بحث حول أنواع الاشجار
تُمثّل الأشجار جزءًا مهمًا من الغطاء النباتي للكرة الأرضية، ومن المعلوم أهمية النباتات بما فيها مختلف أنواع الأشجار بالنسبة للأوساط البيئية والتوازن البيئي والحد من التلوث، فما هي أنواع الأشجار وبناءً على أيّ الاعتبارات يتم تقسيمها؟
تعريف الأشجار
هي نباتاتٌ معمرةٌ تمتاز ببنيةٍ خشبيةٍ وبطبيعة نموها المستمرة والمتجددة. تتألف الشجرة بشكلها التقليدي من مجموعها الجذري الذي يمتد تحت سطح التربة، والساق الرئيسي ذي البنية الخشبية والذي تتفرع عنه الفروع الجانبية الرئيسية ونصف الرئيسية والفرعية، ثم الأغصان الصغيرة التي تكسوها الأوراق عادةً.
أنواع الأشجار
تُصنّف الأشجار إلى عدّة مجموعاتٍ رئيسيةٍ تبعًا لعددٍ من الاعتبارات منها طبيعة النمو وتساقط الأواق، أو حسب الغاية الرئيسية من زراعة هذه الأشجار، وغيرها الكثير من الاعتبارات ولكن يمكن تصنيفها بشكلٍ رئيسيٍ وفق التالي:
أنواع الأشجار بحسب مجموعها الخضري
تقسم الأشجار بحسب طبيعة نموها ومجموعها الخضري إلى مجموعتين أساسيتين هما:
الأشجار متساقطة الأوراق
هي مجموعة الاشجار التي تتخلى عن أوراقها وتُسقطها جميعها خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ في نهاية موسم النمو، لتعود في موسم النمو القادم وتكتسي بحلةٍ جديدةٍ من الأوراق الفتية، وتُعيد الكرّة في كل عامٍ.
تُسقط متساقطات الأوراق أوراقها في عملية الاستعداد لطور السكون حيث تنخفض فيه درجات الحرارة، تتميز هذه الأشجار بنموها الموسمي وتأقلمها مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، كما أن طبيعة نموها الموسمية تجعل من أخشابها أكثر قساوةً وأقل مطاوعةً للاستخدامات البشرية كصُنع المفروشات والأرضيات وغيرها، ومن أهم أنواع مُتساقطات الاوراق أشجار اللوزيات كاللوز والمشمش والكرز والدراق، والتفاحيات أيضًا كالتفاح والكمثرى، وأشجار الكرمة والتين وغيرها الكثير.
تُشكّل الأوراق المتساقطة في نهاية موسم النمو مصدرًا مهمًا للمادة العضوية للأرض لغنا نتائج تحللها بالعناصر الغذائية.
الأشجار مستديمة الخضرة
هي مجموعة أنواع الاشجار التي لا تُسقط كل أوراقها دُفعةً واحدةً بل تتساقط أوراقها بالتدريج على مدار العام مع استمرار الأوراق الجديدة بالظهور ايضًا ما يُعطي هذا النوع من الأشجار مظهرًا مُتّشحًا بالخضار على مدار العام، تُعمّر أوراق هذه الأشجار لأكثر من سنةٍ وقد تستمر في بعض الأنواع حتى عمر 3 إلى 5 سنوات، تمتاز الأشجار مُستديمة الخضرة بنموها المستمرّ على مدار العام ولكن بوتيرةٍ مُختلفةٍ بحسب الظروف البيئية ودرجات الحرارة السائدة، ولا تدخل عادةً في طور السكون الذي تدخله الأشجار متساقطة الأوراق بنفس الدرجة، ومن أهم أنواعها الصنوبريات كالسرو والصنوبر والعرعر، وأشجار الكينا وأشجار السنديان والزيتون والحمضيات وغيرهم الكثير.
أنواع الأشجار بحسب الغاية منها
الأشجار المُثمرة
هي الأشجار التي تُنتج أزهارًا تتحول بعد تلقيحها إلى ثمارٍ يستفيد منه الإنسان، وهذه الصفة موجودةٌ في كل الأشجار وأغلب النباتات ولكن يُقصد بمصطلح الأشجار المثمرة الأشجار التي تُنتج ثمارًا يستخدمها الإنسان في غذائه، قد تكون هذه الثمار غنيةً بالمحتوى العصيري المائي مثل الحمضيات والتفاح والدراق أو تلك الثمار التي تحوي نسبةً أقل من العصير مثل الجوز واللوز وغيرهما.
الأشجار الحراجية
هي أنواع الاشجار التي تنمو تلقائيًا في الطبيعة ولا تُثمر ثمارًا ليستخدمها الإنسان في غذائه بل لها استخداماتٌ أخرى مثل أشجار الأخشاب التي تُنتج أخشابًا بقساواتٍ وجودةٍ مُختلفةٍ تصلح لكافة استخدامات البشر ومن أهم الأمثلة عليها أشجار الباين (نوع من الصنوبر الأمريكي) والحور والصنوبريات المُختلفة وغيرها الكثير.
أشجار الزينة
هي مجموعة الأشجار التي عادةً لا تُثمر ثمارًا يستفاد منها الإنسان، ولكنها تتمتع بمنظرٍ جماليٍ بالغٍ فمنها ما يتميز بشكل أزهاره الجميل مثل شجرة الجاكراندا، أو لون أراقها البديع في الخريف أو بمزيجٍ من كل تلك الصفات، تُستخدم لأغراض تزيين الحدائق العامة وعلى جوانب الطرقات والممرات ولبعض الغايات الأخرى مثل مصدّات الرياح على جوانب الحقول.
فوائد وأهمية الأشجار
فوائد صحية
تمتص مختلف أنواع الاشجار الملوثات من الجو بحيث تقوم كل شجرةٍ بامتصاص ما يعادل 1.7 كغم من الملوثات والغازات الضارة من الجو في العام الواحد، كما توفر مناطق ظليلةً للاصطياف والوقاية من حرّ الشمس، بالإضافة لاحتواء بعض الأشجار على العديد من المواد ذات الخصائص العلاجية المفيدة للإنسان، كما تتمتع الأشجار بأهميةٍ بالغةٍ في عمليات الاستشفاء والتعافي للمرضى لما لها من آثار إيجابيةٍ على الصّحة النفسية، حيث تشير الأبحاث لتأثيرٍ مُخفضٍ للضغط والتوتر على الإنسان للأشجار.
فوائد بيئية
تمتص الأشجار غاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو في عملية التمثيل الضوئي وهو ما يُخفّف من آثاره الضارة في الاحتباس الحراري والتلوث، كما تلعب الأشجار دورًا هامًا في تلطيف درجة حرارة الجو عن طريق عكس الإشعاع الشمسي والنتح، حيث تُشير الدراسات إلى قدرة الأشجار على تخفيض درجة حرارة المدن بمقدار 7 درجاتٍ، كما تُساعد بعض أنواع الأشجار التي تُزرع على حواف الأنهار في منع انجراف التربة.
فوائد اقتصادية
للأشجار العديد من الفوائد الاقتصادية فبعض أنواع الأشجار تُقدّم أفضل وأجود أنواع الأخشاب في العالم في تجارةٍ تبلغ قيمتها مليارات الدولارات سنويًا، بالإضافة للعائد الاقتصادي الذي يجنيه المزارعون من الأشجار المثمرة، كما تلعب الأشجار دورًا مهمًا في التحكم بسعر العقارات والأبنية في المدن فكلما كان العقار أقرب للأشجار المُعمّرة تزداد قيمته المادية.