ما هو الريسفيراترول وما فوائده
تُنتج النباتات عددًا من المواد عند تعرضها لهجومٍ فطريٍ أو بكتيريٍ تُسمى الفيتواليكسينات، يُعتبر الريسفيراترول أحد أهم هذه المواد التي تلعب دورًا مُعززًا لدفاعات النبات ضد العوامل الخارجية الضارة، للريسفراترول العديد من الاستخدامات الواعدة في الطب لفوائده التي ظهرت في التجارب المخبرية فلا بد من مزيدٍ من الدراسات للتعرف على كل فوائده وأضراره المُحتملة والجرعة الآمنة له كدواء.
الريسفيراترول
يُعتبر الريسفيراترول (Resveratrol) من الفيتواليكسينات النباتية وينتمي الريسفيراترول إلى مجموعة الفينولات المتعددة، يمتلك حلقتي فينول مرتبطتين ببعضهما بوساطة الإيثلين. تتواجد هذه المادة في أكثر من 70 نوعًا نباتيًا، تنتجه النباتات بحالةٍ طبيعيةٍ كردّ فعلٍ لمقاومة الإجهادات الناتجة عن الإصابات المختلفة مثل التقاط العدوى الفطرية او الإصابة بآفةٍ ما سواء حشريةٍ أو غير حشريةٍ، يتواجد الريسفيراترول بشكلٍ طبيعيٍ في أكثر من 70 نوعًا من النباتات وبخاصّةٍ في العنب والتوت، يتركز تواجده في العنب في القشور والبذور وهو ما يُفسّر تواجده في النبيذ الأحمر المُصنّع من عناقيد العنب الكامل دون عصرها، يعمل في جسم الإنسان كمُضادٍ للأكسدة مما يعطيه دورًا فعالًا في مكافحة الأورام السرطانية فهو قادرٌ على تثبيط جميع مراحل السرطان بما فيها مرحلة البدء ومرحلتي الترويج والتقدم، كما يُعتقد بكونه يلعب دورًا فعالًا كمضاد التهابٍ وله تأثيراتٌ وقائيةٌ للقلب.
بالرغم من الفوائد المتوقعة العالية للريسفراترول، لا تزال تطبيقاته الدوائية العملية في مراحلها الأولى وذلك لصعوبة الحصول عليه بشكله الحرّ ولضعف قابليته للذوبان بالإضافة لبعض التأثيرات السلبية له والتي لا تزال بحاجةٍ للدراسة المتعمقة.
الفيتواليكسينات النباتية
الفيتواليكسينات النباتية (Phytoalexins) هي مجموعةٌ من المُركّبات النباتية ذات الوزن الجُزيئي المنخفض والتي تُنتجها النباتات في حال تعرضها للإجهادات كآليةٍ دفاعيةٍ في جسم النباتات ضد الاخطار كالبكتيريا والممرضات، حيث تهاجم الفيتواليكسينات المُسبّبات المرضية وتحاول اثباطها وايقاف عملها الهدام للنبات، وهي جزءٌ رئيسيٌ من النظام الدفاعي المُعقّد للنباتات ضد التهديدات الخارجية المنشأ.
تضم الفيتواليكسينات تنوعًا كبيرًا في المركبات الكيميائية التي تتبع لعوائل كيميائيةٍ مختلفةٍ، منها بعض الفينولات البسيطة والمتعددة وبعض المركبات الحاوية على الكبريت، والتربيونيد، وغيرها الكثير. دُرست تأثيراتها في النباتات والتأثيرات المتبادلة بينها وبين أغلب الكائنات الحية الدقيقة المُمرضة للنباتات، ولأغلبها القدرة على التعديلات الجينية من خلال نقل الجينات في النباتات.
