كيف يؤثر تغير المناخ على الكائنات الحية؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يُعد تغير المناخ من الظواهر والحوادث الطبيعية التي يمر بها كوكبنا، ولكن كيف يؤثر تغير المناخ على الكائنات الحية وما هي تداعياته عليها؟
تؤدي التغيرات المناخية إلى ضغوط كبيرة على البيئة، كما ويؤثر على الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، سواء كانت هذه التغيرات المناخية على شكل موجات حرارة مرتفعة جدًا، أو فصول شتاء قاسية تتسبب بأعاصير وكوارث كبرى، حيث أن هذه التغيرات المناخية تؤدي إلى تضيع المكاسب التي تحققها التنمية البشرية و تخفض من موارد الغذاء والماء.
وتشير الأبحاث إلى أن كوكب الأرض قد خسر ما يقارب ثلث أراضيه الصالحة للزراعة على مدى الأربعين عام الماضية، ويعود السبب في ذلك إلى الكوارث المناخية الحاصلة، كما أنه في كل عام تفقد الغابات المزيد من أشجارها ويتم فقدان التربة بين 10 و 100 مرة أسرع من تكونها، وبما أن 1,3 مليار شخص يعيشون على أراضي متدهورة زراعيًا، الأمر الذي يعرضهم للأخطار الناجمة عن استنفاذ المحاصيل الزراعية مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الفقر والجوع والنزوح.
وبما أن الكوارث الطبيعية أصبحت متكررة ومدمرة ، فقد تضاعفت أعداد الأشخاص المتضررين من هذه الكوارث، حيث أثر الجفاف لوحده على أكثر من مليار شخص في العقد الماضي، وحدث الضرر الأكبر في مجال الزراعة والتي تعتبر المصدر الأساسي للغذاء والدخل عند الإنسان بشكل خاص بين عامي 2006 و2016.
الانقراض والتدمير
نستطيع أن نستدل على آثار التغيير المناخي للأرض من خلال ما نشهده من زيادةٍ في عدد الكوارث الطبيعية، واختفاء بعض الجزر بسبب ارتفاع مستوى البحر، كما أن عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في ازدياد مستمر، وذلك لعدة أسبابٍ أهمها أن التغييرات المناخية الجديدة تفرض عليها ظروفًا يجب التعايش معها، وقد لا يعود موطنها الحالي ملائمًا ومريحًا، كما أنها قد تضطر إلى تغيير بعض عادات التكاثر والغذاء للتكيف مع الظروف المستجدة، إضافةً إلى تأثيرات ارتفاع منسوب مياه البحر والمحيطات وتلوث الهواء والنفايات وانبعاثات الغازات الدفيئة السلبية على مواطنها وغذائها.
الأمر المحزن هو أن نهاية هذه الحيوانات في بعض الأحيان تكون محتومةً في حال فشلها في الهجرة إلى موطنٍ مناسبٍ آخر، وأكثر الحيوانات المتضررة هي الدب القطبي والباندا العملاق والسلاحف الخضراء والفيل الآسيوي.
أما بالنسبة للنباتات فالأمر مختلفٌ بعض الشيء، فازدياد نسب غاز ثنائي أكسيد الكربون سيؤدي إلى انخفاض حاجة النباتات إلى الماء للقيام بالتركيب الضوئي مما دفع العلماء بالاعتقاد أن هذا سيزيد من نسبة المياه العذبة في جوف الأرض، إلا أن ارتفاع حرارة الأرض نفى ذلك، لأن هذا سيسبب زيادة مدة الفصول الدافئة؛ مما سيعطي النباتات وقتًا أطول لتنمو وتكبر، وبالتالي سيزداد استهلاكها للماء، وستشكل أوراقها الكثيرة والكبيرة سطحًا أكبر لتبخر مياه الأمطار التي لن تصل إلى الأرض بسببها، وكل هذا سيؤثر سلبًا على كميات المياه في الأرض.
أضف إلى ذلك، وحسب الدراسات الجديدة فإن 28% من سكان العالم يعيشون في مناطق قريبة من الساحل لذلك سيشكل ارتفاع منسوب المياه أمرًا كارثيًا بالنسبة لهم، ليس فقط من ناحية الموطن بل من ناحية الغذاء حيث يعتمدون على الثروات المائية في غذائهم، لذلك كان إيجاد مصادر للطعام بعيدة عن الساحل كالمرتفعات الجبلية مثلًا أمرًا هامًا رغم أنها معرضة أيضأ للتغيرات المناخية.
التغير المناخي وصحة الإنسان
ويؤثر التغير المناخي على صحة الإنسان، كما يؤدي إلى تغيرات كبيرة وتحولات جغرافية في الزراعة والغابات والحياة البرية، فيؤدي تلوث الهواء بسبب التغير المناخي واندفاع الغازات الدفيئة إلى حدوث أمراض تضر بالجهاز التنفسي لدى الإنسان، مثل مرض الربو، كما يؤثر ارتفاع الحرارة على الصحة الجسدية والعقلية للإنسان.
بالإضافة لذلك فالتغير المناخي يؤثر بشكل مباشر على الطعام، فيسبب تراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون في غلافنا الجوي إلى تغير بُنية الفواكه والخضروات التي نتناولها فيجعلها أقل تغذية وفائدة.
ويمكن اعتبار التغيرات المناخية هي أحد الأسباب الأساسية للصراعات حول العالم حيث أنها تؤدي إلى نقص الغذاء وتهدد سبل عيش البشر ويتجبر السكان على النزوح من بلادهم، وعندما تصبح الحكومات والدول غير قادرة على امتصاص الصدمات الناجمة عن تغير المناخ فإن التهديد لاستقرار المجتمعات سوف يتزايد كثيرًا.