خريطة الأندلس
يضرب تاريخ الأندلس (Andalucia) جذوره عميقًا في التاريخ، فقد كانت مكانًا مميزًا خلال الحقب التاريخية المبكرة، احتلت موقع جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية في خريطة أوروبا، وجعل منها غناها الزراعي والمعدني وجهة جاذبة للعديد من الحضارات التي بزرت في القديم، منها الإغريق، وخاصة الفينيقيين الذين استقروا بجماعات سكانية كبيرة في الأندلس والمناطق الساحلية، وأنشأوا طرقًا تجارة بحرية مع المدن التاريخية الأخرى التي سكنت منطقة البحر الأبيض المتوسط.
جاء بعد ذلك وصول إمبراطور روما إليها وانتهاؤه بالسيطرة على الأراضي، والاختلاط مع السكان المحليين، والاستقرار في المدن المطلة على الساحل لإنتاج صلصة Garum (وهي صلصة مشهورة تتكون من السمك لجعل الطعام حارًا)، وإحياء التجارة الماضية مع روما.
بعد سقوط الامبراطورية الرومانية، وصل الفَندال الجرمان (Vandals) والقوط الغربيين (Visigoths) ولم ينجحوا في تفكيك الروابط الثقافية للأندلس التي بقيت محافظة على استقلالها عن مملكة طليطلة القديمة (Toledo).
بعد عام 711م، فتحها المسلمون، وقطعوا كل الصلات الممكنة مع شمال شبه الجزيرة، وحولوا المنطقة الجنوبية إلى ما أطلقوا عليه اسم "الأندلس" وجعلوا عاصمتها قرطبة، وأصبحت المركز الثقافي والاقتصادي للعالم في ذلك الوقت.
الأندلس في العصر الحديث
في القرن العشرين، أصبحت الأندلس منطقة ذات استقلال ذاتي داخل اسبانيا. وتميزت باختلافات ثقافية يُلاحظ أولها في اللغة؛ فهي تحتوي على فروق دقيقة مغايرة للإسبانية في طريقة اللفظ. تمتلك الأندلس هويتها التاريخية وثقافتها الخاصة، وشخصية مذهلة تثير رغبة كل السياح في زيارتها. وتعد اليوم من أكثر الأقاليم الاسبانية اكتظاظًا بالسكان، وواحدة من أكثر الأماكن المفضلة عند كثير من الزوار لقضاء عطلاتهم سنويًا.
خريطة الأندلس
تمتد مساحة الأندلس على 87.300 كم2، ما يشكل حوالي 17.3% من مساحة إسبانيا، ويبلغ عدد سكانها سبعة مليون نسمة، أي حوالي 20% من مجموع السكان الإجمالي. تتكون من ثماني مقاطعات، تمتد من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي من البلاد، وتسمى كل مقاطعة باسم عاصمتها، وهي قرطبة، وقادس، وجيان، وهيوليفا، وألمرية ومالقة، وغرناطة واشبيلية.
الأندلس موطن الفلامينكو ومصارعة الثيران، كانت واحدة من أفقر مناطق إسبانيا - خاصة مالقة وغرناطة وإشبيلية - لكنها اليوم من أشهر الوجهات السياحية في أوروبا، ويرجع السبب لشواطئها الرملية، وأريافها الجميلة، والسلاسل الجبلية المذهلة، والآثار القديمة المثيرة، وسكانها الرائعين المضيافين، الممتلئين حماسًا وتفاؤلًا وحميمية.
الميزة الأكثر تفردًا لهذه المنطقة الفاتنة هي آثار المغاربة السابقين أو الموريسكيين، والذين كانوا خليطًا من البرابرة والعرب، الذين وصلوا إسبانيا من شمال إفريقيا عرب مضيق جبل طارق، واحتلوا شبه الجزيرة لأكثر من سبعة قرون، وهم من أطلقوا عليها الأندلس من عام 710م، واستوطنوا بداية في طريفة (Tarifa). وخلال 4 سنوات فقط، أخضعوا فعليًا كامل البلاد، ثم انسحبوا بعدها إلى القسم الجنوبي من شبه الجزيرة، وأشادوا هناك مدن قرطبة، واشبيلية، وغرناطة التي تعتز كل منها بآثارها الساحرة، والتي يبرز منها قصر الحمراء بغرناطة كواحد من الأوابد التي لا تنسى.
