معلومات حول صحراء سيناء

مروة عمران
مروة عمران

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك


صحراء سيناء ومناخها

صحراء سيناء عبارةٌ عن منطقةٍ صحراويةٍ من مصر، تسمى أيضًا بشبه جزيرة سيناء كونها محاطة بالبحر من ثلاث جهاتٍ، وهي شبه جزيرة مثلثيّة تربط إفريقيا مع آسيا، وتعتبر جغرافيًّا جزءًا من آسيا.

تبلغ مساحتها 61000 كيلو متر مربع أي 6% من مساحة مصر، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من مصر وتجاور قطاع غزة في الشرق، وهي الحدود البريّة الوحيدة لها، حيث يحدّها البحر المتوسط شمالًا، والبحر الأحمر من الجنوب، أما في الغرب فتجاور شبه الجزيرة قناة السويس وخليج السويس، تنقسم إداريًّا إلى محافظتين؛ شمال سيناء في الشمال وجنوب سيناء في الجنوب، احتلتها القوات الإسرائيلية خلال حرب الأيام الستة عام1967، لكنها أُعيدت إلى مصر عام 1982 بموجب شروط معاهدة السلام بين تلك الدول..

أما بالنسبة للمناخ، فتقع صحراء سيناء على ارتفاع 99 مترًا عن سطح البحر، ويعتبر مناخها مناخًا صحراويًّا حيث لا يوجد هطولٌ فعليٌّ للأمطار في هذه المنطقة خلال العام، فيبلغ معدل هطول الأمطار في السنة 381 ملم، ومتوسط درجة الحرارة السنوية فيها 25.8 درجةً مئويةً، هذا ما يخص الجزء الجنوبي، أما شمال سيناء فتعتبر أكثر خضرةً واعتدالًا في المناخ..


تاريخ سيناء

كانت أهمية شبه جزيرة سيناء في العصر القديم كبيرةً كونها كانت منطقة عبورٍ من آسيا إلى إفريقيا وبالعكس، كما أن الجيوش الفرعونية كانت تعبر هذه المنطقة قبل أن تكن بعد صحراء، وفي العصر البرونزي الأوسط عبرها إبراهيم ويعقوب وهما في طريقهما إلى مصر، لذلك تحظى بأهميةٍ دينيةٍ لدى البعض كما أن الله تكلم أول مرة مع موسى فيها، وألقى الوصايا العشر من أعلى جبل سيناء كما جاء في الكتب المقدسة.

فيما بعد تم احتلالها من قبل القبائل البدويّة المرتبطة بإسماعيل، وسميت صحراء سيناء بأرض البدو، كما هاجر البعض من شبه الجزيرة العربية بعد الفتح الإسلامي لمصر، ويعتبر البدو السكان التقليديين في سيناء، ويقدر عددهم الحالي بما لا يقل عن 14 قبيلةً، يعيشون في خيامٍ مصنوعةٍ من شعر الماعز المنسوج وصوف الأغنام.

في العصر الروماني، تُرك الجزء الداخلي من سيناء للأنباط كجزءٍ من شبه الجزيرة العربية، وكانت سيناء مأوى للمسيحيين الهاربين من اضطهاد الإمبراطورية في ذلك الوقت، ومن ثم تُركت للبدو في العصور الإسلامية والوسطى إلى أن زادت أهميتها في الغرب بعد حفر قناة السويس.

أما في الحرب العالمية الأولى، فقد هاجمت القوات التركية قناة السويس، ثم هاجمتها الجيوش البريطانية التي غزت فلسطين، وبعد ذلك شكّلت سيناء وحدةً إداريةً بريطانيةً منفصلةً.

في عام 1948، احتلت القوات الإسرائيلية شرق سيناء لكنها اضطرت للانسحاب تحت ضغطٍ سياسيٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وتهديدات بالتدخل العسكري البريطاني، وفي عام 1956 هُزم الجيش المصري من قبل الجيش الإسرائيلي الذي احتل شبه الجزيرة بأكملها باستثناء قناة السويس، لتُجبر إسرائيل مرةً أخرى على الإنسحاب من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

كان الحشد العدواني للقوات المصرية في صحراء سيناء عاملًا رئيسيًّا أدّى إلى حرب الأيام الستة عندما احتلت إسرائيل سيناء بأكملها متضمنة قناة السويس، حيث نفذت الإدارة العسكرية الإسرائيلية سلسلةً من مشاريع التنمية الإقتصادية إلى أن انسحبت إسرائيل من قناة السويس داخليًّا بعد اتفاقية فض الاشتباك عام 1974، وأعادت حقول النفط إلى مصر وسمحت لها بإعادة فتح قناة السويس، لتنسحب بعد ذلك القوات الإسرائيلية من سيناء بالكامل عام 1982 وفقًا لاتفاقية السلام الموقعة في مصر..


الحياة الطبيعية في صحراء سيناء

أغلب الظنون أن الصحراء عادةً ليست جذابة لعيش الكائنات الحية فيها خصوصًا مع ظروفها الجافة والساخنة، إلا أن سيناء مليئةٌ بالحياة، ولا تخلو من بعض الحيوانات والنباتات التي تتكيف مع مناخها كالثعابين السامة والثديات المموهة كالفهد، والسحالي وغيرها من الحيوانات، كما أن هناك وفرةً من الطيور خاصةً على السواحل، حيث تمر العديد من أنواع الطيور المهاجرة، ويتميز البحر الأحمر جوارها بتنوع الحياة البرية البحرية الاستوائية.

أما بالنسبة للنبات، فأحواض الأنهار الجافة والحصوية ساعدت في ظهور شجرة الأكاسيا الغربية ونبات الطرخس، بالإضافة للشعاب المرجانية الضحلة والجبال المرجانية التي يحيط البحر الأحمر بها، والأسماك الإستوائية كأسماك القرش والسلاحف والدلفين وإسفنج البحر وغيرها، كما أن للبشر حصةً كبيرةً من صحراء سيناء، وتتركز معظم الكثافة السكانية في المناطق الساحلية..

هل أعجبك المقال؟