قطط الشيرازي
أصبحت تربية القطط أحد المظاهر المنتشرة في العديد من المجتمعات وذلك بسبب لطافتها وجمالها، إذ أنّ هناك العديد من أنواع القطط التي يرغب الناس باقتنائها، ولعلّ أحد أشهرها أنواعه قطط الشيرازي (Persian Cats). فلنتعرّف عليها.
قطط الشيرازي الودودة
إنّها فعلًا من الكائنات الحنونة والصديقة للإنسان، إذ أنّها تركض لاستقبال صاحبها وتستجيب أثناء مناداتها، وعند وجودها مع أبناء جنسها تستمتع بالمواء، إلا أنّ ذلك لا ينفي كسلها، حيث أنّها تنام ما يقارب 20 ساعةً في اليوم كما أنّ صغارها قليلة الحركة والحماس للّعب، مما يجعلها أقل تخريبًا للأثاث. .
تاريخ انتشار قطط الشيرازي
قطط الشيرازي هي إحدى سلالات القطط التي يعود نسبها إلى بلاد فارس (إيران حاليًّا)، وكانت محط إعجاب نبلاء إيطاليا في القرن السابع عشر، حيث دخل أول قط منها إلى أوروبا في عام 1626م على يد الجوال العالمي بيترو ديلا فالّي (Pietro Della Valle)، حيث كانت القطط وقتها ذات شعرٍ رماديٍّ حريريٍّ إلا أنّها أصبحت تولد فيما بعد بألوانٍ متعددةٍ بما في ذلك الألوان الثنائية.
انتشرت تربية القطط، وأصبحت أمرًا شائعًا في أواخر القرن التاسع عشر، ولا سيما في بلاد فارس وتركيا وأفغانستان وغيرها، مما جعل هذه القطط تسمى بالقطط الآسيوية، وقد تم استيرادها إلى الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وأصبحت القطط المفضلة هناك، وبعد ما يقارب القرن أو أكثر بقليلٍ، أصبحت قطط الشيرازي هي الأكثر تفضيلًا في العالم بسبب شكلها الجميل وشخصيتها اللطيفة. .
السمات البدنية لقطط الشيرازي
تتميز قطط الشيرازي بأشكالٍ جميلةٍ، حيث تأتي بأحجامٍ متوسطةٍ إلى كبيرة ذات ظهرٍ غير مستوٍ، ووركين متوسطي العرض وصدرٍ عريض، ويكون أنفها عريضًا ومحدبًا قليلًا، وجبهتها مستديرة إلى حدٍّ ما، أمّا عيونها، فهي متوسطة الحجم ذات لونٍ ذهبيٍّ أو بنيٍّ أو أخضر مع حواجبَ كثيفةٍ، وتتميز بأرجلٍ خلفيةٍ أطول من الأمامية بقليلٍ. .
الألوان التي تولد بها قطط الشيرازي
إنّ اللون المعروف لها هو الأبيض الفضي مما يجعل الكثيرين يعتقدون أنّه لونها الوحيد، إلا أنّ ذلك غير صحيحٍ؛ فمن الممكن أن تولد هذه القطط بألوانٍ متعددةٍ كالأرجواني والأزرق والأحمر وغيرها. .
كيفية الاهتمام بقطط الشيرازي
تتميز قطط الشيرازي بفروها الطويل، مما يجعلها تعاني من تشابكه وتلبده في حال لم يتم الاهتمام به بشكلٍ منتظمٍ، لذلك من المفضل أن يتم تمشيطه بشكلٍ يوميٍّ، وحمامه مرةً شهريًّا للحفاظ عليه لامع وناعم.
كما وينصح مربو هذا النوع من القطط بمسح عيونه مرةً باليوم لمنع الأضرار الناجمة عن الدمع المفرط للعين، إضافةً إلى ذلك، لا بدّ من العناية بنظافة أسنانه بشكلٍ دوريٍّ من خلال تنظيفها بالفرشاة مرةً يوميًّا أو أسبوعيًّا على أبعد تقديرٍ، كما يجب تشذيب أظافرها بشكلٍ منتظمٍ.
إنّ فرو هذا النوع من القطط لا يستطيع التخلص من الأوساخ والمخلفات بمفرده بشكلٍ طبيعيٍّ، لذلك على من يرغب في الاحتفاظ بها مراعاة إبقائها داخل المنزل، إذ تميل قطط الشيرازي إلى العيش في بيئاتٍ نظيفةٍ ومرتبةٍ، كما أنّها لا تُعتبر من الحيوانات النشيطة، فهي تفضل الاسترخاء في مكانٍ مريحٍ ودافئ، في حين قد تأتيها موجة من النشاط المفاجئ تتبعها فترة طويلة نسبيًّا من الكسل، وتعرف هذه القطط بقدرتها البطيئة على التعلم أو التدرب، وتميل إلى مشاهدة النشاطات عوضًا عن المشاركة فيها.
المشاكل الصحية الشائعة لقطط الشيرازي
على الرغم من أنّ أمراض قطط الشيرازي قليلةٌ، إلا أنّ من الواجب مراقبتها لاكتشاف أي مشاكلَ متعلقة بالصحة ومعالجتها، وتشمل المشاكل الصحية الشائعة بين قطط الشيرازي:
- داء الكلى المتعددة الكيسات؛ وهو نوعٌ من الأمراض الوراثية التي قد تصيب إحدى الكليتين أو كلاهما، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض عند القطط التي تتراوح أعمارها بين 7 إلى 10 أعوامٍ.
- قد يعاني هذا النوع من القطط من بعض الصعوبات التنفسية أو الضيق التنفسي، بسبب أنفها الأفطس.
- من الممكن أن تظهر بعض المشاكل العينية، ومن ضمنها ضمور الشبكية التدريجي، ونتوءات الجفن (العين الكرزية)، وطي الجفون الداخلية (الانطواء الجفني).
- تدميع العين المفرط.
- حصوات المثانة، والتهاب المثانة.
- اعتلال عضلة القلب التضخمي (سماكة الجدران العضلية للقلب).
- مرض تحويلات الكبد؛ وهو واحدٌ من الاضطرابات التي لها تأثيرٌ سلبيٌّ على تدفق الدم إلى الكبد، والذي يمكن أن يتسبب بفقر الدم وظهور حصوات بالمثانة.
- عدم استقرار حرارة الجسم.
النظام الغذائي الأمثل لقطّ الشيرازي
تأكل قطط الشيرازي بكمياتٍ جيدةٍ عند وجود الطعام الذي تحبه، إلا أنّ الوجبات المحببة لها ليست كثيرة، ويجب الانتباه عند إطعامها إلى اختيار غذاء غني بالبروتينات والألياف والقليل من الدهون، ويمكن تقديم الطعام لها جافًا أو رطبًا أو حتى خليطًا بينهما، وكونها تعتبر من القطط الكسولة، يجب الحذر من إطعامها بكمياتٍ كبيرةٍ تجنبًا لإصابتها بزيادة الوزن والسمنة، إذ يكفي وضع الطعام لها مرتين يوميًّا، مع الانتباه إلى أنّ وجوهها المسطحة قد تشكل لها صعوبةً في تناول بعض أشكال الطعام التي تأتي بأحجامٍ معينةٍ، وفي هذه الحالة يجب العمل على تغيير هيكلية الوجبة لكي تتمكن من تناولها. .