فوائد الريسفيراترول
يُخفض الريسفيراترول ضغط الدم
تشير عدد من الدراسات المؤكدة أن تناول جرعاتٍ كبيرةٍ من الريسفيراترول يُخفّض من ضغط الدّم على جدران الأوعية الدموية عند خفقان القلب وهو ما يُعرف بضغط الدم الانقباضي (القراءة العليا التي تظهر عند أخذ قياس الضغط) كونه مادةً مضادةً للأكسدة، حيث من المحتمل أنه يزيد من تركيب مادة أوكسيد النيتريك التي تُكافح آثار الشيخوخة المتمثلة في تصلب الشرايين وتزيد مرونتها.
تأثيره الإيجابي على دهون الدم
تُشير بعض النتائج المخبرية عند تطبيقه على الفئران المخبرية بأن له تأثيرًا ايجابيًا على تكوين شحوم الدم بطريقةٍ جيدةٍ، حيث يتحكم في عمل الإنزيمات الناظمة لتكوين الشحوم رافعًا تراكيز الشحوم الصحية وخافضًا تركيز الشحوم الثلاثية (الكوليسترول) الضارّة.
مكافحة الشيخوخة
تشير الأبحاث أن مركب الريسفيراترول له قدرةٌ على مقاومة علامات التأخر في السن، كما زاد معدل الأعمار عند 60% من الحيوانات التي طُبق عليها، ويُعتقد أن هذا التأثير ناتجٌ عن طريق تقييد حركة وحرق السعرات الحرارية في الجسم، ومن غير المعلوم إذا كان له نفس التأثير على البشر إلى الآن.
يحمي الدماغ
يُساعد على إبطاء التدهور الدماغي المُقترن بالتقدم بالعمر من خلال خصائصه كمضادٍ للأكسدة ومضادٍ للالتهاب، حيث أنه يتداخل مع بروتين البيتا أميلويد الذي يُشكل اللويحات المُسببّة لمرض الزهايمر ويعيقه عن أداء وظيفته ويعيق تشكيل اللويحات.
يفيد لمرضى السكري
أُجريت العديد من الدراسات على الحيوانات المخبرية التي تُثبت فعالية الريسفيراترول في مكافحة آثار مرض السكري، حيث يقوم بزيادة حساسية وفعاليّة الأنسولين، تُشير بعض التقارير لإيقاف الريسفراترول لإنزيمٍ يقوم بتحويل الجلوكوز إلى سكر السوربيتول وهو سكر الكحول.
يحارب الخلايا السرطانية
أعطى الريسفيراترول العديد من النتائج الواعدة في التجارب ضمن أنابيب الاختبار والتجارب السريرية على الحيوانات، حيث يقوم بكبح الخلايا السرطانية بنسبٍ مُختلفة بما فيها الخلايا السرطانية لسرطان المعدة والقولون والثدي والأمعاء والجلد والبروستات وغيرها، ويُعتقد أن آلية المكافحة فيه تعود إلى واحدةٍ من الاستراتيجيات التالية:
- قد يمنع الخلايا السرطانية من النمو والتكاثر والانتشار.
- قد يغير التركيب الجيني للخلايا المُسرطنة ما يمنعها من التضاعف والتكاثر.
- قد تكون له تأثيراتٌ هرمونية معينة إذ يمكنه منع تشكيل عددٍ من الهرمونات الضرورية لبعض أنواع السرطانات حتى تنمو وتنتشر وهو ما يعيق تقدم وتطور الخلايا السرطانية وانتشار المرض.
الآثار الجانبية المحتملة للريسفراترول
- لا يُعرف أي تأثير للتعرض لجرعات كبيرة وعلى المدى الطويل للريسفراترول.
- يمتلك خصائص مشابهةً للأستروجين وهو ما دفع بعض الأطباء لتوصية مرضى السرطانات الحساسة للهرمونات مثل الرحم والثدي والمبيض لدى النساء بتجنبه.
- يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية ما يُسبب مضاعفاتٍ كتفاعله مع مُميعات الدم ما يسبب النزيف.
- الجرعات الفموية العالية تخفض كثيرًا من ضغط الدم والصُفيحات الدموية كما قد تسبب الحمى.
- قد يتراكم في الكلى عند بعض الأشخاص مُسببًا مشاكل في الكبد.