كيف تتكاثر العناكب ولماذا تُعد العملية صعبة؟

تنتشر العناكب عمومًا على مساحات واسعة مما يُصّعب على الذّكور مهمة العثور على أنثى ناضجة ولديها استعداد للتزاوج، فهل تعلم كيف تتكاثر العناكب؟

تنتشر العناكب حول العالم بشكل كبيرٍ، ويقدر العلماء وجود أكثر من 40000 ألف نوعٍ من أنواع العناكب، لكن القليل منها قد تشكل خطرًا على البشر.

تحمل إناث العناكب كيسًا يحوي في داخله البيض، حيث يمكنها ذلك من نقله الى أي مكان ترحل إليه.

يقوم الذكر في أوقات التزاوج بالقيام ببعض السلوكيات التي تعد من ضمن المغازلة، وذلك لاختبار مدى قبول الأنثى به، تتضمن السلوكيات القيام بالتدحرج وهز البطن والنقر على الشبكة، وبعد ذلك وعند قبول الأنثى للذكر يقوم الذكر بوضع الحيوانات المنوية الخاصة به ضمن شبكة الحيوانات المنوية ومن ثم يضعها ضمن فتحة أسفل أنثى العنكبوت؛ لتقوم الأنثى بعد ذلك بتلقيح البويضة بالنطاف، ومن ثم تضعها ضمن الكيس الظهري. كما يمكن للأنثى أن تخصب حيوانات منوية من عدة ذكور.

يتم صنع الكيس البيضي بواسطة الخيوط الحريرية، كما تُستخدم الخيوط الحريرية للتنقل ولبناء الأعشاش.

تستغرق فترة تفقيس البيض حوالي 4 أسابيع، بينما تستغرق المدة اللازمة لوصول العناكب الصغيرة إلى مرحلة البلوغ حوالي السنة الواحدة، وبعد عملية التفقيس تقوم العناكب الصغيرة باستخدام الخيوط للتنقل والانتشار، حيث تنتج  تلك الأخيرة الخيوط في منطقة عالية من الشبكة ومن ثم يتم قذفها عن طريق حركة الهواء، حيث تعيش العناكب الصغيرة بعيدًا عن العش وكيس البيض، لكن هذا السلوك يعرضها الى أن تصبح فريسة للعناكب الأخرى والطيور وجميع أعدائها الطبيعيين.

ترسل العناكب مواد كيميائية قوية كإشارةٍ منها على استعدادها للتزاوج، ويبدأ الذكر بالبحث عن أنثى للتزاوج تكون من نفس نوعه وجاهزة للتزاوج أيضًا، وغالبًا فإنه سيبحث عن إناث حديثة لأنها لن تشكل خطرًا عليه، ففي بعض الأحيان تقوم الأنثى بقتل الذكر، ولأجل ذلك فإنه يحاول كسب ودها وتجنب أي تصرفٍ عدواني قد يصدر عنها عن طريق القيام ببعض الحركات كهز الشبكة أو الرقص أحيانًا.

إلا أن هذه الطريقة لا تنجح دائمًا، فبعض إناث العناكب ترفض ولأمرٍ غير معروف اقتراب الذكر منها وقد تقوم بقتله أو ببساطة بطرده وتسمح لآخر بالوصول إليها، لذا عليه الحرص على عدم تواجد ذكور آخرين في المكان. وعند الوصول إلى مرحلة التزاوج، فإن هذه العملية تتم بشكلٍ مخالف عن ما هو متعارف؛ حيث يقوم الذكر بوضع النطاف ضمن شبكة تًعرف باسم الشبكة المنوية ثم ينقلها إلى أعضاء الأنثى التناسلية، وتنتهي هذه العملية عند بعض أنواع العناكب، وليس جميعها، بأن تفترس الأنثى الذكر، وهو يُعتبر أمرًا خاصًا بغريزة البقاء لديها.

