كيف أعرف حبوب اللقاح الاصلية؟
ما هي حبوب اللقاح؟ وما هي أبرز خصائصها؟ وهل من طريقة للتأكد من أنها أصلية؟
حبوب اللقاح أو غبار الطلع “Pollen” وهي حبوب صغيرة يمكن أن تتفاوت في الشكل والبنية، يتم إنتاجها في الأعضاء الذكرية للزهرة والتي هي “السداة”، ويتم حملها بواسطة الماء والرياح والحشرات إلى الأعضاء الأنثوية لزهرة أخرى؛ وهذا العضو هو “الميسم”، حيث يتم تكاثر هذه الزهرات وإنتاج البذور عن طريق هذه الحبوب بعملية الإلقاح.
وتنتج الأشجار والأعشاب حبوب اللقاح للقيام بعملية التكاثر، أو مايعرف بحبات الطلع الصغيرة والخفيفة، ذلك الغبار الأصفر الذي يملأ الأسطح في الربيع والذي يمكنه أن ينتشر بسهولة عن طريق تيارات الرياح، والتي تبقيه في الهواء ويمكن أن تحمله لمسافات طويلة، تلك الحبات هي التي تسبب للبعض الحساسية التي تأتي غالباً عند قدوم الربيع وانتشار الغبار.
قام الإنسان باستغلال فوائد تلك الحبوب ليتم تصنيع بعض الأغذية التي تحتوي عليها، حيث ثبتت فوائدها الكثيرة كمضاد أكسدة ودورها الكبير في قتل الجراثيم والبكتيريا، كما لها دور كبير أيضاً في تقوية الجسم وعلاج بعض الأمراض، بالإضافة لاستخدامها في محاربة التعب وإمداد الجسم بالطاقة والحيوية، إلا أنه ليس كل الأجسام تستجيب لفوائدها، فقد تسبب للبعض الحساسية الشديدة التي ممكن أن تتطور لأمراض خطيرة، أما عن استخدام تلك الحبوب في التلقيح الصناعي للنباتات، فمن الضروري التأكد من إذا كانت أصلية أم فاسدة، وذلك عن طريق وضع البذور في محلول مخصص يحوي مواد كيميائية معينة، فتتلون البذور غير الأصلية باللون الأزرق أو الأخضر داخل هذا المحلول بخلاف البذور الأصلية التي يصبح لونها وردياً.
شكل حبوب اللقاح
كما ذكرنا سابقًا فإن حبوب اللقاح مختلفة في الشكل والبنية فبعضها يكون بسطح أملس وأخرى بسطح أجعد، لكنها بشكل عام تكون دقيقة وصغيرة جدًا وبشكل بيضوي خارجي.
أما بنيتها الداخلية فهي غالبًا ما تتشكّل من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الطبقة الداخلية والمركز السيتوبلازمي الذي يعتبر مصدر النواة المسؤولة عن الإخصاب والطبقة الخارجية، وإن كل من الطبقتين الداخلية والخارجية تشكّلان جدار الخلية النباتية وتحتويان على طبقتين من السليلوز والهيميسليلوز، وتتميّز الطبقة الخارجية تحديدًا بمرونة أعلى من الطبقة الداخلية، ويدخل في تركيب هذه الأجزاء كل من الماء والسكريات والبروتينات والفيتامينات والعديد من المعادن، بالإضافة إلى بعض الإنزيمات والخمائر التي تعود بفوائد كثيرة للتربة والكائنات الحيّة.
خصائص حبوب اللقاح الأصلية
وبسبب هذه البنية الداخلية للحبوب فهي تتميّز بعدّة خصائص منها:
تتكاثر عن طريق “الانقسام الاختزالي” وتأتي أهمية هذا الانقسام بأنّ الحبوب الجديدة ستحتوي نواتها على نصف عدد الكروموسومات الموجودة في النبات الأم، ولذلك يتم تكاثرها وإنتاجها بكميات كبيرة.
سهلة وسريعة الانتشار.
تستطيع الاحتفاظ بشكلها الخارجي بمختلف أنواع الرواسب والبيئات المُختلفة فهي مقاومة الانحلال من جهة، ومقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة من جهة أخرى.
