معلومات حول البحر الاحمر
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
كانت أولى الرحلات الاستكشافية إلى البحر الاحمر حوالي عام 2500 ق.م، أرسل داريوس الأول في القرن السادس قبل الميلاد بعثاتٍ استكشافيةٍ من بلاد فارس إلى البحر الأحمر، مما ساهم بتحسين وتوسيع نطاق الملاحة، وبعد مرور قرنين من الزمن تابع الاسكندر المقدوني استكشاف البحر الاحمر بإرسال العديد من الحملات بهدف استغلال الثروات الكامنة فيه. ومنذ ذلك الوقت لعب البحر الأحمر دورًا هامًّا في التجارة وربط الدول مع بعضها..
موقع البحر الاحمر
يعتقد العلماء أنه تشكّل قبل 20 مليون عامٍ عندما ضعفت قشرة الأرض، مما أدى إلى حدوث صدعٍ حادٍ على طول إفريقيا، حيث اندلعت البراكين على جانبيه وتشكلت لاحقًا الجبال البركانية، ثم ملأ الماء هذا الجزء من الصدع مشكلًا البحر الاحمر الذي لا يزال يتسع بنحو 12.7 سم سنويًّا.
تبلغ مساحته حوالي 440300 كم2 وعرضه 300 كم في أوسع نقطةٍ له، في حين يصل طوله إلى حوالي 2000 كم، ويعتبر بحرًا عميقًا جدًا يصل لعمق 3000 م في المركز. ويعدّ من أكثر المسطحات المائية ملوحةً؛ ويعود ذلك إلى ارتفاع معدل التبخر بسبب الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار السنوي، تتراوح نسبة ملوحة الماء من 3.9 % إلى 4.1%.
سبب التسمية
تمتاز مياه البحر الاحمر بلونها الأزرق المخضر الشفاف، يعزو البعض تسميته إلى الإزهار الموسمي للطحالب الزرقاء "Trichodesmium erythraeum". فبعد الإزهار ، تموت هذه الطحالب وتطفو على سطح المياه كأغطيةٍ حمراءَ وزهرية، وبذلك يكتسب البحر لونه البني المحمر..
تقول فرضيةٌ أخرى أن التسمية جاءت نسبةً إلى الحميريين، وهي إحدى الجماعات المحلية التي سكنت المنطقة. في حين يعتقد العلماء المعاصرون أن كلمة الأحمر تشير إلى لون الاتجاه الجنوبي في البوصلة، كما أن اسم البحر الأسود يشير إلى لون الاتجاه الشمالي، وتستند هذه النظرية إلى استخدام بعض اللغات الآسيوية القديمة الألوان للإشارة إلى الاتجاهات الأساسية.
في حين تفسّر آخر الفرضيات تسميته أنه يحد الصحراء المصرية، والتي أطلق عليها المصريون القدماء صحراء داشريت أو "الأرض الحمراء"، وبذلك يكون بحر الأرض الحمراء.
أهمية موقع البحر الاحمر
الموقع الإستراتيجي للبحر الأحمر جعل منه طريقًا تجاريًّا هامًّا في العصور القديمة، حيث ازدهرت تجارة التوابل وغيرها من السلع كالقماش، والخشب العطري، والبخور، والقهوة، والشاي بين مصر والهند خلال فترة الإمبراطورية الرومانية. ونشأت العديد من الصراعات للسيطرة على طريق التجارة، إلا أن اكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1498 أدى إلى تراجع دوره، وكان لافتتاح قناة السويس التي وصلت أوروبا وشرق آسيا وأستراليا عام 1869 دورًا في تعزيز أهميته. وقد أُغلقت القناة لعدة سنواتٍ بعد الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1967 ثم أعيد افتتاحها وتوسيعها في عام 1975، وازدادت حركة المرور مرةً أخرى.
أهم موانئ البحر الاحمر
- جدة في السعودية على بعد 50 كم من مكة المكرمة وتعد بمثابة الميناء الرئيسي للحجاج القادمين جوًا أو بحرًا، وهي مركزٌ تجاريٌّ ومركزٌ لاستيراد المواشي.
- المكلّا في اليمن على خليج عدن، وتعد من أهم الموانئ في المنطقة، تعيق الرياح الموسمية استخدامه في الفترة الممتدة ما بين حزيران وأيلول.
- السويس في مصر عند المدخل الجنوبي للقناة، تشكّل ميناءً تجاريًّا، دُمّرت خلال الحرب العربية الإسرائيلية لكنها استعادت نشاطها لاحقًا.
مناخ البحر الاحمر
يتأثر مناخ البحر الأحمر بنوعين من الرياح الموسميّة، الرياح الموسميّة الشماليّة الشرقيّة والرياح الموسميّة الجنوبيّــة الغربيّة، ويميل طقسه إلى الدفء صيفًا، والبرودة شتاءً، متوسط درجة حرارة مياهه 22 م°، كما تبلغ درجة الحرارة شتاءً حوالي 28 م° وصيفًا 34 م°.
التنوع الحيوي في البحر الأحمر
البحر الأحمر نظامٌ بيئيٌّ غنيٌّ ومتنوعٌ، فقد سجّل أكثر من 1100 نوعٍ من الأسماك في مياهه، 10 % منها مستوطنة، أي أنها غير موجودةٍ في أي مكانٍ آخر، وحوالي 75 نوعًا من أسماك المياه العميقة.
يرجع التنوع الحيوي الغني إلى 2000 كم من الشعاب المرجانية الممتدة على طول ساحله، تتراوح أعمار هذه الشعاب بين 5000 و 7000 عامٍ، وتتشكل إلى حدٍّ كبيرٍ من الشعاب المرجانية الصخرية..
يعدّ البحر الأحمر وجهةً مفضّلةً للغواصين لتنوّع الحياة البحرية حيث يمكن رؤية حيتان المنقار، وأسماك الفراشة، والمحار العملاق، والعديد من أنواع الدلافين حول الشعاب المرجانية. تشكل بعض الكائنات البحرية خطرًا على الغواصين، رغم أن هجمات القرش في البحر الاحمر نادرةٌ، إلا أن الأسماك ذات اللسعات السّامة كسمك عقرب البحر تشكل تهديدًا كبيرًا..