ما المقصود بالغابات النفضية؟ وأين تنمو؟

تتكون الغابات النفضية بالمقام الأولى من أشجار عريضة الأوراق، حيث تسقط أوراقها كاملةً خلال موسم واحد. توجد في مناطق تتميز بموسم شتوي ذات هطول مطري على مدار العام، كما تمتد إلى مناطق أكثر جفافاً على طول ضفاف الأنهار وحول المسطحات المائية، ففي المناطق الاستوائية يمكن ملاحظة الغابات النفضية المؤلفة من أشجار الزان، والبلوط، والبتولا، والكستناء، والدردار، والقيقب، والحور، والزيزفون، جميعها أشجار سائدة في الغابات المتساقطة أو النفضية على منتصف خط العرض. وهي تختلف بالشكل والارتفاع ويكون نموها كثيف يسمح للقليل من الضوء بالنفاذ منها نسبياً عبر المظلة الورقية، على حافة الغابات يمكن ملاحظة الشجيرات ولأن ضوء الشمس يتوفر بشكل أكبر يمكن ملاحظة نباتات الإزهار العشبية بكثرة بين الأشجار في الربيع قبل أن تصل الأشجار للأوراق الكاملة.

أما التربة في هذه الغابات فتكون عبارة عن البودزول الرمادي والبني، وهي تربة حمضية قليلاً لها طبقة من الدبال الحُبيبي والتي تعرف باسم mull، وهو خليط مسامي مؤلف من المواد العضوية والتربة المعدنية، يحتوي الدبال مول على الكثير من البكتيريا واللافقاريات كديدان الأرض.

تعتبر القواقع والرخويات والحشرات والعناكب من القطنين الشائعين في الغابة النفضية، بالإضافة إلى الفقاريات ذوات الدم البارد، كالثعابين، والضفادع، وللسلندر، والسلاحف، أم الطيور هناك الطيور المغردة، وصائد الذباب، والفيريوس، والقلاع، ونقار الخشب، والصقور، والبوم، وأبرز الثديات فيها هي الفئران، والشامات، والسناجب، والأرانب، وابناء عرس، والثعالب، والدببة، والغزلان .

ونتيجة طبيعة هذه الغابات وإذا قمت بالحفر تحت أرض تلك الغابات ستجد طبقات من الأوراق المبللة والمتحللة، بالإضافة لخيوط بيضاء من الفطريات التي تبرز بشمل واضح في التربة الداكنة، تتحلل الفطريات والحشرات والبكتيريا تحت الأرض مع الأوراق المتساقطة والمواد العضوية بشكل سريع، فتنتج طبقة سميكة من التربة الغنية بالمغذيات، هكذا يتشكل الدبال.

إن أكثر ما يميز هذه الغابات هي مناظرها الخلابة التي تكتسبها نتيجة تغير ألوان أوراق الشجر، فمن المدهش أن التأثير الموسمي يبدأ داخل كل خلية من كل ورقة على شجرة، فمع اقتراب الشتاء وبداية الخريف وانخفاض الحرارة تتوقف الخلايا النباتية عن انتاج أصباغ خضراء (الكلوروفيل) في خلايا أوراقه، عندما تتوقف الخلايا عن انتاج الكلوروفيل ويختفي الصباغ الأخضر ببطء من كل خلية في الورقة، تصبح الأصباغ الأخرى أكثر حيوية وتبدأ الأوراق في الظهور باللون الأصفر والأحمر والبرتقالي.

يذكر أن الغابات مثل أي كائن آخر تكبر وتتغير بمرور الوقت، فكل غابة تراها اليوم كلانت في مامضى كومة من الصخور العارية، وببطء تنمو الأشنيات والطحالب فوق تلك الصخور وتتحلل لتشكل طبقة من التربة قادرة على دعم الأعشاب والزهور البرية، ففي تلك المرحلة كانت الغابة عبارة عن أرض عشبية فقط.

قد تؤدي الحرارة والارتفاع والرطوبة إلى تكوين ارتباطات نباتية متميزة داخل نمط الغابات المتساقطة. لا تشهد أي منطقة في العالم تغيراً في المواسم كما يحدث في الغابات النفضية أو المتساقطة المعتدلة، تم العثور على تلك الغابات النفضية المعتدلة ضمن خطوط العرض المعتدلة تماماً مثل الغابات المطيرة الاستوائية الموجودة داخل المناطق الاستوائية، أي يمكن إيجادها على الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية وشرق أستراليا، بالإضافة إلى شمال شرق آسيا من الصين وكوريا واليابان، بالإضافة إلى أوروبا الغربية والثلث الشرقي للولايات المتحدة.