من هم الكلدان
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
من هم الكلدان
يبدو مصطلح الكلدان في بادئ الأمر لفظًا غريبًا إلا أن أصل هذه الكلمة يعود إلى إلى أرض كلديا التي تقع في الجزء الجنوبي من بابل (جنوب العراق الحالية). إذ سكن الكلدان هذه الأرض بدايةً وسموا بهذا الاسم نسبةً إليها.
فالكلدان هم مجموعةٌ من الناس القدماء الذي سكنوا في بلاد ما بين النهرين جنوبي العراق الحالي– المنطقة التي شكلت سابقًا الجزء الجنوبي من بابل. كما يستخدم مصطلح الكلدان في بعض الأحيان ليشير إلى البابليين بشكلٍ عام. إلا أنه عادةً ما يدل على قبيلةٍ شبه بدويةٍ عاشت في الجزء الجنوبي من بابل في منطقةٍ تمتد حوالي 400 ميل طولًا و100 ميل عرضًا بالموازة مع جانبي نهري دجلة والفرات.
ويعتبر الكلدان أشهر سلالة سكنت بابل، كما حكمهم أقوى وأشهر ملك وهو الملك نبوخذ نصر الذي استطاع أيضًا أن يسهم في عمارة بابل وزيادة قوتها ومكانتها في عصره. واشتهر الكلدان بشكل كبير في علم الفلك والتنجيم، واحتفظوا بسجلات فلكية مفصلة لأكثر من 360 عامًا، وهو ما يدل على مكانة علمية وثقافة واسعة.
/p>
الوصول إلى الحكم
وفي عام 627 قبل الميلاد، اندلعت سلسلة من الحروب في الامبراطورية الآشورية أشعلت فتيلها مشاكل الحكم وأحقية كل شعب في أن يحكم هذه الامبراطورية. وكما أي امبراطورية أو مملكة؛ أضعفت هذه الحروب من الامبراطورية بشكلٍ كبير وأنهكت قواها إلى الحد الذي جعلها تصبح مطمحًا سهل الوصول للعديد من الممالك الأخرى في تلك المرحلة، كما أصبحت فريسة سهلة لجميع القبائل والجماعات التي رغبت بالوصول إلى السلطة. فشكل البابليون وغيرهم ائتلافًا وهاجموا الامبراطورية الآشورية. واستطاعوا بحلول عام 612 قبل الميلاد تدمير مدينة نينوى وكانت هزيمة آخر جيش آشوري في عام 605 قبل الميلاد. ووقت بعدها بابل تحت حكم الميديين والكلدان، وأقاموا hمبراطوريات جديدة.
وتوالى عدة حكام كلدان قلائل على الحكم في هذه الفترة. ويُعتبر نبوخذ نصر أشهر حكام بابل ذوو الأصول الكلدانية. وعاش في الفترة الممتدة بين 630 و561 قبل الميلاد. كان معروفًا بقوته العسكرية، وتوّج ملكًا على بابل في حوالي العام 605 قبل الميلاد، واستطاع خلال فترة حكمه بسط سيطرته بشكلٍ كبيرٍ والصعود بالامبراطورية إلى أبهى مستوى. كما اهتم بتحسين الامبراطورية من جميع الجوانب. فحشد مجموعةٌ من المفكرين والمثقفين في مملكته للسمو بالجانب الفكري للامبراطورية. كما عُني كثيرًا بالجانب المعماري والجمالي للمدن البابلية فاهتم بتطويرها وتجميلها وتحسينها، وعمل على عمارتها بالشكل الأمثل.
نفي الكلدان
يسجل التاريخ أن الآشوريين قاموا بحوالي العام 610 قبل الميلاد بطرد قسم من الكلدان شمالًا من الشرق الأدنى وشواطئ البحر الأسود إلى جنوب شرق أوروبا. ثم بعد ذلك توجهوا غربًا نحو الامبراطورية الرومانية، واستقروا بعدها في شمال إيطاليا وجنوب شرق فرنسا وأجزاءً من إسبانيا وشمال إفريقيا.
كما أرسل بعضهم إلى المنفى في سوريا في فترة الحكم اليوناني على بابل. ولا يزال العديد من الشعوب التي تطلق على نفسها لقب الكلدان يعيشون في سوريا والمناطق المحيطة بها. كما يشكل عددٌ كبيرٌ منهم جزءًا من سكان أمريكا الحالية.
وفيما يخص اللغة، يتحدث معظم المهاجرين المعاصرين اللغة العربية والتي هي اللغة السائدة في العراق– موطنهم الأصلي. إلا ان المهاجرين القدماء كانوا يتحدثون اللغة الآرامية. ولا يزال العديد من الكلدان في الدول العربية حتى يومنا هذا يجدون أنه من المفترض تعليم اللغة الآرامية في المدارس بالنسبة لهم بدلًا من العربية.
>
وعلى الرغم من كل ما قاساه الكلدانيون من تهجير بعضهم ومعاناتهم من الحروب المتكررة ومعاصرتهم لفتراتٍ قاسيةٍ، إلا أنه العديد منهم لا زالوا متمسكين بوطنهم الأصلي في أراضي العراق، يرفضون مغادرته ويشكلون تجمعًا لا بأس به هناك. وهذا ما يثبت عمق انتماءهم الوطني.