معلومات عن مصارعة الثيران
تعتبر مصارعة الثيران واحدةً من أهم المهرجانات الرياضية الثقافية التي تميز إسبانيا، ويحتفل بها الإسبان كحدثٍ تقليديٍّ وتاريخيٍّ، يفتخرون به، إلا أن هذه الرياضة العنيفة والدموية باتت مثار جدلٍ كبير بين محبيها، والمعارضين للوحشية التي يتعرض لها الثيران من قبل المصارعين في الحلبة. إليك في هذا المقال بعض المعلومات عن مصارعة الثيران في إسبانيا والعاصمة مدريد، ومصارعة الثيران في المكسيك أيضًا.
بدايات مصارعة الثيران في إسبانيا
يُعتقد بأن بدايات مصارعة الثيران في إسبانيا، تعود إلى سنة 711 ميلادي، حيث أُقيم أول حدثٍ لمصارعة الثيران احتفالًا بتتويج الملك ألفوسو الثامن (Alfonso VIII)، كما يرجح أن فكرة مصارعة الثيران في إسبانيا اشتُقت من حلبات القتال التي سادت في الإمبراطورية الرومانية، والتي كانت إسبانيا جزءًا منها.
كانت مصارعة الثيران في البداية مقتصرةً على تسلية الطبقة الأرستقراطية في إسبانيا وتُمارس على ظهور الخيل، إلى أن أمر الملك فيليب الخامس (Felipe V) آنذاك، بإنهاء هذا التقليد فيما بعد، لأنه اعتبر أن الوحشية والهمجية التي تحتويها المصارعة لا تتناسب مع طبقة النبلاء، ولكن استمرّ عامة الشعب بممارسة رياضة مصارعة الثيران بعد الأمر بإيقافها، ولكن ركضًا على الأقدام، بأسلحةٍ أصغر من تلك التي استخدمها النبلاء، إلا أن أسلوب مصارعة الثيران الحالي بما يتضمن من تجنبٍ لهجات الثور ومحاولات طعنه، لم يظهر إلا في القرن الثامن عشر للميلاد، واستمرَّ مصارعو الثيران العمل بهذا الأسلوب حتى يومنا هذا..
مصارعة الثيران في إسبانيا في الوقت الحالي
تستمر ممارسة رياضة مصارعة الثيران بالتوسع في إسبانيا، وما زالت تجذب الكثير من المشاهدين والعشاق، وعلى الرغم من الحملات الكثيرة التي تدعو إلى مقاطعة هذا الحدث العالمي، لما فيه من عنفٍ تجاه الحيوانات، إلا أنه وبحسب التقديرات، بلغ عدد المتفرّجين لعروض مصارعة الثيران عام 1996 في إسبانيا، مايقارب ال 40 مليون شخصٍ، كما قد أقيم ما يقارب ال650 عرضًا للمصارعة تسبب بمقتل 3900 ثور. بلغت مصاريف الشعب الأسباني على متابعة عروض المصارعة ما يقارب 1.4 مليار دولار أمريكي، كما توفر هذه الرياضة 200000 فرصة عملٍ في إسبانيا..
مصارعة الثيران في مدينة مدريد
يبدأ موسم هذه الرياضة في العاصمة الإسبانية مدريد في شهر فبراير ويمتد لمنتصف شهر أكتوبر، حيث يجتمع أفضل مصارعي الثيران وأفضل مربي الثيران في العاصمة لتقديم عروضٍ لأبناء العاصمة، والسياح الذين يتوافدون للمدينة لمتابعة هذه العروض.
تبدأ أولى عروض المصارعة ضمن مقاطعة مدريد في بلدة أجالفير (Ajalvir)، كما يقام مهرجانان في الربيع والخريف في حلبة لاس فينتاس (Las Ventas)، ويبدأ أهم مهرجانٍ من مهرجانات المصارعة ضمن المنطقة خلال شهر مايو في سان إيسيدرو (San Isidro). تبدأ مهرجانات لاس فيتناس في الساعة 7 ليلًا وتستمر حتى الساعة التاسعة ليلًا، يمتد كل نزالٍ لمدة 20 دقيقةً، ويتألف من 6 ثيرانٍ في مواجهة ثلاثة مصارعين في كل مرةٍ. .
يبدأ المهرجان بتحية كافة المصارعين المشاركين بالمهرجان للجمهور والرئيس. يقسم بعد ذلك الحدث الرئيسي إلى ثلاثة أقسام، يُعلن عن بداية كل منها بنفخةٍ في البوق:
*Tercio de varas: هي المرحلة الأولى من المهرجان التي يبدأ فيها الخيالة (Picadores) الذين يمتطون الأحصنة بمحاولة إضعاف الثور والهجوم على عضلات رقبته بالرماح بهدف إسالة الدم لأول مرة من الثور.
*Tercio de banderillas: المرحلة الثانية من الحدث، يحاول فيها ثلاثة من المشاركين المزودين بأعواد خشبية حادة الأطراف، طعن الثور في منطقة الرقبة.
*Tercio de muerte: يقوم المصارع الأساسي ويطلق عليه لقب الماتادور (Matador)، بمراوغة الثور بحركات رشيقة تنتهي بقتل الثور بالسيف الذي يحمله الماتادور.
قد يقوم الرئيس المسؤول عن حدث المصارعة بإعفاء الثور القوي والشجاع من القتل في حال ما طلب الجمهور ذلك، عند إعفاء الثور لا يشرك في أي حدث مصارعة آخر.
تعتبر هذه الرياضة من أخطر الرياضات التي قد تؤدي إلى حدوث إصابات كثيرة، وقد تؤدي في بعض الأحيان لموت مصارع الثيران، كما حدث في عام 2016 لمصارع الثيران الشاب فيكتور باريو (Victor Barrio)، الذي قُتل أثناء صراعه للثور في حادثة اعتُبرت الأولى من نوعها منذ ثمانينات القرن الماضي.
مصارعة الثيران في المكسيك
بدأت رياضة مصارعة الثيران في المسيك منذ 500 عامٍ مضت، إذ أتى بها الكونكيستدورز Conquistadores (اسمٌ يُطلق على الجنود المغامرين من الإسبان والبرتغاليين)، لتصبح بعد ذلك رياضة ذات انتشارٍ كبيرٍ في البلاد. بصرف النظر عن إسبانيا، تحتوي المكسيك على أكبر عددٍ من حلبات مصارعة الثيران في العالم، وتعتبر واحدةً من ثمانية بلدانٍ حول العالم تسمح بممارسة رياضة الثيران، على الرغم من تواجد العديد من قوانين حماية الحيوان في العديد من المقاطعات المكسيكية.
تتواجد أكبر حلبات مصارعة الثيران في العاصمة مكسيكو، بنيت هذه الحلبة في عام 1942 وتتسع لأكثر من 40 ألف متفرجٍ. على عكس الدول الأوروبية التي تحدث فيها عروض مصارعة الثيران، تسمح المكسيك لمصارعي الثيران صغار العمر بالمشاركة وممارسة هذه الرياضة في الأماكن العامة، ما يدفع الكثير من الأوروبيين الذين يريدون التدرب إلى السفر بأعمارٍ صغيرةٍ للمكسيك، للتدرب ومحاولة المشاركة بالعروض التي تقام هناك..