كيف يعمل الواي فاي على الطائرة
إنّ وجود الواي فاي على الطائرة بات من الأمور الشائعة في عصرنا هذا، إذ تتسابق وكالات وشركات الطيران لتقديم الخدمات لزبائنها، وليس من الغريب أن نسأل أنفسنا كيف يحدث مثل هذا الاتصال!
الأخطار المصاحبة لاستخدام الواي فاي على الطائرة
لقد كان هنالك اعتقادٌ شائعٌ بأن استخدام الهواتف الذكية على متن الطائرات أمرٌ خطيرٌ للغاية لأنه يؤثر على أنظمة الطائرة وقد يؤدي إلى حدوث خللٍ فيها وعدم القدرة على التحكم بها بشكلٍ سلسٍ.
بالطبع هذا الاعتقاد كان صحيحًا بالفعل لوقتٍ من الأوقات، ولكن التطور التكنولوجي المستمر أتاح لنا حالةً من القفزة النوعية في هذا الموضوع.
حيث أصبح بإمكان المستخدمين استخدام الهواتف المختلفة على متن الطائرة بشرط أن يتم تفعيل وضع الطيران قبل الصعود، وبهذه الحالة لا يمكنك إجراء مكالماتٍ هاتفيةٍ عاديةٍ أو تلقي مثل هذه المكالمات لأنها لا تزال خطرًا على أنظمة الطائرة، خصوصًا أن هاتفك سيسعى إلى الاتصال مع أقرب برج بث لشبكةٍ خلويةٍ وهذا سوف يؤثر مع اتصال الطائرة بأبراج المراقبة والمساندة للطائرات وحتى التسبب في تشويشٍ وخللٍ.
لكن شبكة الواي فاي على الطائرة ليست ضمن هذه المخاطر على الإطلاق، وذلك لأنها لا تعتمد على آلية الاتصال المكالمات اللاسلكية نفسها ويمكن استخدام شبكة الواي فاي حتى عندما نضع الهاتف في وضع الطيران.
الشبكات الأسرع في الطائرات
لا يوجد حتى الآن شركة طائراتٍ تقدم اتصال واي فاي مثالي في الطائرات أو على الأقل بنفس إمكانيات الاتصال الطبيعي على الأرض، ولكن رغم ذلك قد تتسائل عن هوية الشركة التي تقدم أسرع شبكة لاسلكية.
والإجابة المباشرة على هذا السؤال هي خطوط JetBlue الجوية، وهي شركة طائراتٍ أمريكيةٍ تستخدم أحدث تقنيات الاتصال اللاسلكية في الطائرات، ونجحت في تقديم سرعة اتصال 15 ميجابت في الثانية.
ومن الجدير بالذكر أن هنالك شركاتٍ أمريكيةً أخرى تفوقت في تقديم شبكةٍ سريعةٍ مثل Virgin America و Delta و Southwest وغيرها.
الاتصال البسيط عبر الأبراج
كيف تعمل شبكة الواي فاي على الطائرة بالضبط!؟ يمكن القول أن الإجابة ببساطةٍ هي أن للطائرات نوعان من الأنظمة المتبعة لإدخال هذه الخدمة، النظام الأول يقدم خدمة الواي فاي المتصلة بين الهواء والأرض بطريقةٍ مماثلةٍ لهاتفك الخلوي نوعًا ما، حيث أن الطائرات لديها جهاز هوائي يقع تحت جسمها والذي يرتبط مع أبراجٍ ناقلةٍ لشبكة الاتصال، وأثناء سفر الطائرة فإنها ببساطةٍ تتصل بأقرب جهاز إرسالٍ على أساسٍ متداولٍ.
وبهذه الحالة تصبح الطائرة مضيفًا لشبكة اتصالٍ لاسلكيةٍ تتيح للمستخدمين الاتصال بالإنترنت وممارسة كافة النشاطات التي يريدونها مثل إرسال الرسائل والدردشة وتصفح البريد الإلكتروني وغيره.
ولكن من الجدير بالذكر أنّ هذه الطريقة تصبح غير فعالةٍ على الإطلاق عند العبور فوق مياه واسعة مثل المحيط الأطلسي أو مناطق بعيدة للغاية عن أبراج الاتصال، حيث تفقد وقتها إمكانية الاتصال.
الواي فاي على الطائرة عبر الأقمار الصناعية
عندما تعاني الطريقة الأولى من عوائقٍ أرضيةٍ عديدةٍ أثناء السفر، فإن الطريقة الثانية تبرز على أنها الخيار الأفضل:
- الأقمار الصناعية
تعتمد هذه الطريقة على الأقمار الصناعية، حيث ترتكز على شبكةٍ من الأقمار الصناعية المدارية للسماح بالاتصال بين الطائرة والمستخدمين وشبكة الإنترنت. - عملية الاتصال
يرتبط القمر الصناعي بالمحطات الأرضية وتقوم الطائرة بتحقيق اتصالٍ ناجحٍ مع شبكة الإنترنت عبر الاتصال بهذه الأقمار الاصطناعية عبر جهازٍ هوائيٍّ في الجزء العلوي من جسم الطائرة، وهي نفس الأقمار الصناعية المستخدمة في الإشارات التلفزيونية والتنبؤ بالطقس والعمليات العسكرية السرية. - إتاحة نقل البيانات بعد الاتصال
يتم نقل معلومات وبيانات الاتصال من وإلى هاتفك الذكي عبر هوائي على الجزء العلوي من الطائرة والذي يتصل بأقرب إشارةٍ للأقمار الصناعية، ويتم تمرير البيانات بين الأرض والطائرة عبر القمر الصناعي. - وصول الشبكة للمستخدمين
عندما تصبح شبكة الاتصال جاهزةً بين الأرض والطائرة والقمر الصناعي، يتم توزيع إشارة شبكة الواي فاي على ركاب الطائرة عبر جهاز راوتر متواجد على متن الطائرة نفسها. - نطاقان للاتصال
يمكن أن يصل للمستخدمين من هذه الطريقة نطاقان مختلفان من نطاقات الاتصال الشبكية، حيث أن طريقة القمر الصناعي تعمل على نطاقين مختلفين لتقديم خدمة الإنترنت؛ النطاق الضيق والنطاق العريض، كلاهما يتيح للركاب الوصول الكامل إلى الإنترنت لكن يبقى النطاق الضيق أقل ملاءمةً لبث الأفلام وما إلى ذلك.