ما هي نظرية الألوان
في عالم الفنون الكبير، تكتسح العديد من المعالم وتتوشّح بطابعٍ جماليٍّ لا يخفى على أيٍّ كان. إذ نعيش في عالمٍ تضبطه القوانين والقواعد والنظريات الغريبة التي طالت حتى عالم الفن وترافقت مع أبرز إنجازاته، فتوصل الفنانون إلى ابتكار أنماطٍ غريبةٍ في الرسم لم تلبث أن أثبتت جدارتها، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل توصلوا إلى اختبار نظرياتٍ في الفن تماسكت في محصلتها لتطأ أدراج عالم الألوان الزاهي بمعاييره الفريدة تحت مسمى نظرية الألوان (Color Theory).
تعريف نظرية الألوان
نظرية الألوان مصطلحٌ يستخدم لوصف مجموعةٍ من القواعد والمبادئ التوجيهية التي تتعلق بالاستخدامات المختلفة للألوان، بما يخدم المعايير الجمالية المختلفة. تشكل هذه النظرية العماد الأساسي لأي تصميمٍ، ويعتمدها الفنانون ومصممو الويب والمهندسون المعماريون والمصورون وغيرهم ممن يتعامل مع عالم الفنون الواسع.
يشكل الفهم اللوني الجوهر الأعمق للخروج بتصميمٍ أكثر جماليةً، ومن هنا نستطيع أن نجد آلاف الصور واللوحات والرسوم والتصاميم، ومن المبهر أن نعلم أنها في معظمها تعتمد هذه النظرية لتتمثل أمامنا في هذا الجمال، وحتى عالم الأزياء والديكور، يستندان إلى التنسيقات المختلفة بين الألوان بما يحقق هذه النظرية.
لتشكيل الصورة الأوضح حول هذه النظرية ينبغي تعريف مجموعةٍ من المفاهيم التي تكون هيكل هذه النظرية.
أبرز مفاهيم نظرية الألوان
مجموعة الألوان الأساسية
يتخبط عالم الألوان بالكثير من التدرجات المتقاربة التي يكمن الاختلاف الحقيقي بينها في الدمج اللوني الحاصل؛ إذ لا توجد ألوانٌ موجودةٌ عبثًا، بل هي حصيلة عملية مزجٍ بين مجموعةٍ مختلفةٍ من الألوان بدرجاتٍ محددةٍ. يلحظ مثل هذا الأمر بشدةٍ مستخدمو برامج التصميم الحاسوبية، إذ يعتمدون على تدرجاتٍ محددةٍ مرقمة باستخدام مجموعةٍ من الأحرف والأرقام ليحصلوا على الدرجة اللونية التي يرغبون بها بدقةٍ.
إنّ مجموعة الألوان الأساسية هي مجموعة الألوان التي يمكننا بدمجها الحصول على تشكيلةٍ واسعةٍ من الألوان الأخرى. لكن أشهرها هو RGB؛ الذي يعتمد على الألوان الأحمر والأخضر والأزرق، والتي تدمج للحصول على بقية الألوان المختلفة بتدرجاتها جميعًا، وهو النموذج اللوني المستخدم بكثرةٍ في شاشات التلفاز والحواسيب وآلات التصوير وغيرها، في حين يعبر النموذج RYB عن الألوان الأحمر والأصفر والأزرق، ويعتمده الفنانون ومصممو الديكور الداخلي بكثرةٍ.
النموذج الثالث هو نموذج CMY، الذي يستخدم في الطباعة الملونة. ويقوم هذا النموذج على الأرجواني والسماوي والأصفر، ويقارب نموذجًا آخر مشابهًا أضيف إليه اللون الأسود كمفتاحٍ رئيسيٍّ فحمل الاسم CMYK.
عجلة الألوان
واحدةٌ من مرتكزات نظرية الألوان الفعلية، فقد أسس إسحق نيوتن أول عجلة ألوانٍ خلال عام 1666، ويستند جميع الفنانين والمصممين على هذه العجلة لانتقاء الألوان المتناسقة، كما تستخدم لتحديد الألوان الناتجة من دمج البعض الآخر. ترتبط الألوان الدافئة عادةً بالطاقة والعلم والسطوع، في حين تشير الباردة إلى النقاء والصفاء والسلام والهدوء والراحة، ومن المعروف أن الألوان تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على هدف رسالتك من الفن المنتج.
نظرية الألوان والانسجام اللوني (هارمونية الألوان)
كما الانسجام الموسيقي، يوجد انسجامٌ لونيٌّ يعتبر أساسًا لنجاح التمازج اللوني، ويقوم الأساس الأكبر لعملية الانسجام اللوني على فهم مجموعةٍ من المبادئ التوجيهية التي تتحدث عن الأنظمة اللونية والتي سنتحدث عنها تاليًّا.
فضاء الألوان والظلال والدرجات اللونية
في ضوء نظرية الألوان يمكن تعريف ذلك بأنّه مجموعةٌ من الاختلافات في درجات اللون وكمية اللون الأبيض والأسود فيه؛ فعلى سبيل المثال، عند إضافة اللون الأبيض إلى الأحمر ينتج اللون الوردي (لذا نسميه أحد مشتقات الأحمر)، وعند إضافة الأسود إليه ينتج اللون البرغندي.
أنظمة الألوان
يمكن الجمع بين الفئات اللونية الثلاث باستخدام ثلاثة ألوانٍ لتشكيل واحد من خمس فئاتٍ لونيةٍ رئيسيةٍ تتيح للمصممين تحقيق التناسق والتناغم بين الألوان، وهذه الفئات هي:
- التناظرية متماثلة: تقوم على الاعتماد على ثلاثة ألوانٍ تقع بجانب بعضها البعض في عجلة الألوان.
- التكاملية: أي الألوان المتقابلة في عجلة الألوان، ويستخدم فيها المصمم لونًا أو أكثر من الألوان التي تنتج تباينًا عاليًّا تلغي فيه بعضها البعض.
- الانقسام التناظري: مزيجٌ من المخططات التناظرية والتكاملية.
- الثلاثية: تقوم على استخدام ثلاثة ألوانٍ تقع على مسافاتٍ متساويةٍ من بعضها البعض على عجلة الألوان.
- القسم الأخير يقوم على استخدام مجموعتين من الأزواج التكميلية.