ما هي الهوية الجندرية
يميل الناس إلى استخدام مصطلح الجنس، أو الجندر بشكلٍ متبادلٍ، لكن الكلمتين ليستا متكافئتين عند التواصل؛ فعادة نحن نحدد جنس المولود (ذكرًا أو أنثى) حسب أعضائه التناسلية. وعندما يُحدد الجنس، فإننا نُسلم بجنس المولود. لكن ذلك يؤدي عند بعض الأشخاص إلى بعض الشك بسبب وصف جندرهم بأفكارٍ مرتبطةٍ بالجندر (أو الهوية الجندرية Gender Identity) وافتراضات مرتبطة بجنسهم.
ومع ذلك، وبينما يبدأ الجندر بتحديد جنسنا، فإنه لا يتوقف عنده، فجندر الشخص هو علاقةٌ متبادلةٌ معقدة بين 3 أبعاد وهي:
- الجسم: جسدنا، وتجربة أجسادنا الخاصة، ماهية أجساد الجندريين الاجتماعية وكيف يتفاعل الآخرون معنا استنادًا إلى أجسادنا.
- الهوية: الاسم الذي نستخدمه لإيصال جندرنا بالاعتماد على شعورٍ داخليٍّ عميقٍ بالذات. عادةً تصنف الهويات ضمن ثنائية (الذكر والأنثى) أو عدم الانتماء للثنائية. يمكن أن يختلف المعنى المرتبط بالهوية الخاصة بين الأشخاص المستخدمين لنفس التعبير، ويمكن لهوية الشخص الجندرية أن تماثل أو تخالف الجنس الذي حُدد عند الولادة.
- المجتمع: كيف نقدّم جندرنا في العالم، وكيف يدركه الأشخاص والمجتمع والثقافة والتجمعات ويتفاعلون معه ويجربوا أن يشكّلوا جندرنا. يتضمن الجندر الاجتماعي وظائف الجندر وتوقعات وطريقة استخدام المجتمع لها ليجعلها مشابهةً بالقوة لمعايير الجندر الصحيحة.
يمكن لكلٍّ من تلك الأبعاد أن تتباين بشكلٍ كبيرٍ عبر سلسلةٍ من الإمكانيات وتتميز عنها، لكنها تتداخل مع البقية. فارتياح الشخص لجندره يرتبط بدرجة تناغم هذه الأبعاد، ولشرح كلٍّ من هذه الأبعاد في تفصيل أصغر هو الهوية.
أبعاد الجندر
يرتبط مصطلح الجندر (Gender) أساسًا بمصطلح دور الجندر، والذي يُعرّف على أنه التجلي الخارجي للشخصية الذي يعكس الهوية الجندرية (gender identity)، والهوية الجندرية هي تقريبًا التعرف على الذات كنتيجةٍ لامتزاج العوامل الداخلية والخارجية أو البيئية؛ ويكون دور الجندر من الجهة الأخرى ظاهرًا في المجتمع من خلال عوامل قابلة للملاحظة مثل السلوك والمظهر. على سبيل المثال، إذا اعتبر شخصٌ نفسه ذكرًا وكان مرتاحًا غالبًا للإشارة إلى جندر شخصه بكلماتٍ ذكوريةٍ، تكون هويته الجندرية ذكرًا. وعلى كل حالٍ، يكون دوره الجندري ذكرًا فقط إذا أثبت صفاته الذكورية عن طريق التصرف واللباس و/ أو بسلوكياتٍ مميزةٍ.
تتشكل الهوية الجندرية كعوامل بيولوجية وبيئية معًا تؤثر على تطور جسم الطفل ودماغه، فشكل تطور الدماغ يحدث في المناطق القشرية الفرعية، بالإضافة إلى القشرة حيث تتطور قدرات الطفل المعرفية في الملاحظة والتذكر والتصنيف والتعرف بالتجارب. ومن المهم أخذ قدرات الطفل المعرفية بالاعتبار خلال فترة تشكل الهوية الجندرية ومدة تلك الفترة.
وقد توصلت بحوثٌ تجريبيةٌ رائدة أن المرحلة الحساسة لتمييز الهوية الجندرية تنتهي في عمر الثانية كحدٍّ أقصى. وبشكلٍ أدق وجدت أن 11 طفلًا من بين 14 اختبروا إعادة تحديد الجنس بعد فترة الولادة، تكيّفوا مع التغير بدون تعقيداتٍ عند تطبيق التحديد قبل الـ الشهر 27 مقابل طفل واحد فقط من بين 4 أطفال تكيف مع التغير عند حدوثه بعد الشهر 27.
