شجرة السدر
شجرة السدر سدرة المنتهى أو شجرة الجنّة، تلك الشجرة التي كرّمها الله عز وجل وذكرها في كتابه العزيز أربع مراتٍ، ذات الثمار الطيبة المذاق والفوائد التي لا تُعد ولا تُحصى، سنتعرف في هذا المقال بإيجازٍ على هذه الشجرة المباركة.
الموطن الأصلي والانتشار
تنتمي شجرة السدر (Ziziphus Spina-Christi) إلى العائلة النبقية (Rhamnaceae)، والتي تُعرف أيضًا بـ عنّاب شوكة المسيح. يسود الاعتقاد بأنّ هذه التّسمية تعود للإشارة إلى تاج الشوك المصنوع من هذه الشجرة، والذي تمَّ وضعه على رأس السيد المسيح قبل صلبه.
تعود أصول شجرة السدر إلى القارة الإفريقية، تنتشر من موريتانيا في غرب أفريقيا إلى البحر الأحمر في الشرق، في حين تشير بعض الدراسات إلى أن الموطن الأصلي لها يشمل شبه الجزيرة العربية، ومصر، وسورية، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، وإيران، وأفغانستان، وباكستان، والهند.
صفات شجرة السدر
السدر شجرةٌ متوسطة الحجم، ارتفاعها 5-10م، قطر جذعها 45 سم، يتغير لون لحائها من البني الفاتح إلى الرمادي الباهت. أوراقها بسيطةٌ ومجعدةٌ، يتراوح طولها من 1-9 سم وعرضها من 1-3.5 سم، وأزهارها ذات لونٍ أبيض مخضر أو أصفر، تتوضع في أعلى الأوراق، وصغيرة الحجم، وتتميز بوجود خمس سبلاتٍ بطول 2 مم، وثلاث بتلات بطول 1.5 مم. ثمارها كروية الشكل ذات لونٍ بنيٍّ محمر، قطرها حوالي 1.5 سم، تتوسطها بذرة صلبة يحيط بها لبٌ حلو المذاق، تنمو ثمارها من تشرين الأول إلى نيسان.
التركيب الكيميائي لثمار شجرة السدر
تُعد ثمار شجرة السدر مصدرًا هامًّا للعديد من العناصر الغذائية فهي غنيةٌ بالمعادن والفيتامينات، تحتوي 100غ من الثمار الطازجة على 80٪ كربوهيدرات (غلوكوز وفركتوز)، 0.9غ دهن، 3 مغ حديد، و140 ملغ كالسيوم، 0.04 مغ من الثيامين (B1) و0.13 مغ الريبوفلافين (B2)، و3.7 مغ النياسين (B3)، وحوالي 30 ملغ فيتامين (C) والذي يتفاوت تركيزه حسب درجة نضج الثمرة.
تحتوي بذور ثمار شجرة السدر على 28.5٪ دهون، 18.6٪ بروتين، والذي يتميز بغناه بالأحماض الأمينية الكبريتية، أما أوراقها فغنيةٌ بالكالسيوم 1270 مغ /100 غ، الحديد 7.2 مغ/100 غ، والمغنزيوم 169 مغ/100غ.
أشارت العديد من الدراسات إلى غنى نبات السدر بمضادات الأكسدة وامتلاكه خواص مضادة للفطريات وللبكتريا وللالتهابات، وله تأثيرٌ وقائيٌّ ضد الأفلاتوكسينات (السموم الفطرية)، كما تُعد الفلافونويدات والقلويدات، والتربينويدات والصابونينات من المركبات الفعّالة والمميزة لهذا النبات..
يعمل الصابونين على زيادة نفاذية الأغشية الخلوية البكتيرية من خلال زيادة التوتر السطحي، و بذلك يساعد في القضاء عليها، أما القلويدات فلها القدرة على الارتباط بالحمض النووي DNA للبكتريا مما يؤثر على عملية الانقسام الخلوي، في حين ترتبط الفلافونويد بحمضي DNA و RNA، ما يؤثر سلبًا على عمليات الاستقلاب وبالتالي تثبيط تكوين البروتينات والدهون، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف قدرة الميكروب على النمو..
المتطلبات البيئية لشجرة السدر
- شجرة السدر شجرةٌ مقاومةٌ للجفاف ولدرجات الحرارة المرتفعة، تنمو في المناطق الصحراوية والجافة حيث لا تتجاوز كمية الهطولات المطرية (50-500) مم سنويًّا، ويبلغ متوسط درجة الحرارة حوالي (19-28)م°. تستطيع تحمل الجفاف لمدةٍ تصل حتى (8-10) شهور، كما أنها حساسةٌ للصقيع.
- تتميز بكونها شجرةً دائمة الخضرة في المناطق التي تتوفر فيها هطولاتٌ مطريةٌ كافية، في حين تكون متساقطة الأوراق في المناطق الجافة خلال موسم الجفاف.
- تنمو على أنواعٍ مختلفةٍ من الترب..
أهم استعمالات وفوائد شجرة السدر
- تُستخدم أوراق شجرة السدر خلال المواسم الجافة كأعلافٍ للحيوانات وخاصةً في ظروف الرعي الحر عندما تكون الموارد محدودةً، كما يتم تقطيع الفروع الصغيرة وتقديمها للإبل والماعز.
- يمتاز خشب أشجار السدر بصلابته ومتانته ومقاومته للنمل الأبيض، وتتنوع استعمالاته فيستخدم لصناعة الأثاث المنزلي، ومقابض الأدوات، وأعمدة سياج الحدائق، وعوارض تدعيم الأسقف، كما يُستخدم كحطبٍ للتدفئة ولإنتاج الفحم.
- تُستخدم أشجار السدر في مناطقَ من غرب أفريقيا كمصداتٍ للرياح، لتثبيت الكثبان الرملية ولحماية الأراضي العُرضة للتعرية بسبب جذورها الضاربة العمق في التربة، وجذورها الجانبية المنتشرة.
- تُؤكل ثمارها في العديد من المناطق، طازجةً أو مجففةً، كما يتم تجفيف لبّ الفاكهة حلو المذاق لصناعة دقيقٍ يستخدم بطرقٍ مختلفةٍ، إحداها أن يمزج مع الماء ويضاف له السمسم، ويُشكّل على هيئة كراتٍ صغيرة، أو أن يوضع دقيق هذه الثمار بأكوابٍ معدنيةٍ صغيرةٍ ويُطبخ بتعريضه للبخار، وفي كلتا الحالتين يمكن تناوله مباشرةً أو تخزينه.
- يُعد رحيق أزهار السدر مصدرًا لصناعة أحد أجود أنواع العسل وألذها وأغلاها ثمنًا.
- تتنوّع استعمالات شجرة السدر في الطب الشعبي، لطالما استعملت فروعها الفتية كمضادٍ لالتهابات العين، وكمسكنٍ لعلاج آلام الأسنان والمعدة وآلام العظام، وتُستخدم أوراقها لتضميد الجروح السطحية ولأغراضٍ تجميليةٍ حيث تُغلى مع الماء كغسولٍ للوجه وكشامبو للحفاظ على نعومة الشعر ونقاوة البشر..