لماذا يرى الانسان نفسه قبيحا؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
معظمنا نشتكي من رؤية بعض صورنا. فحتى لو كنت جميل الخلق، فأحيانًا تكره رؤية صورة الْتُقِطَت لك. فهل تعلم لماذا يرى الإنسان نفسه قبيحًا؟
الجمال هو صفة يسعى لها الجميع، فمن منا لا يملك الرغبة بأن يظهر بأبهى حُلة وأجمل صورة، لكن في كثير من الأحيان تقل ثقة الشخص بجماله ومظهره الخارجي فيشعر بالقبح وعدم مثالية تفاصيله، ونلاحظ عند النساء بشكل خاص ظاهرة استخدام المرآة بكثرة، ففي حقيبة كل أنثى هناك مرآة صغيرة تقوم باستخدامها باللاشعور، فتبدأ بالتذمر من بشرة وجهها مثلا أو شكل أنفها أو حجم وجنتيها وغالبًا ما تكون ترّهات ليس لها صحة.
“الجمال الحقيقي هو جمال الروح” جملة نسمعها في كثيٍر من الأحيان ولكن لا نطبقها في حياتنا ومجتمعنا، والصحيح أن جمال الروح هي جاذبية الشخص التي يتمتع بها، أما جماله الخارجي فهو الذي يوثر على الشخص نفسه وعلى من حوله وكثير من الأحيان نجد أنفسنا قبيحين وخاصة عند مقارنة أنفسنا بالصور الملتقطة بالكاميرا ولهذا الشعور أسباب كثيرة:
- الإضاءة، كل شخص منا معتاد على نوع من مستوى الإضاءة في المكان المتواجد فيه في حين أن الكاميرا تختلف الإضاءة فيها على حسب تحكمنا بها من أجل ذلك تتغير بعض ملامحنا في الصور.
- الإعتياد، نحن نقف أمام المرآة بشكل يومي فإننا نعتاد على رؤية انفسنا بشكله ولا نلاحظ الفروق التي طرأت على شكلنا في حين أننا نصور انفسنا كل فترة مما يجعل الفروق تظهر وهذا مالانحبه.
- الزاوية، عند التقاط الصورة فإننا تأخذ من زاوية معينة واحدة أما في حياتنا نرى اشكالنا في المرآة من زوايا مختلفة فنرى أشياء لانحبها في شكلنا.
- ثلاثية الأبعاد، العين البشرية تعمل بنظام ثلاثي الأبعاد (D3) في حين أن الكاميرا لا تعمل إلا بنظام ثنائي الأبعاد(D2) وهذا من أهم الأسباب التي تجعلنا نرى هذا الإختلاف.
- الصورة الرقمية، عند النظر لأنفسنا في المرآة فإنها تعكس صورنا في حين أن الكاميرا تنقل الصورة كما هي لهذا نشعر بالإستغراب في المقارنة بينهما.
- عند التقاط صورة بكاميرا الموبايل فإنك تراها معكوسة الجهة وبالتالي فأنت ترى نفسك من زاوية وجهة أخرى لم تكن تتوقعها.
- عدم التناظر الموجود في معظم الوجوه فإذا نظرت إلى نفسك في المرآة بإمعان ستجد اختلافاً بسيطاً في حجم عينيك (أحدهما أكبر من الأخرى) وشكل حاجبيك ووجنتيك إلا أنك لم تكن تلاحظ هذه الفروقات لأن دماغك معتاد عليها، لكن عند التقاط الصورة ستنعكس الملامح تماماً وتصبح غير مألوفة وغريبة وبالتالي لن تكون راضياً عن مظهرك أبداً.
- تحتفظ ذاكرة الإنسان بجميع الأحداث التي يمر بها والتفاصيل التي يراها أو يسمعها فهي تمتلك سعة لا حدود لها، ويعتبر وجه الشخص وملامحه من أكثر الأشياء ثباتاً في ذاكرته، والصورة الملموسة والمألوفة لوجهنا هي الانعكاس الذي نراه في المرآة كل صباح لذا التقاط الصورة بزاوية أو إضاءة مختلفة قد يؤثر على الشكل المطبوع في أذهاننا.
لهذه الأسباب وغيرها أيضاً تجعلنا لا نحب التقاط الصور لأننا نشعر أنها تعطينا غير واقعنا ونكره انفسنا لأننا أقل جمالاً من الصورة.
لذا علينا أن نكون أكثر رضى وقناعة بأن لكل منا ميزة يختلف بها عن الآخر وليست موجودة في أحدٍ سواه، فجميعنا يسعى للكمال لكن كن واثقًا بأن الكمال غير موجود إلا في الله سبحانه وتعالى.
وأخيرًا يجب أن تعلم أن معتقداتنا تتحكم في ردود أفعالنا تجاه ما نرى، فكيف ترغب في رؤية نفسك جميلًا وأنت تردد بأنك قبيح! حاول تغيير رأيك عن مفهوم الجمال لأنه أمر نسبي، ورسخ في ذهنك أنك بشر لا تحمل كل أوجه الكمال المادي، ولكنك تستطيع امتلاك الجمال المعنوي بحب ذاتك، وكما يقول الشاعر إيليا أبو ماضي: (كن جميلًا.. ترَ الوجود جميلا) وأنا أضيف: (وترى نفسك جميلًا).