طرق تدوير النفايات

بالتوازي مع اتباع طرقٍ حديثةٍ تسهل من استخراج المواد الخام الطبيعية المستخدمة في مختلف الصناعات، حاول الخبراء الاستفادة من المواد الموجودة في النفايات والبحث عن طرقٍ تُتيح استخلاصها واستخدامها مرةً أخرى في صناعة منتجاتٍ جديدةٍ فابتكروا عملية إعادة تدوير النفايات.

هو معالجة النفايات لإنتاج موادٍ جديدةٍ منها بشكلٍ يُقلل من استخدام المواد الأولية الخام في مختلف الصناعات، كما يُعتبر تدوير النفايات تقنيةً مفيدةً كونها تستهلك طاقةً أقل وتُساعد على الحد من التلوث بمختلف أشكاله.

أول خطوةً هي تجميع المواد القابلة للتدوير وإحضارها إلى مركزٍ مُعدٍّ لتجميعها ثم بعد ذلك فرزها إلى أنواعٍ وتنظيفها ومعالجتها لتُصبح موادًا قابلةً للتصنيع من جديدٍ وبذلك يخفُّ استهلاك المواد الطبيعية المُستخدمة في صناعة ذات المنتج، فمثلًا يمكن استخدام الورق المستعمل لصناعة ورقٍ جديدٍ لكنه مُكلفٌ أكثر من صناعته من المواد الخام الطبيعية لذلك عادةً ما يُعاد تدوير الورق لإنتاج الورق المقوّى مثلًا وهذا هو سبب إعادة تدوير المواد واستخدامها لصناعة منتجاتٍ مختلفةٍ.

ليُتاح عملية التدوير لا بد أن تكون المنتجات المصنّعة قابلةً لذلك.

حتى تستمر عملية تدوير النفايات لا بد من تأمين مصدرٍ دائمٍ لتلك المواد والتي عادةً تُجمع من المنازل والمدارس ومكبات القمامة، حيث يُصنّف كل نوعٍ منها على حدا لتُصبح العملية أسهل.

يجب فرز النفايات القابلة للتدوير وتصنيفها وفقًا للمادة المصنوعة منها لتسهيل معالجتها وتفكيكها إلى العناصر الأولية ثم استخدامها من جديدٍ كموادٍ خامٍ طبيعيةٍ لصناعة منتجاتٍ جديدةٍ.

حتى تكتمل عملية تدوير النفايات لا بد من تأمين تصريف للمنتجات الناتجة منها ولكي يستمر الطلب على النفايات القابلة للتدوير يجب استخدام المنتجات المصنّعة منها، وبالتالي تكتمل الدورة وتُصبح العملية ذات جدوى اقتصادية.

يستخدم الناس في مختلف دول العالم أطنانًا من الورق ليتخلص منها لاحقًا كنوعٍ من النفايات التي تؤدي إلى انبعاث الغازات الدفيئة مسببةً الاحتباس الحراري، إضافةً لذلك فكما هو معلومٌ أن الورق مصنوعٌ من لب الأشجار وبالتالي عند إعادة تدويره سيقل استهلاك الأشجار ويحافظ على وجود الغابات في كوكب الأرض.

يُستخدم الورق المقوّى كصناديقٍ لنقل المنتجات والتي يمكن إعادة تدويرها لسهولة تحللها، فمن خلال تدوير ما يُقارب طنًا واحدًا من الورق المقوّى سنوفّر مساحةً تُقارب تسعة ياردات من مكبّ القمامة، لذلك تؤمّن معظم الشركات حاوياتٍ مُخصصةً لتجميع نفايات الورق المقوّى ليُعاد تدويرها من جديدٍ لكن يجب طيّها قبل ذلك حتى لا تأخذ مساحةً كبيرةً.

يُعتبر الفولاذ من أكثر المواد قابليةً للتدوير في العالم كونه يُحافظ على نفسه أثناء التدوير فتبقى كميته نفسها إضافةً لتوفير ما يُقارب 74% من الطاقة اللازمة لتصنيع الفولاذ من المواد الخام الطبيعية والتقليل من الانبعاثات الغازية وتلوّث الماء والحدّ من الحاجة لعمليات استخراج الحديد الخام ومعالجته.

يدخل الألمنيوم في صناعة علب العصائر والمياه الغازية، حيث تكمن المشكلة بتلك الصناعة في حاجتها لكمياتٍ كبيرةٍ من الطاقة عند استخراج المواد الأولية الطبيعية الضرورية لها، لكن عند إعادة تدوير تلك العلب المصنوعة من الألمنيوم وتصنيع علبٍ جديدةٍ منها فإننا نوفّر ما يُقارب 95% من تلك الطاقة.

تمامًا كما الألمنيوم فإن مختلف أنواع الزجاج تتمتع بقابلية تدوير 100% دون أن تفقد جودتها أو نقاءها، مما يُتيح تدوير الزجاج أكثر من مرةٍ، إضافةً لذلك ستقلّ الانبعاثات وكميات الطاقة اللازمة كما سيخفّ استهلاك المواد الخام الداخلة في صناعة الزجاج.

مع أن الخشب قابلٌ للتحلل بشكلٍ كاملٍ إلا أنه يمكن من خلال تدويره إعادة استخدامه مثلًا في أعمال البناء أو لصناعة الورق مما يُقلل الحاجة لقطع المزيد من الأشجار التي تُعتبر مصدرًا أساسيًا في تلك الصناعات وبالتالي يُساعد في الحفاظ على الغابات الموجودة.

يُعتبر من النفايات الصلبة التي تشكل خطرًا على البيئة حيث تعجُّ مكبات القمامة بأطنانٍ من البلاستيك التي تستغرق حوالي 500 عام حتى تتحلل، لكنها ومع ذلك ستُشكل مصدرًا من مصادر تلوّث المحيطات والبحار، فعند إعادة تدوير البلاستيك وصناعة منتجاتٍ منه سنوفّر حوالي 80% من الطاقة اللازمة لصناعة مُنتجاتٍ بلاستيكيةٍ جديدةٍ وبالتالي التقليل من التلوث الحاصل على الأرض.

من خلال تدوير النفايات فإننا نستخدم موادًا معالجة من قبل لصناعة منتجاتٍ جديدةٍ والتقليل من استخدام المواد الطبيعية، فبدون تدوير المواد سنحتاج لاستخراج المواد الطبيعية من الأرض بشكلٍ دائمٍ مما يُعرّضها للشحّ والقلّة مع مرور الوقت.

عند الاعتماد على تدوير النفايات في صناعة المنتجات فإننا سنحتاج لطاقةٍ أقل من تلك المطلوبة لصناعةِ ذات المنتجات لكن باستخدام المواد الخام الطبيعية يُضاف إلى ذلك توفير الطاقة اللازمة لاستخراج المواد الخام ونقلها ومعالجتها مقارنةً بالطاقة اللازمة لتدوير النفايات.

ينتج عن استخراج المواد الطبيعية ومعالجتها واستخدامها تلوثٌ في الهواء والماء بشكلٍ دائمٍ، يمكن تقليله من خلال تدوير النفايات التي تستهلك طاقةً أقل وبالتالي ينتج عنها غازاتٌ ضارةٌ بشكلٍ أقل مما يُساعد على الحدّ من التغيير المناخي.