ما هو تعريف أو مفهوم الإيمان
الإيمان كلمةٌ شائعةُ الاستخدام بين الناس في الحياة اليومية، مع ذلك، لا نفهم معناها في معظم الأحيان، ولعلّ السبب في هذا الارتباك هو الاستخدامات المتعددة لهذه الكلمة في مختلف أنواع المحادثات، وإذا نظرنا إلى المعجم، سنرى سبعة معانٍ واستخدامات مختلفة، فما معنى مفهوم الإيمان حقًا؟ هذا ما سنستعرضه في مقالنا هذا..
مفهوم الإيمان
الإيمان (Faith) هو الشعور بالثقة بأننا سنحصل على ما نأمل به، ولكن لم نحصل عليه بعد، أو يمكن القول أيضًا بأنه إيمانٌ بما لا يُمكن أن نراه؛ أي بالأشياء الروحية غير المرئية، فالإيمان يأتي قبل أن يتحقق ما صلّينا لأجله، وقبل أن نتلقى ما قد طلبناه من الله، فإذا كنّا قد تلقينا ما طلبناه، فلا حاجة عندها للإيمان.
النماذج الأبرز للإيمان
بالتأكيد، لا يوجد مصطلحٌ واحدٌ ثابتٌ للإيمان، لذلك تم وصف موجز أولي للنماذج الأساسية للإيمان، وهي كالتالي:
- النموذج العاطفي البحت: وهو الشعور الكامن بالثقة الوجودية، ويعبّر عن الموقف العام للمرء في الحياة، حيث تمّ التعبير عن فقد الإيمان على أنه مصيبةٌ نفسيةٌ.
- نموذج المعرفة الخاصة: معرفة الحقائق التي كشفها الله، وقد وصف جون كالفن (John Calvin) هذا النموذج على أنه "معرفةٌ أكيدةٌ ومحددةٌ عن إحسان الله لنا، مبنية على حقائق الوعود الممنوحة بحريةٍ، وكُشفت إلى عقولنا وقلوبنا من خلال الروح المقدسة".
- نموذج التصديق: هو التصديق بوجود الله، أو بوجود افتراضٍ آخر معين، فإذا لم يكن الإيمان معرفة ثابتة ومحددة بالحقائق، فإنه يمكن أن يكون هدفًا ما، وذلك من خلال تحديد إيمان بنوعٍ من المعتقدات، فالمؤمن هو الذي لديه قناعة بأن الله موجودٌ.
- نموذج الثقة: أي الثقة بالله، وبكل ما يخصه، فالثقة هي أساس طبيعة الإيمان، وإن قبول المؤمنين للحقائق الافتراضية التي تم الكشف عنها إلهيًّا يعتمد على ثقتهم وإيمانهم بالله.
- نموذج الأمل والرجاء: من خلال التصرف على أمل أن الله هو المنقذ، وبأنه موجودٌ على الدوام، فأمل المؤمنين ليس مجرد مثابرة وتشبث بآرائهم، بل هو موقف أكثر تعقيدًا.
- نموذج تحت أو غير العقائدي: هو الالتزام العملي بما يؤمن به الشخص، لكن بدون تصديق بوجود الله، فالإيمان ينطوي على الالتزام بما يتجاوز الدعم والإثبات.
- النموذج العقائدي: هو الالتزام العملي بدون الحاجة إلى دليلٍ، بداعي الإيمان بوجود الله..
بدون السعي، لا معنى للإيمان
الإيمان الحقيقي لا يتجلى فقط بالإيمان بالله وحده، بل يجب أن يتضمن أيضًا العمل على هذا الإيمان، فيجب على المرء خلال حياته أن يعمل على خدمة الله وطاعة وصاياه، فيزداد إيمانه عن طريق التقرب إلى الله من خلال الصلاة وقراءة كلمات الله ودراستها، مثل قراءة القرآن في الإسلام، والإنجيل في المسيحية..
الفرق بين الإيمان والتصديق
لكي نعرف الفرق بينهما، يجب أن نفهم معنى كل منهما على حدة؛ فإذا بحثنا بالمعجم عن كلمة التصديق (Belief)، سنرى أنها تعنى الحكم أو الرأي الذي يقتنع به المرء بشكلٍ تامٍ، وغالبًا ما تكون أفكارًا ومفاهيمَ يجمعها خلال حياته وتجاربه، ويمكن أن يتغير المعتقد أو ما يصدق به الشخص مع مرور الوقت، وذلك بسبب اكتساب المزيد من المعرفة خلال التجارب عبر المسيرة الحياتية. أما بالنسبة للإيمان؛ فهو يشمل كلًّا من التصديق والفعل والثقة الكاملة، فيجب إثبات إيمان بالأفعال أو الأقوال، فمن دون العمل لا يوجد إيمانٌ، والثقة هي مقياس مدى التمسك بالمعتقدات.
في النهاية، يمكن أن نتوصل إلى أن الإيمان والتصديق مترابطان بشكلٍ كبيرٍ، والفرق بينهما صغيرٌ جدًا؛ ذلك أنّ تصديق حقيقة ما بثقةٍ كافيةٍ للقيام بأعمالٍ محددةٍ يعدُّ التطبيق الأمثل لتعريف الإيمان..
الإيمان في الإسلام
في دين الإسلام، توجد ستة أركانٍ للإيمان يعتمد عليها المسلمون حول العالم، والتي هي:
- الإيمان بالله، وأن لا إله إلا الله.
- الإيمان بالملائكة.
- الإيمان بالكتب المقدسة.
- الإيمان بالرسل والأنبياء: مثل النبي موسى، والنبي عيسى بن مريم، والنبي داود، والرسول محمد بن عبد الله.
- الإيمان بيوم القيامة: وهو اليوم الذي يتم فيه تقييم أعمال الإنسان خلال حياته، وتحديد المصير، فإما أن يدخل الجنة أو يُحشَر في النار.
- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره: ويدل ذلك على أن الله عليمٌ بكل شيءٍ، وبيده الأقدار.