تغذية الشعاب المرجانية

شادن سليم
شادن سليم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك


تعريف الشعاب المرجانية

قبل الحديث عن تغذية الشعاب المرجانية لا بدّ من إلقاء نظرة على طبيعتها وماهيّتها وتكوينها، إذ إنّ الشعاب المرجانية (Coral Reefs) عبارة عن هياكلَ كبيرةٍ صلبة يكوّنها تحت الماء المرجان، والذي ينتمي إلى اللافقاريات البحرية الاستعمارية، ويمكن تقسيمه إلى مجموعتين: المرجان الصلب والمرجان الطري. لأفراد المرجان الصلب (المرجان الصخري) القدرة على تكوين هياكل خارجية صلبة من كربونات الكالسيوم لتوفر الحماية لأجسامها، وهي بذلك تُسهم في بناء الشعاب، على عكس أفراد المرجان الطري ذات الأجسام المرنة والتي لا تشكل الشعاب ومن أشهر أنواعها مراوح البحر (Sea Fan).

مراوح البحر (Sea Fan)

يُسمى كل فردٍ من المرجان بالسليلة أو المديخ (Polyp)، والذي يستقر بدايةً على الهياكل الخارجية الصلبة لأسلافها، ثم لا يلبث أن يبدأ بتكوين هيكله الخارجي والذي يُضاف إلى الهيكل المرجاني الحالي..

تتوزع الشعاب المرجانية على مختلف محيطات العالم بدءًا من المياه العميقة الباردة إلى المياه الاستوائية الضحلة، كما تنمو بغزارةٍ في المياه الدافئة التي تتراوح درجة حرارتها من 21-29 م°، على أعماقٍ تتراوح ما بين 18 - 27 متر، وقد توجد على أعماق تتجاوز 91 مترًا، ولكنها تنمو بشكلٍ أفضل في الأعماق الضحلة في حوالي 70م، وتحتاج إلى المياه المالحة كي لتستمر، لذلك يضعف نموها عند مصبات الأنهار حيث تجري المياه العذبة، كما يتأثر نموها بتوافر الغذاء كالعوالق.


طرق تغذية الشعاب المرجانية

تحصل الشعاب المرجانية على غذائها من خلال العلاقة التكافلية مع الطحالب التي تعيش في أنسجتها أو من خلال التقاط الفرائس وهضمها.

  • تلتقط معظم الشعاب المرجانية فرائسها والتي تتنوع ما بين العوالق البحرية المجهرية إلى الأسماك الصغيرة وفقًا لحجم الشعاب، وذلك باستخدام مجساتها الطويلة التي تمتد خارج جسمها وتكون مزودةً بخلايا لاذعة تستخدمها لصعق الفريسة وقتلها قبل تمريرها إلى الفم، وبعد عملية الهضم، يتم طرح المخلفات من فتحة الفم أيضًا..
  • تعيش الطحالب أحادية الخلية (Zooxanthellae) داخل أنسجة الشعاب المرجانية بكثافة قدرها ملايين الطحالب في كل بوصة مربعة من أنسجة المرجان، ونظرًا لوجود المرجان في بيئةٍ مائيةٍ فقيرة بالمغذيات، تنشأ ما بينهما علاقة تكافلية يتبادلان من خلالها المنفعة، حيث تعمل الطحالب على:
    • تزويد الشعاب المرجانية بالغذاء والطاقة بفعل عملية التمثيل الضوئي.
    • تساعدها على إنتاج كربونات الكالسيوم لتكوّن هياكلها.
    • تقوم بمعالجة فضلاتها وبذلك تؤمّن العديد من العناصر الغذائية الهامّة.
    • لها القدرة على توفير حوالي 90% مما يحتاجه المرجان من الغذاء.

