أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي
سها ديوب
سها ديوب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

ما هي أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وما هي علامات هذا الإدمان وما آثاره؟ وهل هناك حل لهذه المشكلة؟ هذا ما سنتكلم عنه في هذا المقال. لكن بدايةً، ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟ هو إدمان سلوكي يتجلى بالاهتمام المفرط بهذه المواقع، مدفوعًا برغبة لا يمكن السيطرة عليها لتسجيل الدخول إليها أو استخدامها، أي هو الاستخدام القهريّ والمفرط لمواقع التواصل، وتخصيص الكثير من الوقت والطاقة في هذه المواقع ما يؤثر على مجالات الحياة الأُخرى.

إن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يشبه إلى حد كبير اضطراب تعاطي المخدرات، فهو قد يتضمن تعديل الحالة المزاجية، والاهتمام الشديد بها (الانغماس السلوكي والعاطفي والإدراكي في هذه المواقع)، والاستخدام المتزايد بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يشمل على أعراض الانسحاب، مثل المعاناة جسدياً وعاطفياً عند تقييد استخدامها أو إيقافها، وعلى الانتكاس أي عودة الأفراد المدمنين إلى الاستخدام المفرط للمواقع بعد فترة الامتناع عنها.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الضعف في المهارات الحياتية سببًا مهمًا من أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ويندرج تحت هذا الضعف وجود العديد من المشاكل التي تدفع المرء نحو سلوك الإدمان مثل:

  • مشاكل التنشئة الاجتماعية بما في ذلك مشاكل التواصل مع الآخرين والهروب من الوحدة.
  • مشاكل في التكيف بما في ذلك الأذى والدمار الناتج عن الظروف القاسية وعدم القدرة على استعادة الذات.
  • نقص مهارات حل المشاكل بما في ذلك الضعف في التحليل واتخاذ القرار وعدم التخطيط بشكل منظم.

علامات إدمان مواقع التواصل الاجتماعي 

هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أنّ شخصًا ما مدمنٌ على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها:

  • الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كآلية للمواجهة: قد يلجأ الشخص المدمن إلى استخدام هذه المواقع بشكل متزايد للتعامل مع بعض الأوضاع الصعبة أو المشاكل الشخصية أو المشاعر السلبية مثل الخوف أو القلق أو التوتر أو الوحدة.
  • الكذب بمقدار الوقت الذي يقضيه الشخص المدمن على الإنترنت: يقضي المدمن الكثير من الوقت في استخدام هذه المواقع والتفكير فيها والتخطيط لاستخدامها، واستخدامها بشكل متزايد أثناء ممارسة الأنشطة الأُخرى، كأثناء تناول الطعام أو التسكع مع الأصدقاء، وغالبًا ما يكذب حول مقدار هذا الوقت نتيجة الشعور بالحرج.
  • إهمال المسؤوليات المتعلقة بالدراسة أو العمل: إن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يستهلك الكثير من وقت وطاقة المدمن، ما يؤثر سلبًا على أداء مهامه ومسؤولياته سواءً بالدراسة أو بالعمل.
  • إهمال الأصدقاء والعائلة: غالبًا ما تتأثر العلاقات الشخصية للمدمن مع أفراد عائلته أو أصدقائه عندما يقرر الانغماس في الواقع الافتراضي والانسحاب من محيطه والحياة الواقعية.

الشعور بالضيق وعدم الراحة عند عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: قد يشعر الأشخاص المدمنون بالقلق والاضطراب عندما لا يتمكنون من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لسببٍ أو لآخر، وتكون أول ما يلجأون إليها عندما تسنح الفرصة.


آثار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي 

والآن، بعد أن وضحنا أهم أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والعلامات التي تدل عليه، يمكن القول أنّ تصفح هذه المواقع من حينٍ إلى آخر ليس بذلك الأمر الخطير أو الضار، لكن ومع ذلك، هناك بعض الآثار السلبية المحتملة التي قد تنتج من الإفراط أو الإدمان على استخدامها، مثل: 

  • القلق والاكتئاب.
  • زيادة الشعور بالوحدة والعزلة.
  • تدني احترام الذات والذي قد ينتج عن التصورات الخاطئة بأن حياة الآخرين أفضل من حياة المدمن.
  • بداية اضطراب القلق الاجتماعي.
  • أنماط النوم المضطربة خصوصًا في حال استخدام هذه المواقع قبل النوم.
  • قلة النشاط البدني ما يؤثر على الصحة العامة.
  • تدنيّ الأداء الدراسي أو العمل.
  • تجاهل العلاقات الحقيقية في الحياة.
  • انخفاض القدرة على التعاطف مع الآخرين.
  •  الخوف من أن يفوتك شيء، ما يؤدي إلى المزيد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
  • نقص مهارات حل المشاكل بما في ذلك الضعف في التحليل واتخاذ القرار وعدم التخطيط بشكل منظم.

حل مشكلة إدمان التواصل الاجتماعي

سواءً كنت تعاني من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو تشعر بأنك تستخدمها أكثر من اللازم، فالخبر السار هو أنك تستطيع تقليل استخدامها، وذلك بأن تطبّق النصائح التالية:

  • احذف تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفك الذكي، وأبقِ عليها في جهاز الحاسوب الخاص بك، فإبعادها من الهاتف قد يقلل من مقدار الوقت الذي تقضيه فيها.
  • قم بإيقاف تشغيل هاتفك المحمول أو ضعه صامتًا أثناء العمل أو الدراسة أو أثناء الأنشطة الترفيهية، أو قم بتعطيل الإشعارات الخاصة بكل تطبيق والتي تسحبك في كل مرة إلى استخدام هذه التطبيقات.
  • ضع حدودًا واضحة وخصص وقتًا محددًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. بإمكانك تشغيل عداد الوقت للتذكير بهذه الحدود.
  • اترك هاتفك أو جهازك اللوحي خارج غرفة نومك، أو على الأقل لا تستخدمه قبل النوم إطلاقًا.
  • مارس هواية جديدة لا تتعلق بالتكنولوجيا، كالرياضة مثلًا.
  • حاول أن تتواصل مع أصدقائك وجهًا لوجه إن كان ذلك ممكنًا.
  • من المهم أن تأخذ فترات استراحة منتظمة ومتكررة من مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعثر على ما هو أساسي في الحياة الواقعية. 

في الختام، فكّر جيدًا في أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وفي علامات هذا الإدمان، وحاول أن تطبق النصائح السابقة لحل هذه المشكلة، أما وإن شعرت بأن الأمر خارج عن سيطرتك، فلا تتردد في الاتصال بأخصائي الصحة العقلية لمساعدتك في هذا النوع من الإدمان. 

هل أعجبك المقال؟