وبعد أن يجد الذكر الأنثى، يجب عليه ابعاد أي ذكر آخر موجود في المنطقة، حيث يدمر شبكة الأنثى التي نشرت عليها موادها الكيميائية ليقطع أي إشارات للذكور الأخرى.

بعد ذلك يتطلب الأمر منه الحصول على الأمان من الأنثى، كون أغلب الذكور أصغر حجمًا بكثير من الإناث، الأمر الذي يجعله فريسة سهلة بين مخالبها، لذا يجب عليه أعطائها إشارة بأنّه عنكبوت من نفس نوعها ويريد التزاوج، وهو ما يمكن تسميته بالمغازلة بينهما.

يقوم الذكر بذلك إمّا من خلال هز شباك الأنثى، أو يعزف على الشبكة، أو يرقص عليها، ثمّ ينتظر إشارة الأنثى بأنّها لم تقبل مغازلته مبتعدةً عنه أو تهز الشبكة بطريقةٍ ما، أو أنها قبلت به مقتربةً منه.

توجد أنواعٌ أخرى من العناكب تموت فيها الأنثى بعد أن تضع البيوض، وفي أنواع أخرى تبقى الأنثى مع البيوض إلى أن تبدأ الصغار بالخروج لتموت عندها، وهذه تعد آلية معقدة صعبة الفهم ضمن دورة حياة العنكبوت، بينما تعتني بعض الأنواع بصغارها وتؤمن احتياجاتها إلا أن المعلومات عن مدة فترة الحضانة هذه ما زالت قليلة.

تنتمي العناكب، إلى جانب العقارب والقرادة، إلى فصيلة الزواحف والعنكبوتيات، وهي فئة من مفصليات الأرجل، تتنوع العناكب بأحجام وأشكال مختلفة، منها سام ومنها غير سام، وتقدر بحوالي 45 ألف نوع يزحف على هذه الأرض، يتكون جسم العنكبوت بشكل عام من قسمين، القسم الأول يضم الرأس والصدر، أمّا القسم الثاني يضم البطن، كما تملك العنكبوت ثمانِ أرجل وبعض اللوامس القدمية، وست أو ثمانِ عيون، بالإضافة إلى العضو المسؤول عن انتاج الخيوط التي تحيك بها بيوتها، وأجزاء فموية تحوي في نهايتها مخالب.

أمّا عن طريقة تكاثر العناكب، فالمهمة ليست بالسهلة على الذكر، كل اهتماماته تتركز على محاولة تخصيب عنكبوت واحدة على الأقل قبل أن يفعل ذلك ذكر أخر، يتطلب منه الأمر أولًا البحث عن أنثى ناضجة ومستعدة للتزاوج قبل أن يعثر ذكر آخر عليها، وهو أمر في غاية الصعوبة، كون أغلب أنواع العناكب تعتبر كائنات انفرادية، أي تعيش ووتغذى وحيدة وتبتعد عن باقي جنسها.

تعمل الإناث على الترويج لنفسها بأنّها ناضجة من خلال نشرها لمواد كيميائية (تدعى الفيرمونات)، في الجو أو على شبكتها، يستطيع الذكر التعرف على أنّها من نفس نوعه من خلال تلك المواد، عن طريق أجهزة استشعار كيميائية موجودة على أرجله الأمامية.

وتقع كل من الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية في الجزء الخلفي من بطن العنكبوت، لكن العناكب لا تتزاوج من خلال اقتران هذه الأعضاء، بل يقوم الذكر بوضع بعض حيواناته المنوية ضمن شبكة صغيرة ويضعها ضمن فتحة الأعضاء التناسلية عند الأنثى باستخدام قدمه، لتقوم الأنثى بتخزين هذه الحيوانات بالقرب من المبيضين، إلى حين وضعها لبيوضها، قد يستغرق ذلك عدة اشهر عند بعض الأنواع، حينها تقوم بجلب حيوانات الذكر وتخصب بيوضها.