مفاتيح الدول ورموز الاتصالات الهاتفية الدولية

مفاتيح الدول أو ما يرمز له IDD (اختصار لعبارة International Direct Dial)، هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من رموزٍ تشكل أرقام الهاتف التي تضاف إلى أرقام الدول الأخرى عند إجراء مكالماتٍ معها، إذ أنّ هذه الرموز غير متماثلةٍ وتختلف من بلدٍ إلى آخر، فبعض البلدان تتألف نداءاتها (رموزها) من رقمين فقط كما هو الحال مع فرنسا 33، أو قد يتألف الرمز من ثلاثة أرقامٍ كما هو الحال في إيرلاندا، في حين تتفرد الولايات المتحدة من حيث عدد الرموز إذ أنّها تكتفي بالعدد 1..

يعود تشغيل أول كبلٍ هاتفيٍّ إلى عام 1956، وكان ذلك عبر المحيط الأطلسي، والذي كان يتصف بعدم قدرته على التعامل مع أكثر من 36 مكالمةً في الوقت ذاته، إلا أنّ الأمر اختلف مع الوقت، حيث أصبحت المكالمات تأخذ شكلًا رقميًّا مما سهل الأمور كثيرًا؛ إذ تم استعمال كابلاتٍ ضوئيةٍ قادرة على تمرير العديد من المكالمات في الوقت ذاته، لكنّ الأمر لم ينجح بنفس الطريقة مع المكالمات الدولية، والتي كان فيها كل من المشتركين يتمتع ببطاقةٍ مشفرةٍ تسمح بتوجيه المكالمات، ووفقًا لهذه البطاقة يمكن الاتصال وفق الخط الدولي عبر إدخال الرمز + عند استخدام الأجهزة المحمولة ورمز البلد عند إجراء مكالمةٍ مع أحد الأجهزة المحمولة أو رمز المنطقة عند الاتصال بالهاتف الأرضي.

ببساطةٍ فإنّ الرموز الهاتفية المعتمدة لتعريف البلدان هي عبارةٌ عن معرفاتٍ رقميةٍ تستخدم عند إجراء المكالمات بين الدول، حيث قامت إحدى وكالات الأمم المتحدة المشاركة بتنسيق الاتصالات العالمية في عام 1960 بإنشاء هذه المعرفات وهي الوكالة التي أصبحت تعرف الآن باسم الاتحاد الدولي للاتصالات..

يعود اختراع الهاتف إلى سبعينات القرن التاسع عشر، في حين أنّ الأمر استغرق حتى أوائل السيتينات لظهور مفهوم رموز البلدان، ويعود السبب الرئيسي في ظهوره لانتشار الهواتف الدوارة في ذلك الوقت، والتي تعمل وفق قرصٍ دوارٍ يعمل عند تحريك أرقامه إلى إنتاج نبضاتٍ تحت خط الهاتف، الأمر الذي كان يستغرق وقتًا طويلًا، ولا سيما عندما يكون رقم الهاتف يتضمن رموزًا كثيرةً، ما استدعى إنشاء رموز البلدان بحيث لا يزيد رقم الهاتف عن 11 رقمًا، أما عن المسؤول على توزيع الرموز على البلدان المختلفة فهو الاتحاد الدولي للاتصالات ITU، والذي هو عبارةٌ عن هيئةٍ تشكلت من مجموعةٍ من موردي شبكات البلدان المختلفة. .

إنّ تصميم الهاتف الدوار يقوم على آليةٍ معينةٍ تجعل إدخال الرقم 1 أسرع من إدخال الرقم 9، وبذلك فقد تم منح الدول الأكثر سكانًا أو تلك التي تتمتع بنفوذٍ واسعٍ أبسط الرموز من حيث الإدخال، وهذا يشمل بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التي منحت الرقم +1 نتيجة الاتصالات الكثيرة التي تقوم بها بقية دول العالم معها، في حين حصلت أفريقيا على الرمز +2 وتسلسلاته، وحصلت أوروبا على تسلسلات الأرقام +3 و +4، أما دول الاتحاد السوفييتي فقد حصلت على الرمز +7، فعلى الرغم من وضعها السيء في ذلك الوقت، إلا أنّ مساحتها الكبيرة وعدد سكانها عاملان ساهما في حصولها عليه..