كيف ترد إن أهانك أحدهم أو شتمك

د. بتول محمد
د. بتول محمد

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

جميعنا ننصح بتمالك الأعصاب وعدم الرد على المتهورين، لكن الغضب قد لا يقف في وجهه شيء، فكيف نتعامل مع ذلك، وهل أنت ممن يقاومون نوبات الغضب ويسكتون أمام إهانات الآخرين؟


ماذا نقصد بالاهانة

الإهانة هي ذلك السلوك السيء الذي يمارسه البعض ضد الآخرين، من خلال استخدام ألفاظ مسيئة أو السخرية.

وعموماً تعتبر هذه السلوكيات جارحة للإنسان ومسيئة، كما أنها غير مقبولة أبداً وتؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية وقد تؤدي إلى تكون مشاعر الكراهية والنبذ.


ما هي أفضل طريقة للرد على الإهانة

تختلف طرق الناس في الرد على أي إهانة يتعرضون لها، إذ يميل البعض للرد العنيف المماثل للسلوك الذي تعرضوا له، بينما يحاول البعض الآخر تفادي المواجهة ويفضلون عدم الرد إما نتيجة للخوف أو لأنهم يرفضون الرد بالمثل مهما كانت الإهانة كبيرة.

من الجدير بالذكر هنا أن الأديان عموماً حضت على ضرورة أن يكون الإنسان قادرة على الدفاع عن نفسه، ويشير الدين المسيحي مثلاً إلى ضرورة التعامل بأسلوب التسامح مع المسيء، وتبدو عبارة السيد المسيح :إن إستطعتم التسامح والمغفرة سيغفر لكم الله أيضاً أخطائكم وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم الله زلاتكم لأن الله يري المتسامح ويري أيضاً المنتقم ويُجازي كل واحد حسب عمله، كافية لتعبر عن إيمان المسيحية بضرورة التسامح مع الإساءة.

من جانب آخر يبين الدين الإسلامي أن الرد على من يسبك ليس أمراً سيئاً ولكنه يبين أن العفو عند الإسطاعة أمر في غاية الأهمية ودليل قوة.

في المقابل نجد الكثير من الفلسفات نادت بضرورة التعامل مع الإساءة بأسلوب اللاعنف، وأكدت على أن التسامح سوف يؤدي في مرحلة ما إلى تغيير وجهات النظر لدى الكثيرين، معتبرة أن عدم الرد أحياناً هو قوة بحد ذاته، وأننا عندما نتجاهل المسيئين بالكلام والسلوك فإننا ندفعهم للتفكير في أفعالهم، أما عندما نقابلهم بالمثل فإننا نعزز السلوك السيء.


بعض وجهات النظر حول كيفية الرد على الإهانة

تختلف طريقة الناس في الرد على الإهانة، وفيما يلي بعض وجهات النظر حول طريقة الرد


التجاهل

يرى الكثيرون أن الطريقة المثلى للرد على أي إهانة تكون بالتجاهل، إذ لا يمكن الرد على الشتيمة والإهانة بالمثل، وإنما من القوة أن نقوم بتجاهل من يحاول إهانتنا، وقد يكون التجاهل نوعاً من السلوك الأخلاقي الذي يعبر فيه الشخص عن نفسه.

كما أن الله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه العزيز في سورة آل عمران: “والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس والله يحب المحسنيين”.

 وأحيانا تكون الإهانة أصغر من الرد عليها او حتى الغضب، وقد يرد الإنسان بأسلوبه الخاص دون أن يضمحل لمستوى الطرف الآخر.

يقول أحدهم: لا أرد الشتيمة بمثلها، ولكني أملك ردًا مثاليًا لهذا الأمر، فإذا حدث هذا في يوم من الأيام، سيكون ردي:

“شكرًا لك، هذا من ذوقك، ولكني لن أرد على هذه الإهانة بمثلها، لأن مقامي وأخلاقي يمنعاني من ذلك.”


التسامح واستيعاب الآخر

أحياناً قد يكون من الأفضل استيعاب الآخر والتسامح معه، وفي الحقيقة هناك من يبذل قصارى جهده للاحتفاظ بمن له مكانة في نفسه حتى آخر رمق.

من ناحية أخرى يجعل التسامح الشخص أكثر راحة وقدرة على التعامل مع الحياة بإيجابية، وربما تعتبر تجربة غاندي من أفضل التجارب التي بينت أن التعامل مع الحياة بتسامح وإيجابية قد تحقق النصر مهما كان الطريق صعباً.

في النتيجة قد يكون من الأفضل أن نعمل على تدريب أنفسنا كي نكون قادرين على تجاهل الإهانات أو الرد في الوقت المناسب، بشكل يجعلنا أكثر وقة وقدرة على مجابهة أي موقف مهما كان.

هل أعجبك المقال؟