الجرمان أو الشعوب الجرمانية وعلاقتهم بألمانيا

حسام سليمان
حسام سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الجرمان أو الشعوب الجرمانية (التيتونيون أو القوطيون في الأدب القديم) هم مجموعةٌ قبليةٌ من أصلٍ أوروبيٍّ شماليٍّ، تُعرف باستخدامها للغات الجرمانية، والتي تعود للعصر الحديدي قبل الروماني.

نشأ مصطلح "الجرمان" في العصور الكلاسيكية عندما استخدمه الكتبة الرومان، لوصف مجموعاتٍ من القبائل تعيش في ألمانيا السفلى والعليا وجرمانيا الكبرى، عاشت هذه القبائل عمومًا إلى الشمال والشرق من بلاد الغال، كما روى المؤرخون في روما فقد كان لهم تأثيرٌ حاسمٌ على مجرى التاريخ الأوروبي خلال الحروب الرومانية الجرمانية، لا سيما في معركة غابة تويتوبورغ التاريخية، فقد هُزمت ثلاثة جحافلٍ قرومانيةٍ على أيدي القبائل الجرمانية.

نشأت الشعوب الجرمانية على الأرجح في أقصى شمال أوروبا، والتي تشكل الآن السهول الأوروبية في الدنمارك وجنوب إسكندنافيا، هذه المنطقة "كانت مستقرةً بشكلٍ ملحوظٍ" تعود إلى العصر الحجري الحديث، عندما بدأ البشر لأول مرة التعامل مع بيئتهم من خلال الزراعة وتدجين الحيوانات.

كما أن الأدلة الأثرية تؤكد لنا بأن الشعب الجرماني أصبح أكثر اتساقًا في ثقافتهم في بداية عام 750 قبل الميلاد، ومع زيادة عدد السكان، هاجر الشعب الجرماني غربًا إلى السهول الفيضية الساحلية بسبب استنفاد التربة للزراعة في مستوطناتهم الأصلية.


خصائص القبائل الجرمانية


الاقتصاد الزراعي

الجرمان شعوبٌ ريفيةٌ، وكان معظم السكان فلاحين ويعملون في رعي الحيوانات والأرض، وكانت معظم الأراضي بين يدي العائلات الرومانية والجرمانية، كما كان هناك أيضا أصحاب الأراضي الصغيرة، والأديرة أيضًا كانت تملك مناطقًا شاسعةً من هذه الأراضي، انخفض عدد سكان المدن، وبدأ النشاط التجاري في التباطؤ واختفت العملة تقريبًا.


المجتمع الجديد: العلاقات بين الرجمان والرومان

كان الجرمان أقليةً مقارنًة بالرومان، ففي البداية، حافظ كل من الرومان والجرمان على قوانينهم وعاداتهم ودينهم. ولكن مع مرور الوقت، بدأ كلا المجتمعين بالاندماج واعتمد الجرمان المؤسسات والقوانين الرومانية واللاتينية وحتى المسيحية.

ساهم الشعب الجرماني أيضًا في هذا المزيج، فقد كان للتراث الجرماني تأثيرٌ أكبر، على سبيل المثال، اللغات الحديثة مثل الإنجليزية والألمانية لها أصلٌ جرمانيٌّ.


الفن والثقافة في الممالك الجرمانية

تم الحفاظ على القليل من المظاهر الفنية للشعوب الجرمانية، ففي الهندسة المعمارية ، لا تزال بعض الكنائس من العمارات القوطية، التي تنسب إلى قبائل القوط الجرمانية ، إلا أن مساهمتهم الأكثر أهميةً، كانت في فن الحدادة الذهبية والفضية.

كما أن الأديرة تأسست خلال العصور الجرمانية، إن هذه المبانٍ عاش فيها الرهبان، وتم تنظيم الحياة اليومية وفقًا لقواعد ولالتزاماتٍ معينةٍ، وكانت الأديرة أماكن للصلاة، كما كانت أيضًا مراكز ثقافيةٍ لأن تضم مدرسة ومنسخ "المكان الذي يُنسخ فيه المخطوطات".


دول أوربا الجرمانية

عند قراءة مصطلح "أوروبا الجرمانية"، قد نميل إلى ربطها بألمانيا، في حين أن ألمانيا واحدةً من عدة دولٍ جرمانيةٍ، فهي تضم أيضًا عددًا قليلًا من البلدان والمناطق الأخرى في العديد من البلدان الأخرى.

كما ذكرنا ألمانيا تعد من دولٍ جرمانيةٍ، وتضم القائمة أيضًا البلدان التالية:

  • هولندا.
  • بلجيكا.
  • سويسرا.
  • النمسا.
  • جمهورية التشيك (في المقام الأول في جمهورية التشيك الغربية).
  • الدنمارك.

معركة غابة تويتوبورغ

خريف عام 9 م، وقعت مذبحةٌ لثلاثة جحافلٍ رومانيةٍ كاملةٍ، إلى جانب وحدات مساعدةٍ كبيرةٍ، من قبل القبائل الجرمانية، حيث أن احتلال رومانية لمساحاتٍ واسعةٍ شرق نهر الراين، أثار غضب الجرمان، الذين ضمنوا أن الأراضي شرق نهر الراين لن تُدمج في الإمبراطورية الرومانية، وهذا كان سبب هجمات الجرمان ضد الإمبراطورية.

في البداية أخبر أرمينيوس، زعيم قبيلة الشيروسكيين، والذي مُنح الجنسية الرومانية كم اقاتل كمساعدٍ للجيوش الرومانية، القائد العسكري الروماني، فاروس، عن وقوع انتفاضةٍ صغيرةٍ.

في الحقيقة، كان أرمينيوس يقود فاروس إلى كمينٍ، قد شكل تحالفًا مع جميع القبائل الجرمانية الكبرى، غادر فاروس قاعدته، بالقرب من ميندين، متجهًا إلى الشمال الغربي، عندما دخل الرومان غابة تيوتبورغ بالقرب من أوسنابروك، تسلسل أرمينيوس للانضمام إلى جيشه المنتظر في وسط الغابة، تعرض الجيش الروماني لهجومٍ مفاجئٍ من قبل أعدادٍ كبيرةٍ من الجرمان، حوالي نصف الرومان نجوا من الكمين الأولي وساروا جنوبًا ليومٍ كاملٍ، لكنهم وجدوا طريقهم مسدودًا بأرضيةٍ كبيرةٍ وسقيفةٍ من الأخشاب اصْطَفَّ عليها الجرمان، هاجم الرومان لكنهم هُزِموا، ثم فر سلاح الفرسان الروماني، ليتم ملاحقته على مدار الأيام التي تلت ذلك.

استسلمت مجموعةٌ واحدةٌ من الجيوش، ووصلت مجموعةٌ أخرى إلى الحصن في أليسو حيث انضموا إلى الحامية، صمدوا تحت قيادة لوسيوس كاديسيوس حتى بداية الشتاء حين عاد الجرمان إلى ديارهم، مما سمح للناجين بالعودة إلى الأراضي الرومانية وإحضارهم أخبارًا عن الكارثة.

هل أعجبك المقال؟