جزيرة سانتوريني
تتمتع اليونان بالكثير من المناظر الخلابة الطبيعية، فضلًا عن حضارتها العريقة، فهي واحدةٌ من أجمل بلاد العالم، وما يزيدها جمالًا وسحرًا جزرها العديدة فائقة الجمال، بسبب طبيعتها الجذابة، وفي نفس الوقت بدايتها الغريبة من هذه الجزر جزيرة سانتوريني.
جزيرة سانتوريني
سانتوريني هي جزيرةٌ يونانيةٌ فائقةُ الجمال، تحمل في طياتها الطابع الرومانسي، وتمنح إحساسًا مثيرًا للزائرين، وهي جزيرةٌ مثاليةٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي توفر شواطئ جميلةً وواسعةً تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، فضلًا عن الجو الدافئ للمجتمع اليوناني الأصيل الذي يبعث على الراحة والأمان. فتمثل سانتوريني جوهرةً حقيقيةً نجحت في سحر كل شخصٍ يضع قدمه على أرضها.
وتبلغ مساحة الجزيرة 96 كيلومترًا مربعًا وتقع في جنوب بحر إيجه، وتنتمي إلى مجموعة جزرٍ تسمى سيكلاديز، وتتشابه هذه الجزر في الكثير من الخصائص وتشترك في الطراز المعماري للمباني.
وتقع سانتوريني في أقصى الجنوب على مسافة 130 ميلًا من ميناء بيرايوس في أثينا - عاصمة اليونان - ومسافة 70 ميلًا من جزيرة كريت وهي أكبر جزيرةٍ يونانيةٍ، وتقع على بعد حوالي 200 كيلومترًا جنوب شرق البر الرئيسي ويمكن الوصول إليها عن طريق السفن أو الطائرات.
جزيرة سانتوريني هي جزءٌ من أرخبيل اتخذ شكله الحالي بعد سلسلةٍ من الانفجارات البركانية الخطيرة! من يصدق أن هذه الجزيرة الساحرة هي نتيجة لانفجاراتٍ بركانيةٍ وُلدت من تحت الأنقاض! وثار هذا البركان قبل 3500 عام مضى، فتكونت جزيرةٌ كبيرةٌ ثم فصلها ثوران البركان، فتكونت الجزر الفردية الصغيرة منهم جزيرة سانتوريني متخذةً شكل الهلال، وهذا ما يميز هذه الجزيرة ويزيد شعبيتها وجاذبيتها، وهو القوة المدمرة التي خلقت واحدةً من أروع المعالم الطبيعية في العالم. .
عندما تنزل لأول مرة لجزيرة سانتوريني ستلاحظ اللون الأبيض لمبانيها، وهذه سمةٌ مميزةٌ للجزيرة ولجزر سيكلاديز بشكلٍ عامٍ، وعادةً ما تكون أبواب ونوافذ هذه المباني من اللون الأزرق، فتلاحظ توافقًا ملحوظًا مع السماء الزرقاء الفاتحة وبحر إيجه، وأُسس هذا الأسلوب المعماري منذ سنواتٍ عديدةٍ لعدة أغراضٍ، لكنه اليوم مميز لجزر سيكلاديز، ولليونان عامة، إذ أنه يتطابق مع عَلَمِها!
وعن اللون الأبيض الذي يميز الطراز المعماري للجزيرة، فمن المعلوم أنَّ المناخ هناك حارٌ في الصيف والشمس ساطعةٌ أثناء العديد من أشهر السنة، لذلك من الضروري للغاية حصر هذه الحرارة وإبعادها عن أي مجالٍ يسمح للبيوت الاحتفاظ بهذه الحرارة في أوقات الحر، فنجد أن للطراز المعماري واللون الأبيض أهميةً ومنفعةً حقيقيةً للسكان، فتصبح المنازل أكثر مقاومةً للحرارة أثناء الصيف. وبالنظر إلى التاريخ ففي القرن العشرين انتشر وباء الكوليرا وكان وقتها الناس هناك يستخدمون مادةً بيضاءَ للتطهير، فقد يكون هذا سبب أيضًا.
وبغض النظر عن الأسباب السابقة، فاللون الأبيض يبعث عن التفاؤل والهدوء، ويخلق مشهدًا جميلًا يثير الزوار ويعطيهم جرعةً طيبةً من السرور، كما أن اللون الأبيض يجلب التوازن ويتناغم مع تفاصيل الألوان الأخرى التي تبرزه فيزداد جمالًا. .
إنَّ أفضل وقت لزيارة الجزيرة يكون في الفترة ما بين أواخر شهر أبريل وأوائل شهر نوفمبر، حيث يكون الطقس دافئًا مع قليلٍ من المطر. ولمحبي الطقس الحار والاستمتاع بالحياة الليلية والسباحة وحمامات الشمس، فإنَّ أنسب وقت يكون بين يونيو وسبتمبر. .
تجذب جزيرة سانتوريني ما يزيد عن مليوني سائحٍ كل عامٍ، ومع ذلك فهي أرخص من السياحة في أثينا مرتين، لكن قد ترتفع الأسعار في فصل الصيف تحديدًا لتصل إلى 250 دولارًا في المتوسط لليلة الواحدة.
لا يزور أحدٌ جزيرة سانتوريني ويندم على الوقت الذي قضاه هناك، فهي تجمع بين أصالة الماضي وجمال الحاضر المتمثلين في الطبيعة الخلابة، والمباني الأصيلة. لذا احرص على اقتناء تذكرة للذهاب إلى هناك. .
شعب سانتوريني
في عام 2011 بلغ تعداد أهل الجزيرة 15550 نسمة، وتعتمد الجزيرة على الزراعة والسياحة كمصدرٍ للدخل، وأهل الجزيرة متواضعون وودودون ويساعدون السياح دومًا، ويدين معظمهم بالديانة المسيحية، وتشتهر الجزيرة بالمطبخ، وذلك نتيجة للمناخ الفريد الذي يسمح لهم بزراعة بعض المحاصيل التي يستخدمونها في الطهي، وتكون النتيجة أطباقًا شهيةً تنفرد بها الجزيرة. .