وعادةً ما يتمكن معظم الأشخاص من فهم جندرهم في مرحلةٍ مبكرةٍ من الحياة. وحسب أكاديمية طب الأطفال الأمريكية، فإن معظم الأطفال يملكون في عمر الـ 4 سنوات شعورًا ثابتًا بهويتهم الجندرية، فهذه الهوية صفةٌ متأصلة في الشخص فهو لا يختار جندره ولا يستطيع تغييره.
لكن يمكن أن تتغير الكلمات التي يستعملها الشخص للتعبير عن هويته الجندرية مع مرور الوقت. فأحيانًا تسمية جندر شخص قد يكون أمرًا بالغ التعقيد. لأنه تم تزويدنا بلغةٍ محدودةٍ عن الجندر. وقد يتطلب الأمر من الشخص وقتًا ليكتشف أو يخترع اللغة الأفضل ليعبر عن تجربته الداخلية. بطريقةٍ مماثلةٍ، قد يتم استنباط لغة، فتسمية شخص لجندرهم يمكن أن يتغير. وهذا لا يعني أن جندرهم قد تغير. إنما تبدلت الكلمات المستعملة في التعبير.
تعريف الهوية الجندرية
هي كيفية شعور الفرد وإدراكه لذاته عندما يتعلق الأمر بالجندر. فهناك أكثر من جندرَين gender binary (يعرف الجندر بأنه ذكر أو أنثى ويسمى ثنائية الجندر) وعادةً يستند على الجسم (الأعضاء التناسلية التي يولد بها الفرد). هذا هو تحديد الجندر ويعتمد على تشابه أعضاء الشخص التناسلية (الجهاز التناسلي الأنثوي والذكري) مع جندره. لكن الجندر لا يدور حول جسم الشخص، بل على إدراك ذاته ومن يكون.
وتوجد هوياتٌ جندريةٌ مختلفةٌ تتضمن: الذكر male، والأنثى female، وغير منسجم النوع الجندري transgender، ومحايد الجندر gender neutral، ومعدوم الهوية الجندرية agender، وغير المنتمي للثنائية الجنسية non-binary، وحر الهوية الجندرية genderqueer، ثلاثي الجندر third gender، أو لا أي من الأنواع السابقة أو كلها مجتمعة مع بعضهم.
يوجد المزيد من الهويات الجندرية، فالجندر قد يكون معقدًا وقد يعرف الناس عن أنفسهم بطرقٍ جديدةٍ ومتنوعةٍ لكسب فهم أعمق للهويات. قد تعني بعض المصطلحات أشياءً مختلفةً لأشخاص مختلفين. فبعض الأشخاص قد لا يحبون استخدام كلماتٍ معينةٍ أو مناداة أنفسهم بها، ويفضلون كلماتٍ أخرى. لذلك إذا لم تكن متأكدًا كيف تنادي شخصًا، من الأفضل أن تسأله كيف يحب أن تناديه، فالقرار يعود لنا دائمًا كيف نُعرّف أنفسنا. وكيف نعبر عن جندرنا. وعندما نقرر أو نحدد الهوية فإننا نستحق الاحترام والدعم.
الفرق بين الجنس والجندر والهوية الجندرية
من الشائع أن يحتار الناس حول المصطلحات الثلاثة، لكنها بالفعل أشياء مختلفة. فكون الشخص ذكرًا أو أنثى أو أيّ نوعٍ يتطلب أكثر من تعيين الجنس عند الولادة.
- الجنس: هو النوع (ذكر أو أنثى)، ويقوم الطبيب بتحديده عند الولادة تبعًا للأعضاء التناسلية التي ولد بها الشخص، والكروموزمات التي يملكها. ويتم تسجيله على شهادة الميلاد.
- الجندر: يكون أكثر تعقيدًا، وهو الحالة الاجتماعية أو الشرعية، ومجموعة من توقعات المجتمع حول التصرفات والصفات المميزة والأفكار. ولكلّ ثقافةٍ مواصفاتها القياسية حول الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس حسب جندرهم. ويكون عادة حول كون الإنسان ذكرًا أو أنثى ويتمحور أكثر حول الأفعال المتوقعة بناءً على الجنس بدلًا من التركيز على أعضاء الجسم.
- الهوية الجندرية: كيفية شعور المرء بداخله، وكيفية تعبيره عن جندره من خلال اللباس والتصرفات والمظهر الشخصي. وهي شعورٌ ينشأ في مرحلةٍ مبكرةٍ من العمر.