ما هو نص قانون نيوتن الأول
لماذا يتحتم على التفاحة دائمًا أن تسقط عموديًّا على الأرض!؟ السؤال الذي راود اسحق نيوتن عندما كان جالسًا في حديقته يتأمل الشجرة، فأصبحت هذه التفاحة البذرة التي ألهمت نيوتن كتابة قوانينه الثلاثة (ومنها قانون نيوتن الأول موضع حديثنا هنا)، والتي ما زالت تُدرّس حتى اليوم في كتب الفيزياء.
العالم اسحق نيوتن
في العام 1666 وضع إسحق نيوتن نظرياته المتعلقة بالجاذبية، وكان عمره آنذاك 23 عامًا فقط، ليؤلف بعدها ب 20 عامًا كتابه "الأصول الريّاضية للفلسفة الطبيعيّة"، الذي وضّح فيه قوانينه الثلاث الشهيرة، القوانين التي شكّلت حجر الأساس في الفيزياء الكلاسيكية، أو ما يسمى بعلم الديناميكا.
نص قانون نيوتن الأول
ينصّ قانون نيوتن الأول للحركة بأنّ الجسم سيبقى في حالة السكون التام، أو الحركة في خطٍّ مستقيمٍ وبسرعةٍ ثابتةٍ، مالم تُؤثّر فيه قوىً خارجية تُخرجه من مساره، سواءٌ كان السكون أم الحركة، وهذا ما يعرف بمفهوم القصور الذّاتي، أي بمعنىً آخر؛ إذا ما كانت محصلة القوى المؤثرة على الجسم تساوي الصّفر، فإنّ هذا الجسم سيبقى في حالة السكون أو الحركة بسرعةٍ ثابتةٍ.
ممّا سبق نستنتج أنّ القانون الأول لنيوتن يعتمد على حالة الجسم:
- الجسم في حالة السكون: هنا تكون السرعة تساوي الصفر (v=0)، والتسارع أيضًا يكون مساويًّا للصفر (a=0).
- الجّسم في حالة الحركة: السرعة في حالة الحركة لا تساوي الصفر (v≠0)، ولكن حتّى يبقى الجسم يتحرك بسرعةٍ ثابتةٍ فإنّ التّسارع يجب أن يكون مساويًّا للصفر (a=0).
تُعرّف القوى الخارجية أنّها التّغير الحاصل في الطاقة الميكانيكيّة للجسم بشقيها؛ الطّاقة الكامنة والطاقة الحركيّة، وهذا التغيير يكون مُسبَّبًا بعواملَ خارجيةٍ.
الأمثلة على قانون نيوتن الأول في محيطنا كثيرةٌ، بدءًا بالتفاحة التي سقطت بسبب الجاذبية، وانتهاءً بالمذنّبات التي تحوم في الفضاء.
قوة الركلة
بينما تُراقب بتوتّر لاعبك المفضّل، وهو يستعدّ لتنفيذ الضربة الحرة، والمخاوف بدأت بالتسلّسل لداخلك، هل يضيّع الضربة أم يسجلها أو ربّما سيركلها عاليًا، وفي حقيقة الأمر إنّ جميع الاحتمالات ستخضع لقانون نيوتن الأول.
الكرة تبقى ساكنةً في مكانها، لأنّ قوة الجاذبية تعادل قوى ردّ الفعل الناتجة عن أرضية الملعب، وتعاكسها بالجهة، وبالتّالي فإن محصلة القوى ستساوي الصفر، وعندما يركل الّلاعبَ الكرة، فإنّها ستخرج من حالتها الابتدائية (السكون)، وستكتسب سرعةً تبعًا لقوة الركلة.
إذا اصطدمت الكرة بالجدار سترتد عنه، ويتغير مسارها، وذلك بسبب دخول قوةٍ جديدة إلى المعادلة، ألا وهي قوة ردّ الفعل للجدار، وكذلك الأمر إذا دخلت الكرة الشّباك، أمّا إذا عَلت الجّدار وأخطأت المرمى، فإنّها ستقع إلى الأرض بالنّهاية بسبب قوى الاحتكاك بالهواء وقوى الجّاذبية، ولولا وجود هاتين القوّتين، لبقيت الكرة في حركةٍ دائمةٍ بحسب قانون نيوتن الأول، ولأصبحت أوّلَ كرةٍ تسافر إلى الفضاء.
قوانين نيوتن في الفضاء
إنّ قوانين نيوتن تتظاهر جَليًّا في الفضاء، فلا وجود لقوى الجاذبية أو قوى الاحتكاك هنا، فالجسم في الفضاء إذا ما اكتسب سرعةً، فإنه يبقى متحركًا باتجاهٍ ثابتٍ دون أن يتوقف، مالم يصدم جسمًا آخر، أو أثّرت عليه قوى الجذب لجرمٍ آخر، وهذا ما يساعد المَركبات الفضائية على السفر بالفضاء بدون الحاجة إلى وقودٍ مستمرٍ(ما زالت مركبة New Horizon تجول الفضاء منذ عام 2006)، فالسرعة التي اكتسبتها المركبة أثناء الإطلاق، ستحافظ عليها بعد أن تهرُب من جاذبية الأرض، بالإضافة إلى جاذبية الكواكب التي قد تمرّ بها.
أمثلة عملية حول قانون نيوتن الأول
- إنّ قانون نيوتن الأول هو المتهم الأول في الأذيات الناجمة عن الحوادث، فعندما يسقط الإنسان ويصدم رأسه بالأرض، فإنّ قوى رد الفعل للأرض ستؤثر بشكلٍ مباشرٍ على جمجمته فقط دون الدماغ، ولكن بحسب القانون الأول فإنّ الدماغ سيبقى في حركة السقوط، إلى أن يرتطم بالجدار الداخلي للجمجمة وتحدث الأذية.
- إذا قفزتَ من قطارٍ متحركٍ، فإنك وبمجرد ملامسة الأرض سوف تقع بجهة حركة القطار، والسبب في ذلك يُعزى للسرعة التي اكتسبها جسمك في القطار، فرغم أنّ الأرض ستُوقِف قدميك عن الحركة، إلّا أنّ جَذعك سيستمر بها، مما يسبب السقوط بجهة الحركة.
- عند توقّف السيارة المفاجئ بسبب اصطدامها بحاجزٍ ما، فإنّ جسم السائق سيستمرّ بالحركة مما يؤدي لأذيته، وهنا تأتي أهمية الحزام في إيقاف الجسم في مكانه.
- عندما تقوم بتحريك القهوة أو الشاي وتتوقف فجأةً، فستلاحظ بأنّ السائل يستمرُّ بالحركة الدّورانية لوحده.