ما الفرق بين الكوكبة والمجرة
إذا كنت تسير في إحدى ليالي الصيف والسماء صافيةٌ تمامًا، ونظرت إليها ليُبهرك منظر انتشار عددٍ هائلٍ من الأجسام المضيئةِ فيها، وكونك غيرَ ذي خبرةٍ في مجال الفلك قد تعتقد أنها جميعها نجومٌ متشابهةٌ دون أن تدرك الحقيقة المغايرة التي لم يتوصل إليها علماء الفلك القدماء حتى فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث اكتشفوا أن الكون يزخر بالنجوم والمجرات، والكوكبات إضافةً لكثيرٍ من الأجرام المضيئة التي يسهل على أي شخصٍ مُتبحّرٍ في علوم الفلك والكون التمييز بينها ومعرفة إن كان ما يراه هو المجرة أم الكوكبة.
لذلك يسرنا أن نحاول من خلال هذا المقال أن نجيب ولو بشكلٍ بسيطٍ عن سؤال ما الفرق بين الكوكبة والمجرة وما هي مكونات كلٍ منها؟ وبماذا تختلف عن بعضها البعض؟ فربما تُفيدك هذه المعلومة يومًا ما.
ما هي المجرة Galaxy
أول ما يتبادر إلى أذهاننا مجرة درب التبانة الشهيرة عند سماع كلمة المجرة، والتي تُشكل الأرض والمجموعة الشمسية جزءًا منها، لكن قد لا يعلم الكثيرون عن معنى مصطلح المجرة وإلى ماذا تُشير، فالمجرة هي مُصطلحٌ فلكيٌّ يُطلق على مجموعةٍ ضخمةٍ من الغاز والغبار ومليارات النجوم والأنظمة الشمسية يجمعها مع بعضها البعض قوى جاذبية، كما يُعتقد بوجود ثقوبٍ سوداءَ في مركز المجرات الكبيرة فقط.
أنواع المجرات
لسنواتٍ طويلةٍ لم يعرف العلماء إلا مجرة درب التبانة Milky
Way
واعتقدوا أنها الوحيدة في هذا الكون وأن بقية الأجرام المضيئة في السماء مجرد
سديمٍ كونه أقرب للغيوم الضبابية، لكن مع بداية القرن العشرين تحديدًا في فترة
العشرينيات اكتشف عالم الفلك إدوين هابل أن سديم أندروميديا هو مجرةٌ قائمةٌ بحد
ذاتها وتُعتبر الأقرب إلى مجرة درب التبانة.
من خلال تلسكوب هابل نسبةً للعالم إدوين هابل شاهد العلماء في السماء قرابة 10000 مجرة تختلف عن بعضها البعض، فمنها ما يبدو أقرب إلى شكل دوامةٍ تخرج منها أذرعٌ منحنية الشكل كمجرة درب التبانة، بينما بدت بعض المجرات ذات شكلٍ بيضويٍّ عُرفت بالمجرات الإهليلجية Elliptical Galaxy فيما ظهرت مجراتٌ أخرى بأشكالٍ غير منتظمةٍ أشبه بالبقع أو النقاط.
ما هي الكوكبة Constellation
يستخدم علماء الفلك أسماءً ومصطلحاتٍ خاصةً بهم للدلالة على كلِ جزءٍ من هذا الكون، حيث يُطلقون اسم الكوكبة Constellation على مجموعةٍ من النجوم تظهر مع بعضها البعض على هيئة شكلٍ أو نموذجٍ معينٍ قد يرمز أحيانًا لشيءٍ خياليٍّ، ويعود أصل كلمة الكوكبة Constellation إلى اللغة اليونانية القديمة التي تعني مجموعةً من النجوم.
أحصى العلماء قرابة 88 كوكبةً مختلفةَ الأشكال والأحجام بعضها يشبه مخلوقاتٍ أسطوريةً وبعضها يشبه الحيوانات والأشخاص والأشياء، حيث تحصل الكوكبة على شكلها من خلال النجوم الأكثر لمعانًا من البقية، لكن قد تظهر نجومٌ أخرى ضمن الكوكبة نفسه تُعرف بالمجمة Asterism.
اعتمد العلماء على الكوكبات للتعرف على مواقع النجوم في السماء فقط، لأنها عبارةٌ عن أشكالٍ تخيليةٍ غير حقيقيةٍ بدت لهم عند النظر إلى السماء ورسم خطوط تخيلية بين النجوم القريبة من بعضها البعض، بالرغم أنها قد تفصل بينها مسافاتٌ كبيرةٌ لكنها تبدو قريبةً لنا؛ فالكوكبة شيءٌ تخيليٌّ لا يوجد أي رابطٍ أو صلةٍ بين نجومها يمكن أن يجعلها ضمن كينونةٍ واحدةٍ.
الفرق بين الكوكبة والمجرة
قد يختلط على الإنسان العادي غير المختص بأمور الفلك، فلا يستطيع التفريق بين المجرة والكوكبة، حيث تشترك مع بعضها البعض بوجود النجوم ضمنها كمكوّنٍ أساسيٍّ، لكنها تختلف بعددها، وأحيانًا يمكن رؤية إحدى المجرات في كوكبةٍ ما نتيجةً لوقوعها ضمن خط النظر للعين من الأرض.
ربما تبعد النجوم عن بعضها مسافاتٍ كبيرةً تُقدّر بملايين السنوات الضوئية، والتي من المرجح أن تزداد مع مرور الوقت وفقًا لنظرية توسع الكون وتمدده، ولهذا يتوقع العلماء أن تتغير مواقع المجرات وأشكال الكوكبات التي نعرفها الآن إلى مواقعَ وأشكالٍ جديدةٍ خلال السنوات القادمة.
يمكن حصر الفرق بين الكوكبة والمجرة بنقاطٍ ثلاث: