب المزيد من المال، وزيادة شهرته بين الجمهور عندما يجد مقالاته على أكثر من موقع؛ ما يدعم سيرته الذاتية الافتراضية وخبرته في المهنة.
  • تعدد الوسائط: أصبحت الصحافة الالكترونية تضم عناصر وسائط متعددة، كالنص والصور والرسوميات (صحف وكتب) بالإضافة إلى الصوت، والموسيقا، ومقاطع الفيديو، والرسوم المتحركة (سينما، وتلفزيون، وراديو) والتأثير ثلاثي الأبعاد، وغيرها.
  • التفاعلية: وهو مفهوم معقد جدًا، وبالإمكان تمييز بُعدين عامين للتفاعلية يحفزان مشاركة المستخدم، وهما: المحادثة، والتحكم بالمحتوى. تعد الصحافة الالكترونية تفاعلية، حيث تمثل الروابط التشعبية الآلية الرئيسية لهذه التفاعل على الويب، فهي تربط بين العناصر المتنوعة لعمل طويل ومعقد، وتدخل وجهات نظر متعددة، وتضيف عمقًا وتفاصيلًا. ويمكن أن يتألف عمل الصحافة الإلكترونية من مجموعة روابط تشعبية لصفحات ويب، يمكن أن تضم نفسها روابط تشعبية لصفحات ويب أخرى.
هل أعجبك المقال؟