بعض الحقائق عن الأندلس
- تمتلك الأندلس شريطًا ساحليًا بطول 500 ميلًا، وتشكل الشواطئ الرملية 70% منه. تتزين سواحله المتوسطية بشاطئ ألميريا، وكوستا تروبيكال Tropicalوالشاطئ الرائع العالمي (Costa del Sol) بينما يمتد شاطئ كويتا دي لا لوز (de la Luz) على طول ساحل الأطلسي إلى الغرب من جبل طارق (Gibraltar)
- بالإضافة إلى مدنها الجميلة وشواطئها الباهرة، تضج المنطقة بالقرى والأرياف والبلدات، والتي غالبًا ما يغفلها السياح، رغم سهولة الوصول إليها مثل بلدات كاساريس (Casares) وغاوثين (Gaucin) و فريخيليانا (Frigiliana).
- الأندلس منطقة التناقض المروع والسحر الرائع، ومن السهل الوصول إلى هذه الزاوية الغامضة من أوروبا، مع مئات الرحلات الجوية التي تصل أسبوعيًا إلى مطار مالقة الدولي الذي يقع بين المدينة الرئيسية على الساحل "مالقة"، والمنتجع الكثر ملحميةخرافي توريمولينوس ( Torremolinos).
أماكن سياحية بارزة على خريطة الأندلس
تختار معظم شركات السياحة في الأندلس مطار مالقة كنقطة دخول إلى جنوب إسبانيا، نظرًا لجودة بنية الطرقات ووسائل النقل العامة التي تسمح بالانتقال بسهولة من المطار إلى أي وجهة. يصل الطريق الرئيسي A-7 الواضح على الخريطة مالقة بغيرها من المناطق في الأندلس، ويسمى الطريق العام المتوسطي. يمكن الوصول منه إلى أماكن أخرى مثل طريفة أو غرناطة بسرعة كبيرة، في حال قرر السائح ركوب السيارة. بالتأكيد لن يفوّت ضيوف مالقة زيارة البلدة القديمة والآثار المتنوعة، والأبنية القديمة الموجودة فيها.
عند زيارة الأندلس ينصح بالمرور بالأماكن الرائعة التالية:
- قصر الحمراء في غرناطة: يتناسب جمال هذا المكان مع المدينة التي تحتضنه، لذلك إذا قرر السائح تمضية عدة أيام في جنوب إسبانيا، فلا يستطيع تفويت زيارة الحمراء، لكن ينبغي الحذر عند القيادة من مالقة إلى غرناطة بسبب بعض مطبات الطرقات، فبعضها غير ظاهر في غرناطة.
- قصبة مالقة: رمز المدينة، ومنها يمكنك التقاط صورة لمالقة تظهر في خلفيتها حلبة مصارعة الثيران وميناء المدينة.
- كاثدرائية مالقة: من الأماكن الرئيسية التي يجب أن تُزار في المدينة، وهي قريبة جدًا من القصبة Alcazaba، والمسرح الروماني، حيث يمكن زيارة المنطقتين في نفس الصباح.
- مسجد قرطبة: يعتبر من الآثار الساحرة، بالإضافة إلى الجسر الروماني الذي يشكل مع المسجد أكثر الأماكن جاذبية في المدينة.
- قادس: إذا كان السائح يحب الشواطئ، يمكنه زيارة قادس وبالتحديد طريفة في أي وقت والاستمتاع بشواطئ رملية بيضاء جميلة، وينصح بعدها بزيارة البلدة قبل العودة إلى مالقة، وحيث يستغرق طريق الرحلة أقل من ساعتين. بالإضافة إلى طريفة وشواطئها الجميلة، يمكن التمتع بالطعام البحري والسمك المقلي الممتاز في العديد من مطاعم السمك المثالية في Puerto de Santa Maria.