ما هو الاتصال الفعال

مجد الشيخ
مجد الشيخ

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

إن كنت تعمل أو تتواجد في مكانٍ يتطلب منك التواصل المباشر والمستمر مع الناس، فإنّ أهم المهارات التي يجب أنّ تمتلكها هي الاتصال الفعال (Effective Communication)، ففي كثيرٍ من الأحيان، عندما نحاول التواصل مع الآخرين، قد يُفهم ما نقوله بطريقةٍ خاطئةٍ، الأمر الذي ينتج عنه مشاكل، سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل، لذا يجب علينا أن نكون على درايةٍ بتقنية الاتصال الفعال، وكيف نضمن إيصال أفكارنا إلى الشخص المستهدف بطريقةٍ صحيحةٍ، هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.


مفهوم الاتصال الفعال

هو إحدى المهارات التي يكتسبها الفرد بحيث يكون قادرًا على توصيل أفكاره وأرائه ورسائله إلى شخصٍ أو جمهورٍ معينٍ بطريقةٍ يضمن بها أنّ يقتنع الشخص المستهدف بما يقوله أو يعبر عنه، وهو أكثر من مجرد تبادل رسائل بين الأفراد؛ فهو يرتبط بالعواطف والنوايا التي تقع خلف هذه الرسائل، بالإضافة إلى قدرة الشخص على نقل هذه الرسائل بشكلٍ واضحٍ وبسيطٍ، وأنّ يفهم كل ما يقوله الشخص المقابل ويشعره بأنّه يستمع له ويفهم ما يقوله..

أمّا في مجال الأعمال التجارية، فالنجاح مرتبطٌ بالقدرة على الاتصال الفعال، فسوق العمل يعتمد على إرسال واستقبال العديد من الرسائل اليومية، سواء بين الزملاء أو بين المدراء والعمال أو بين التاجر والعميل، يجب أنّ تصل جميع رسائلهم بشكلٍ صحيحٍ لإنجاح العمل وتحقيق الأهداف..


المهارات المطلوبة للاتصال الفعال

الاتصال الفعال فنٌّ ومهارةٌ تمّ تطويره بعد ممارسةٍ وخبرةٍ مستمرةٍ للوصول إلى أهم المهارات المطلوبة، لكل من المتكلم والمتلقي، من أجل إتمام عملية اتصال فعال مؤثرة، من هذه المهارات:

  • الوضوح والاختصار: يجب أن تكون الرسالة التي يريد الشخص إيصالها للمتلقي بسيطةً واضحةً دقيقةً ومختصرةً.
  • الاستماع الجيد والفهم: يجب أن يكون المتلقي مستمعًا جيدًا ومتيقظًا ليفهم كل تفاصيل الرسالة ويفسرها جيدًا.
  • الذكاء العاطفي: يجب أن يكون يكون المتكلم قادرًا على الوصول إلى عواطف المتلقي والتأثير عليها.
  • الكفاءة الذاتية: يجب أن يؤمن المتكلم بقدراته على تحقيق أهدافه.
  • الثقة بالنفس: يجب أن يثق المتكلم بنفسه ليعزز قيمة الرسالة التي يرسلها.
  • الاحترام: يجب أن تحترم الرسالة قيم المتلقي وأرائه وأفكاره.
  • لغة الجسد الجيدة: تساعد لغة الجسد في تعزيز الاتصال الفعال بما تتضمنه من إيماءات وتعابير وجه وتواصل بصري.
  • انتقاء الوسيلة الصحيحة للاتصال: تلعب الوسيلة التي يتم عبرها الاتصال دورًا كبيرًا في فعاليته، وتُحدد تبعًا للحالة وأولوية الرسالة ووجهة نظر المستلم.
  • تقديم الملاحظات: يعتمد نجاح الاتصال على كلا الجانبين، لذا يجب على الشخص أن يتلقى الرسائل ويقدم ملاحظاته عليها، ليظهر للآخر وجهة نظرٍ مختلفة عن وجهة نظره..

أهمية الاتصال الفعال

تبرز أهمية الاتصال الفعال بما يقدمه من فوائدَ ومزايا تساعد الفرد على بناء شخصتيه وإنجاح أعماله وتحقيق أهدافه، من هذه الفوائد:

  • بناء الثقة مع الآخرين: يفيد الاستماع الجيد للآخرين وتبني وجهات نظرهم في تعزيز الثقة بينهم، ويساعد في اتخاذ قراراتٍ مناسبة لكل شخصٍ منهم، الأمر الذي سيعزز الثقة ضمن الفريق وسيجعل الجميع مطالبًا بالوفاء لواجباته ومسؤولياته لإنجاح الفريق.
  • الحد من المشاكل: يلعب الاتصال الفعال دورًا هامًّا في حل المشاكل والحد من حدوثها، عن طريق المحافظة على الهدوء وسماع جميع وجهات النظر، ثمّ إيجاد حلٍّ مناسب للجميع.
  • الوضوح: يساعد الاتصال الفعال الفرد في تقديم توقعاتٍ وأهدافٍ واضحةٍ لفريقه، وتقديم أراء مفيدة لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح.
  • إنشاء علاقات جيدة: يحسّن الاتصال الفعال العلاقات بين الأفراد، حيث يفيد الاستماع الجيد للآخرين وتقديم النصائح والآراء حول مشاكلهم في تعزيز الاحترام المتبادل بينهم وبين المستمع.
  • تحسين الإنتاجية: عندما يفهم جميع أعضاء الفريق مهامهم ويطلعون على مهام الآخرين، سيكون بإمكانهم التركيز أكثر على عملهم، وتفادي المشاكل ضمن العمل، مما يحسن من إنتاجيتهم.
  • تعزيز بناء الفريق: إن كان جميع أعضاء الفريق قد اكتسبوا مهارات الاتصال الفعال، فإن ذلك سيجعلهم أكثر قدرةً على الاعتماد على بعضهم البعض، والعمل بيدٍ واحدةٍ لإتمام المهام الموكلة إليهم، مما يزيد من المشاعر الإيجابية ويعزز العلاقات بينهم، ويرفع الروح المعنوية للفريق..

عقبات الاتصال الفعال

تشمل العقبات والعوائق التي تقف أمام الشخص في اتصاله الفعال مع الآخرين، ما يلي:

  • الإجهاد والانفعال الزائد: عندما يكون الشخص مرهقًا، جسديًّا أو عاطفيًّا، فإنّه معرضٌ لسوء الفهم أو التصرف بطريقةٍ غير مناسبةٍ، لذا تجب المحافظة على الهدوء قبل الاستمرار في التواصل مع الآخرين.
  • قلة التركيز: قد يسبب تعدد المهام المطلوب إنجازها من الشخص في تشتت أفكاره والتصرف بطريقةٍ خاطئةٍ، لذا يجب عليه التركيز قبل التحدث والتواصل مع الآخرين.
  • التعبير الجسدي المناقض: يجب أن تعبر لغة الجسد للشخص عمّا يقوله، وليس العكس، فلا يمكن أن يقول شيئًا ولغة جسده تعبر عن العكس، كأن يقول نعم وهو يهزّ رأسه باستهتارٍ.
  • لغة الجسد السلبية: يجب على الشخص عدم القيام بأيّ تعبيرٍ يعبر عن رفضه لكلام الشخص المقابل، لكي لا يضعه في موقف الدفاع عن أرائه، الأمر الذي يزيد من حدة الحديث، لذا يجب تجنب إرسال أي إشاراتٍ سلبيةٍ للآخر..
هل أعجبك المقال؟