يتم استخدامها كمكمّل غذائي حيث تم تصنيع أقراص داعمة من حبوب اللقاح والعسل يتم إعطائها للكبار والصغار، ولها فائدة أيضًا في المجال الزراعي.
تستطيع التعرّف على حبوب اللقاح الأصلية من خلال اختبار تلك الصفات والتعرّف مخبريًا على البنية الداخلية لهذه الحبوب كما تستطيع تمييز الحبوب من خلال اختبار اللون المخصّص لها في المخابر الكيميائية لكن لا تقم بأي اختبار كيميائي في بيئة غير مؤهّلة وإذا كنت لا تملك الخبرة الكافية في هذا المجال لإحتواء هذه الاختبارات على مركبات كيميائية عضوية هي بالغالب مؤذية وخطيرة- والذي سيظهر الحبوب الأصلية بلون أحمر قريب إلى الوردي.
متى تظهر حبوب اللقاح وكم تبقى سليمة؟
في كل ربيع تطلق الأشجار والأعشاب مليارات من حبيبات اللقاح في الهواء من أجل التكاثر، حيث تنتج هذه الحبيبات في الأعضاء الذكرية للنباتات الزهرية والنباتات ذات المخاريط، وتستخدم في عملية التلقيح لإنتاج البذور، التي تنتقل بمساعدة الرياح والطيور والحشرات.
وتختلف حبيبات اللقاح عن بعضها البعض بالشكل والحجم وسطح الغلاف، فمعظم حبوب اللقاح تكون مستديرة أو مستطيلة بعرض يتراوح بين 15 ميكرومتر و 200 ميكرومتر، أما القشرة الخارجية قد تكون ناعمة الملمس أو مجعدة مع نتوءات وظيفتها الأساسية حماية الخلايا الداخلية ومنعها من الجفاف. بشكل عام تعيش حبات الطلع لعدة أيام أو أسابيع بعد ابتعادها عن الزهرة الأم، ولكن في بعض الأحيان فإنها قد تعيش لمدة سنة كاملة قبل التلقيح مثل نخيل البلح.
تحتوي هذه الحبوب على الكثير من المغذيات والفيتامينات والأنزيمات والمعادن الهامة، لذلك تم تصنيع بعض المكملات الغذائية الصالحة للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى العسل المشتق من حبوب الطلع والذي يعتبر مضاد للأكسدة وقاتل طبيعي للجراثيم، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حذرت منه للأشخاص المصابين بالحساسية بالإضافة للمخاطر المحتملة بسبب التلوث بالمبيدات الحشرية.
وعند الاستخدام الزراعي والحاجة للتلقيح الصناعي فيجب الإنتباه لصلاحية حبوب اللقاح، وذلك باستخدام طريقة (صبغة أليكسندر) حيث يتم وضع البذور الوعائية في طبق خاص ويوضع فوقها القليل من محلول الإيثانول والملكيت الأخضر والماء المقطر، والجلسرين، والفينول، وهيدرات الكلورال، وحمض الفوشسين، وصبغة البرتقال، وحمض الأستيك الجليدي فتتلون البذور السليمة باللون الأحمر الوردي أما غير السليمة فتظهر باللون الأزرق أو الأخضر.
أنواع حبوب اللقاح
ويوجد نوعين من حبوب اللقاح وهي: حبوب لقاح النحل، وحبوب لقاح نبات النخيل، ويعتبر استخدام حبوب لقاح النحل لمدة 30 يوماً آمناً، ولكن يمكن أن تسبب حدوث حساسيةٍ خطيرةٍ لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح، ويمكن أن تؤدي إلى آثارٍ أخرى خطيرةٍ مثل تلف الكبد أو الكلى والتي تعتبر نادرة الحدوث.
ويمكن استهلاك حبوب لقاح النحل ما بين 2-4 غرامات في اليوم لمدة 6 إلى 8 أسابيع، ولكن يحذر من استخدامها خلال فترة الحمل، حيث تشكل خطراً على صحة المرأة الحامل وصحة الجنين، وكذلك يمنع استخدامها خلال فترة الإرضاع.