كيف يمكن حماية طبقة الأوزون
قبل التطرّق إلى وسائل حماية طبقة الأوزون والغاية من وراء ذلك، فلنتعرّف بداية على تلك الطبقة. طبقة الأوزون، هي منطقة من الغلاف الجوي، تقع بين مسافة 15 إلى 35 كيلومترًا فوق مستوى سطح الأرض. وتسمى بذلك، لأنها تحتوي على تركيزات عالية من جزيئات غاز الأوزون (صيغته الكيميائية O3). وتقع نسبة تبلغ 90% من الأوزون في طبقة الستراتوسفير، تمتد من ارتفاع 10-18 كم إلى نحو 50 كم.
تتميز طبقة الستراتوسفير بارتفاع درجة الحرارة فيها. ويُعزى هذا الارتفاع في درجة الحرارة إلى امتصاص طبقة الأوزون للإشعاع الشمسي، حيث تمنع طبقة الأوزون وصول أشعة الشمس ذات الأطوال الموجبة الأقل من 290 نانومترًا من الوصول إلى سطح الأرض، بما فيها الأشعة فوق البنفسجية وبعض الأشعة الأخرى التي تؤذي الكائنات الحية. وبذلك، تعد طبقة الأوزون عاملًا مهمًّا لحماية الأرض والكائنات التي تسكنها ضد أي ضرر خارجي.
تآكل طبقة الأوزون
في سبعينيات القرن الماضي، اكتشف العلماء أنّ طبقة الأوزون تتآكل. في الطبيعي، تنبعث بعض المواد من الأحداث والكوارث الطبيعية مثل انفجارات البراكين. تؤثر هذه المواد على مستويات غاز الأوزون في الجو. مع ذلك، لا يمكن اعتماد هذه الظواهر الطبيعية على أنها المسبب الأول والوحيد لتآكل طبقة الأوزون. هناك أسباب أخرى بالطبع، يتدخل فيها البشر من خلال التطبيقات الصناعية مثل الثلاجات وطفاياتِ الحرائق والمكيفات الهوائية.
يتآكل الأوزون بشكل متزايد عند القطب الجنوبي في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، وتأتي ذروة النضوب في أوائل أكتوبر. يتسبب هذا التآكل في تكوّن ثقب الأوزون، ويمكن رؤيته عند منطقة القطب الجنوبي من خلال الأقمار الصناعية. كما لُوحظ ترقق الأوزون فوق القطب الشمالي إلى قارة أوروبا. مع الأسف، تتطلب طبقة الأوزون مقدارًا طويلًا من الوقت لتستعيد ما نضب منها. وهي عملية بطيئة للغاية وتستغرق وقتًا طويلًا.
الآثار السلبية لنضُوب طبقة الأوزون
يؤدي استنزاف طبقة الأوزون إلى انعدام الحماية وفتح الطريق أمام ارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية على سطح الأرض، هذا بدوره يؤثر سلبيًا على صحة الإنسان، حيث تؤدي هذه الأشعة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد واعتام عدسة العين واضطرابات نقص المناعة.
من ناحية أخرى، لا تسلم البيئة من خطر زيادة اختراق الأشعة فوق البنفسجية، حيث تتضرر النظم البيئية سواء على الأرض أو في الماء. هذا يؤثر على النمو والدورات الكيميائية الحيوية والسلاسل الغذائية على الأرض. كما يتأثر نمو النباتات، مما يقلل من الإنتاج الزراعي في النهاية.
بروتوكول مونتريال
في القرن الماضي، وقعت العديد من الدول على بروتوكول مونتريال لإنقاذ طبقة الأوزون، ونُشر الوعي بين العامة والدول حول أسباب تكوّن ثقب الأوزون. استجاب الكثير من العامة والدول بالفعل، حيث قلت مبيعات المنتجات المحتوية على مركبات الكلوروفلوروكربون، خاصة مكيفات الهواء. لكن مع ذلك، أنكرت العديد من الشركات الكيميائية هذا الأمر، ولم تمتنع عن صناعة منتجات تحتوي على الكلوروفلوروكربون ضمن مركباتها، فحالها أشبه بالنفط والفحم اليوم. وإذا ما تنازلت عن استخدام هذه المركبات، ستخسر الكثير من الأموال.
كيفية حماية طبقة الأوزون
- تجنب استخدام الغازات الخطيرة
التي تؤثر سلبًا على طبقة الأوزون أثناء عملية التصنيع، ومن أخطر أنواع هذه الغازات مركبات الكلوروفلوروكربون والهيدروكربونات المهلجنة وبروميد الميثيل وأكسيد النيتروز.
- تقليل استخدام السيارات
تُعد السيارات وسيلة النقل المعتمد عليها في عصر السرعة هذا. مع ذلك، فهي تصدر كميات كبيرة من الغازات الضارة على طبقة الأوزون. يُفضل عدم استخدامها إلا في حالات المسافة البعيدة مثل السفر من مدينة إلى أخرى أو شارك السيارات مع الآخرين. مثلًا، اليوم تركب سيارة صديقك وغدًا تركبان في سيارتك. هذا يساعد على حماية طبقة الأوزون وتقليل التلوث والتوفير في نفس الوقت.
- عدم استخدام منتجات التنظيف المضرة بالبيئة
للأسف، هناك الكثير من المنظفات تحتوي على مذيبات ومواد ضارة بالبيئة. يمكن تجنب هذه المنتجات واستبدالها بأخرى غير سامة مثل البيكربونات أو الخل.
- الاعتماد على المنتجات المحلية
قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء، ولكن هناك علاقة بين شراء المنتجات المستوردة أو القادمة من بلاد بعيدة وحدوث التلوث. وذلك من خلال وسائل نقل البضائع، فكلما زادت المسافة المقطوعة، زاد إنتاج أكسيد النيتروز، وهو غاز سام.
- الحفاظ على صيانة مكيفات الهواء
يتسبب تعطيل هذه الأجهزة بتسرب مركبات الكلوروفلوروكربون إلى الهواء الجوي. وترتفع إلى طبقة الأوزون وتسبب التآكل. ويفضل شراء مكيفات الهواء التي لا تستخدم مركبات الكلوروفلوروكربون.