بالمقابل، توفِّر الشعاب المرجانية للطحالب المأوى الآمن، والمركبات الهامّة لإتمام عملية التمثيل الضوئي، كما تفضّل الشعاب المرجانية ونتيجةً لعلاقتها التكافلية مع الطحالب العيش في المياه الصافية، والتي تسمح بنفاذ الضوء بشكلٍ جيدٍ مما يتيح للطحالب القيام بعملية التركيب الضوئي، ولذلك، من المتعذر العثور على الشعاب المرجانية في البيئات المائية العَكِرة تلك الحاوية على كمياتٍ كبيرةٍ من المواد العالقة..

هل يستطيع المرجان العيش دون الطحالب!؟

تمنح الطحالب الشعاب المرجانية الألوان المميِّزة لها، علاوةً على كونها مصدر تغذية الشعاب المرجانية عمومًا، وغالبًا لا تستطيع الاستمرار بدونها، مالم تكن قادرة على التقاط مايكفيها من العوالق من الماء.

تمنح الطحالب الشعاب المرجانية الألوان المميِّزة لها، علاوةً على كونها مصدر تغذية الشعاب المرجانية عمومًا، وغالبًا لا تستطيع الاستمرار بدونها، مالم تكن قادرةً على التقاط مايكفيها من العوالق من الماء..

تتعرض الشعاب في بعض الأحيان لظروفٍ قاسيةٍ كارتفاع درجة حرارة الماء، فتطرد الطحالب من أنسجتها مما يتسبب في تحول المرجان إلى اللون الأبيض، في ظاهرةٍ تُعرف بتبييض المرجان (Coral Beaching)، وتنجو الشعاب المرجانية بعد حدوث التبييض، لكن ومع مرور الوقت، ستقع تحت المزيد من الضغوط والإجهاد لتموت في نهاية المطاف.

خسرت الولايات المتحدة الأمريكية في عامٍ واحدٍ فقط حوالي 50% من الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي في 2005 نتيجة لحدوث تبييض مرجاني ضخم، وقد كان الإجهاد الحراري في ذلك العام الأكبر مقارنة بالعشرين سنة السابقة في تلك المنطقة..

تبييض المرجان (Coral Beaching)

أنواع الغذاء عند المرجان

  • تُمثّل العوالق البكتيرية (Bacterioplankton) تغذية الشعاب المرجانية الرئيسيّة بمعظم أنواعها، والتي تتكون من بكتيريا حرة أو مرتبطة بموادٍّ مختلفةٍ في الماء (مخاطية أو نباتية ميتة أو غيرها من الجسيمات) والتي تسمى عادةً الثلج البحري أو الفتات.
  • تقتصر تغذية الشعاب المرجانية الطرية على العوالق النباتية (Phytoplankton)، والتي تضم النباتات الصغيرة التي تنتقل عبر المياه أو الطحالب، كما يمكن لها أن تتغذى على العوالق العائمة والفضلات ويرقات اللافقاريات البطيئة الحركة.
  • المواد العضوية الذائبة (Dissolved Organic Material): تمتصها الشعاب المرجانية من الماء عبر أغشيتها الخلوية، وتحتوي الجزيئات العضوية على كلٍّ من الكربون والهيدروجين من أمثلتها الأحماض الأمينية والسكريات والدهون، كما تستفيد الشعاب المرجانية من المواد اللاعضوية والتي تخلو من الكربون والهيدروجين سواء كانت عناصر أو مركبات كالكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم، وهي هامّةٌ لبناء الهيكل القاسي للمرجان.
  • العوالق الحيوانية (Zooplankton): تتميز العوالق الحيوانية بحركاتٍ يوميةٍ تُعرف بالهجرة العمودية اليومية (النهارية)، أي أنها تتحرك رأسيًّا باتجاه سطح الماء عند غروب الشمس، خلال هذا الوقت يتغذى المرجان عليها، ولا تلبث أن تعاود النزول نحو الأسفل إلى الأعماق عندما تشرق الشمس، تقوم بهذا السلوك لحماية نفسها من الافتراس خلال النهار. .
هل أعجبك المقال؟