ما هي الكوكبة النجمية
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
الكوكبة النجمية هي مجموعةٌ من النجوم تكوّن شكلًا تخيليًا في سماء الليل، وعادةً ما تتم تسميتها نسبةً لأسماء شخصياتٍ ميثيولوجيةٍ (أسطورية) وأشخاصٍ وحيواناتٍ وأشياءٍ أخرى، وقد قام الناس في بقاع الأرض المختلفة بتكوين أشكالٍ مختلفةٍ من نفس المجموعات اللامعة من النجوم، فالأمر أشبه بلعبةٍ وصل النقاط لتكوين شكلٍ ما، وكان هذا الأمر مفيدًا في الماضي من أجل الملاحة والإبحار في الليل وتعقب الفصول، ولأن المسافات بين النجوم مختلفةٌ فإن تكوين هذه الكوكبات سيختلف إذا ما تم النظر إليها من كوكبٍ آخر.
الكوكبة النجمية قديمًا
أشارت كل كوكبةٍ نجميةٍ بالنسبة للشعوب القديمة إلى أحد أبطالهم أو آلهتهم أو حتى قصصهم التي تناقلوها من جيلٍ لآخر، فربطوها بحياتهم وكانت بمثابة تأكيدٍ على رعاية آلهتهم لهم، كما استفادوا منها في معرفة موعد تغير الفصول وموعد زراعة المحاصيل وقدوم الربيع، واستُخدِمت كخريطةٍ كذلك.
وقد بنى البشر مبانٍ حول العالم لمراقبة حركة هذه الكوكبات وقد حوت بعض هذه الأبنية مناطق مشاهدة خاصة مكنتهم من مشاهدة كوكباتٍ محددةٍ خلال أوقات السنة لتنبههم إلى التغيرات الفصلية القادمة، أي عند ظهور كوكبةٍ نجميةٍ معينةٍ ضمن منطقة مشاهدتها المخصصة لها سيعرفون عندها إن كان الفصل ربيعًا أم شتاءً.
لقد استخدمت تقريبًا كل حضارات العالم الكوكبة النجمية كنوعٍ من أنواع التوقعات، واستفاد منها العالم أيضًا عندما بدأوا باستكشاف المحيط لإرشاد السفن وتوجيهها من مكانٍ لآخر من خلال معرفتهم بقراءة النجوم وتشكيلاتها.
تسمية الكوكبة النجمية
جاءت تسمية الكوكبات النجمية من مصادرٍ مختلفةٍ ولكلٍ منها قصة ومعنى مختلفين، فمصدر أسماء الكوكبات القديمة عادةً هو الأساطير اليونانية بينما تمت تسمية الكوكبات المكتشفة حديثًا نسبة لأسماء الأجهزة العلمية التي اكتشفتها أو لأسماء حيواناتٍ غريبةٍ، وأكثر هذه الكوكبات شهرةً هي التي أتت أسماؤها من الميثيولوجيا اليونانية أو أشارت إلى شخصياتٍ معروفةٍ في الأساطير اليونانية والرومانية ككوكبات زودياك (الأبراج) وهي الأكثر شهرةً والتي أوجدها ووثقها الفلكي اليوناني بطليموس في القرن الثاني بعد الميلاد.
لقد أُطلِقت أسماء الشخصيات الأسطورية على عددٍ من الكوكبات الرئيسية والتي تضمنت أسماء معظم أفراد عائلة بيرسيوس وعائلة هيرقل وعائلة أوريون وعائلة زودياك وعائلة أورسا ماجر (الدب الأكبر).
أما الكوكبات النجمية التي أُطلِق عليها أسماء الأجهزة العلمية فقد أوجدها بمعظمها نيكولاس لويس دو لوسيل في القرن الثامن عشر وتتضمن الكوكبة النجمية نورما (كوكبة مسطرة النقاش) وسيرسينس (كوكبة البيكار) وتيليسكوبيوم (كوكبة المرقب) ومايكروسكوبيوم (كوكبة المجهر) وأوكتانز (كوكبة الثمن) وريتيكولوم (كوكبة الشبكة).
هناك أيضًا الكوكبات التي أطلق عليها أسماء الحيوانات الغريبة والتي قدمها بمعظمها البحار الهولندي بيتر ديركزون كيزر وفريدريك دو هوتمان في القرن السادس عشر، وشملت بشكلٍ رئيسيٍّ أسماءً من عائلة يوهان باير منهم دورادو (كوكبة أبوسيف) وغروس (كوكبة الكركي) وتوكانا (كوكبة الطوقان) وكاميلون (كوكبة الحرباء) و فولان (كوكبة السمكة الطائرة).
هل تبقى الكوكبات النجمية ثابتة
لا تتغير الكوكبة النجمية في حال عدم تغير النجوم، لكن النجوم تتغير في الواقع بما فيها الشمس، فهي تسافر في مدارها الخاص المنفصل عبر مجرة درب التبانة، حيث تتحرك النجوم بسرعاتٍ مذهلةٍ لكن ملاحظة ذلك يستغرق وقتًا طويلًا بسبب المسافة الكبيرة التي تبعدها عن كوكب الأرض، وحتى النجوم الكبيرة منها تستغرق ملاحظتها وقتًا طويلًا؛ فمثلًا، أسرع النجوم في المجرة هو نجم يدعي برنارد، لكن ملاحظة تغير موقعه بمسافة تساوي عرض القمر يتطلب 180 سنة، وهكذا فإن الكوكبات بالتأكيد تغير من شكلها لكن رؤية التغيير تتطلب الكثير من الوقت والصبر.
عدد الكوكبات النجمية وأشهرها
تم تقسيم السماء إلى 88 كوكبة نجمية مختلفة عام 1922م تضمنت 48 كوكبة قديمة تم إعدادها من قبل الفلكي اليوناني بطليموس إضافةً إلى 40 كوكبةٍ نجميةٍ جديدةٍ، وتم إنشاء الخرائط النجمية بناءً عليها حيث تمثل هذه الخرائط مواقع النجوم كما نراها من الأرض.
كما أنه لا يمكن رؤية كل الكوكبات النجمية من نقطةٍ واحدةٍ من الأرض، وهذه الخرائط مقسمةً لخرائطٍ لنصف الكرة الجنوبي وأخرى لنصف الكرة الجنوبي. قد لا تكون النجوم في الكوكبة النجمية قريبةً من بعضها، ويكون بعضها لامعًا بسبب قربها من الأرض وبعضها الآخر بسبب حجمها الكبير، أما أشهر الكوكبات النجمية هي:
- الجوزاء.
- الدب الأكبر.
- الدب الأًصغر.
- التنين.
- الفرس الأعظم.
- زودياك (دائة الأبراج).
تحوي الكوكبة النجمية زودياك ثلاثة عشر كوكبةً يُستخدَم اثنا عشر منها في التقويم الفلكي وعلم التنجيم وهي: