ما هي مصادر الزئبق
يعد الزئبق أحد العناصر الكيميائية الموجودة في صخور القشرة الارضية، كما أنه يوجد أيضًا في رواسب الفحم، والزئبق أحد العناصر الكيميائية الهامة التي تحتل موقعها بين عناصر الجدول الدوري، ورمزه الكيميائي "Hg" وعدده الذري "80".
أشكال الزئبق
يوجد الزئبق في عدة أشكالٍ منها ميثيل الزئبق "methylmercury" والمركبات العضوية الأخرى، وعنصر الزئبق الخام (المعدني)، ومركبات الزئبق غير العضوية.
ميثيل الزئبق ومركبات الزئبق العضوية الأخرى تتشكل عندما يتحد عنصر الزئبق مع ذرات الكربون، فتقوم الكائنات الدقيقة بتحويل الزئبق إلى ميثيل الزئبق، والذي يعد مركب الزئبق العضوي الأكثر شيوعا، وسوف تجده في البيئة بسهولةٍ، حتى أكثر من المركبات الأخرى.
أما الزئبق الخام أو المعدني، فهو عبارةٌ عن معدن لامع، فضي اللون، كما أنه سائلٌ في درجة حرارة الغرفة، وقد كان يستخدم في موازين الحرارة القديمة ومصابيح الإضاءة الفلورية وبعض المفاتيح الكهربائية.
استخدامات الزئبق
الزئبق عبارةٌ عن معدنٍ سائلٍ ثقيلٍ؛ وقد أدرك الناس أهميته وخطورته بسبب سميته لآلاف السنين، لذا عملوا على استخلاص فوائده، ثم بدؤوا في التخلص منه أو إعادة استخدامه بعد معالجته، إليك بعض من استخدامات الزئبق.
- يستخدم الزئبق كعاملٍ حفازٍ في الصناعات الكيميائية.
- يستخدم في المفاتيح الكهربية والمقومات.
- كان يستخدم في صناعة هيدروكسيد الصوديوم والكلور عن طريق التحليل الكهربائي لمحلول ملحي.
- يستخدم في البطاريات ومصابيح الفلورسنت.
- يستخدم في صناعة مقاييس درجة الحرارة ومقاييس الضغط الجوي.
- يستخدم في تشكيل سبيكة الملغم، وهي عبارة عن سبيكة الزئبق مع أحد الفلزات، مثل الذهب والفضة والقصدير.
- يستخدم ملغم الزئبق في حشوات الأسنان، وذلك لسهولة تشكيل سبيكة الملغم بالذهب.
- استخدم الرسامين كبريتيد الزئبق منذ 30000 سنة أثناء العصر الحجري، كصباغ أحمر، لتزيين الكهوف في إسبانيا وفرنسا.
الدورة البيولوجية للزئبق
اذا أخبرتك بأنك تتناول هذا المركب السام بشكلٍ يوميٍّ هل ستخاف؟ لا تقلق يا صديقي، فأنت تستهلك كميةً قليلةً للغاية يوميًا والتي تقدر بأقل من 0.01 ميللي جرام، وهذه الكمية غير مؤذيةٍ، لكن اذا زادت نسبة الجرعة، فستسبب حالة تسمم، خاصةً اذا كانت من ميثيل الزئبق، وكل ذلك تتعرض له عن طريق الطعام، فقد تتراكم كمياتٍ كبيرةٍ من الزئبق في لحم السمك ويأكله الإنسان ويمرض، لذا وجب الحذر.
مصادر الزئبق
للزئبق مصادر طبيعية، وأخرى بشرية، أما المصادر الطبيعية فمنها الانفجارات البركانية، وانبعاثات المحيط، وهناك المصادر البشرية ومنها، الزئبق المنطلق من احتراق الوقود، أو من العمليات الصناعية.
المصادر الطبيعية الزئبق
يوجد الزئبق في عدة مصادرٍ طبيعيةٍ على الأرض، مثل الرواسب الجيولوجية، حيث يكون الزئبق هناك، في شكل معدنٍ كبريتيد الزئبق. والزئبق الخام الذي يمثل نسبة تصل إلى 86% من مجموع كمياته. أيضًا هناك الجرانيت الذي يحتوي على نسبة 0.2 جزء من المليون من الزئبق، بينما تحتوي صخور القشرة الأرضية الأخرى على 0.1 جزء من المليون.
تعد العمليات الطبيعية المختلفة، مثل الانفجارات البركانية وعمليات تعرية الصخور، من مصادر الزئبق المهمة؛ حيث أن هذه العمليات قد تساعد في إطلاق الزئبق من قشرة الأرض إلى المسطحات المائية والتربة والغلاف الجوي، وقد لوحظ أن قياسات مستويات الزئبق في الغلاف الجوي فوق البراكين في هاواي وآيسلندا أعلى من مستويات الزئبق في الغلاف الجوي البعيد عن هذه البراكين.
تقوم البكتيريا الموجودة في البحيرات والتيارات ورواسب المحيطات بتحويل الزئبق الأولي إلى مركبات الزئبق العضوية مثل ميثيل الزئبق.
مصادر الزئبق الناتجة عن النشاطات البشرية
عندما يتدخل الإنسان في الطبيعة فغالبًا ما يسبب حدوث خللٍ، وهذا ما حدث عندما تدخل في البيئة؛ مما سبب في تزايد مستويات الزئبق في البيئة نتيجة تدخل الإنسان، حيث زادت مستويات الزئبق بسبب الصناعات الكهرومائية والتعدين وصناعة الورق وغيرها من الصناعات، ليس ذلك فقط، بل أيضا إن حرق النفايات الطبية ومناجم الذهب وصناعات المعادن والقلويات والإسمنت والانبعاثات الناتجة عن محطات توليد الطاقة التي تستخدم الفحم تسهم في ارتفاع مستويات الزئبق.
من الأمور الهامة بشأن الزئبق هو أنه قادرٌ على الانتقال لمسافاتٍ طويلةٍ جدًا، ونتيجة لذلك فإنه يوجد خزانٌ عالميٌّ من الزئبق المحمول جواً ينتشر في جميع أنحاء العالم، ويتجمع بهذا الخزان كل من الانبعاثات الطبيعية والبشرية، ويقدر أن المدخلات السنوية العالمية للزئبق في هذا الخزان هي 4900 طن.
للزئبق فوائد وأضرار، وكذلك كل شئ في الطبيعة إذا تم إحسان استخدامه فلن يتضرر أحد، لكن إذا تم التعامل بسوءٍ، فذلك كفيل بأن يثير الطبيعة، لتنقلب ضدك وتذيقك ضرر هذا الشئ الذي أسأت استخدامه.